سي علي : السّياسي الذي خرج من الحكومة و لن
يخرج من الذّاكرة
بقلم – منجي باكير
طبعا
لأنّ العمليّة السّلميّة و الطوعيّة الحضاريّة التي قام به السّيد علي العريّض
رئيس الحكومة -المتخلّي – لأنّها جاءت من شخص علي العريّض و جاءت من حزب النّهضة
فإنّها لم و لن تجد صداها المطلوب من الإعلاميين و الإعلام سواء الخاصّ
منه أو الحكومي ، المرئي وكذلك المكتوب ، و لم تأخذ حجمها الذي كان له كبير الوقع في التوافق الوطني في مرحلة دقيقة و حسّاسة ، و لم تستأثر باهتمام –المطبّلين صبح مساء– على أوتار مصلحة تونس و ضرورة التوافق ،اهتماما كان يعكس لوحدث صدْق ومدى إيمان الإعلام بأصول اللّياقة الإعلاميّة و حيادها ، خصوصا في مثل هكذا حدث حضاري لا يتكرّر ليس في تونس فقط بل في إفريقيا و العالم العربي .
منه أو الحكومي ، المرئي وكذلك المكتوب ، و لم تأخذ حجمها الذي كان له كبير الوقع في التوافق الوطني في مرحلة دقيقة و حسّاسة ، و لم تستأثر باهتمام –المطبّلين صبح مساء– على أوتار مصلحة تونس و ضرورة التوافق ،اهتماما كان يعكس لوحدث صدْق ومدى إيمان الإعلام بأصول اللّياقة الإعلاميّة و حيادها ، خصوصا في مثل هكذا حدث حضاري لا يتكرّر ليس في تونس فقط بل في إفريقيا و العالم العربي .
كذلك لم نشهد من رموز المعارضة أدعياء
الديمقراطيّة و حملة العناوين البرّاقة في التنظير للمصلحة العليا و انتهاج
التسامح و التوافق ، لم نشهد منهم تثمينا لما قام به الرّجل من حركة راقية طوعيّة
برغم شرعيّته التي مازالت تخوّل له الإمساك بدفّة الحكم لولا ( الفتاوي ) المُسقطة
و ضغوطات ما وراء البحار !
كما أنّ هذا الرجل الذي تنازل طوعا و آثر فعليا
مصلحة بلاده حتّى مجرّد إشادة عابرة من
الذين أدمنوا الحضور في ملفّات الحوار التلفزيّة و الإذاعيّة بموجب أو بغيره ،
فعلٌ لو كان مع أحد هؤلاء الرموز المحسوبين على المعارضة لكان في حكم المستحيل و
لو سقطت تونس بأجمعها في دوائر الهلاك و الضّياع ..
وحده رئيس الدّولة من خبر النّضال و عرف قدْره و
مستلزماته ، وحده من قدّر ذلك فأحسن التقدير لهذا الفعل النّبيل ، قدّره بذاك
العناق الطويل لرئيس الحكومة المتخلّي ، عناق كان أحسن صورة جمعت بين الوطنيّة و
النّضال ..!
عناق قال فيه رئيس الدّولة الكثير ، قال فيه ما
لا يفهمه إلاّ من صدق هذا الشّعب و أحبّ فعلا هذا الوطن ، و لا يفقه رمزيّته إلاّ
شرفاء هذا الوطن العزيز .
خرج ( سي علي ) من الحكومة ولكنّه لن يخرج من
قلوب و ذاكرة التونسيين الأحرار الشرفاء ، خرج طوعا و هذا ليس بغريب على رجل جمع
في رصيده النّضالي ما يعجز أدعياء النّضال اليوم عن تخيّله فضلا عن تحمّله و حمله
.
خرج ( سي علي ) معزّزا و من الباب الكبير موفيا
بما وعد وبعد أن أعمل اجتهاده في تحرّي المصالح الوطنيّة و نفّذ ما رآه يقارب
الصّواب و المنفعة لهذا الشعب و فعل ما أملاه عليه واجب و وزر المسؤلية – كما ذكر
ذلك في رسالة استقالته ..
لكنّـــــــــــــــــــــه كذلك – و ما لم
يذكره – أنّه عانى الكثير في قطع الطريق أمام كثير ممّن أخذتهم أطماعهم في التكالب
على هذا الوطن و حملتهم أنانيّاتهم لإلحاق السّوء به ...
** قطعا
لكلّ تأويل لا رابط لنا مع الرّجل، لا يجمعنا معه توجّه وهو قد خرج من النّفوذ ..
*
الزمن الجميل : يقظة فكر
هناك تعليق واحد:
انا إمرأة تونسية .. منهجي إسلامي .. ولكني لا أحب علي لعريض لأنه قمع الإسلاميين ..أصلا الأن الكل يعلم أن حركة النهضة باعت الشريعة وباعت الثورة
إرسال تعليق