الكتاب الأسود تعرية لحداثيّي تونس
بقلم / منجي باكير - صاحب الزمن الجميل
بقلم / منجي باكير - صاحب الزمن الجميل
كثيرا ما رأيناهم و
سمعناهم ( إناثا و ذكورا ) يملؤون المنابر و يحتلّون أستوديوات التلفزيونات و
كثيرا ما أصمّوا آذاننا بمثالياّت عجفاء ، ادّعوا العصمة الأدبيّة و العلميّة و
الأخلاقيّة أيضا و خاطبوا عمق شعبهم من أبراجهم العاجيّة بلغة – الإسقاط – لغة
نخبويّة لا تتعدّى عيش المنازه و زوايا النّزل و الحانات ،،،
فعلوا كلّ ذلك و أكثر
لكنّهم يفعلوا شيئا طيلة العشريات الفارطة
لشعبهم ، بل لم يكلّفوا أنفسهم النّزول إليه لتشخيص علله و ترجمة مآسيه و معايشة
همومه ،،
أعمتهم المكافآت و
الرشاوي فهرولوا إلى شرفات قصر قرطاج و ابتغوا الوسيلة عند ساكنته قبل المخلوع
ليقدّموا فروض الطّاعة حتّى و لو كان ما يفعلون تزويرا و بهتانا و بيْعا للبلاد و
العباد فضلا عن امتهان كراماتهم - إن كان لهم منها شيئا-.
تواروا تحت ألقاب
أكاديميّة برّاقة و صفات مِهنيّة فضفاضة و تزيّنوا بالمال الفاسد و اغترفوا في
بطونهم عرق الشعب الكادح و ملكوا الفلل و
السيّارات على حساب المال العام المهدور ثمّ نأوا بأنفسهم عن الشّعب و حصّنوا
أبناءهم في المدارس الخاصّة أو هرّبوهم خارج الوطن على اعتبار أنّ الشّعب رعاع وهم
صفوة القوم ..
طبّلوا و بندروا طيلة
حكم البوليس القمعيّ حتّى جعلوا من تونس
للسّامعين جنّة يُستطاب فيها العيش ، زيّنوا و زيّفوا التاريخ و حتّى الجغرافيا
ليرضوا عُقد الدكتاتور و بطانته الفاسدة ،،،
فاجأت الثورة هذه
العصابات الفاسدة الغبيّة من أدعياء الثقافة و الإعلام و ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت و انقطع عنهم سيل العطايا و الهبات و السّفرات و الإمتيازات ، لكنّ تخاذل و ارتعاش الحكومات
التي جاءت بعد الثورة ملّكهم نفَسا جديدا
و يسّر لهم صفاقة أكبر ليركبوا تيّار الثورة و يتصدّروا المشهد بكلّ
وقاحة لينظّروا لذات الشّعب الذي خذلوه و خانوه ، و ليستعلوا عليه مرّة أخرى و
ليحاولوا تأسيس منظومة فاسدة تكون لهم بيئة جديدة معوّضة و – سبّالة – أموال . بل
تعدّت وقاحتهم لأن يسدلوا على أنفسهم ألقاب ناشط حقوقي ، ناشط مجتمع مدني ، محلل
سياسي و غيرها من الألقاب و التصنيفات .
لكــــــــن أيضا جاءهم
ما لم يضعوا له حسابا ممّن لم يقدّروه حقّ قدره – لأنّه لم يكن في ( رجولية بن علي
في مفهوم ألفة يوسف ) و لم يعبأ بشتائمهم و قذفهم ( هنا ليس بمفهوم رجاء بن سلامة
) ، لأنّه سخّر نفسه لما آمن به و عاهد عليه الوطن و نفسه قبلاً، لأنّه أوصد أبواب
قرطاج أما م المتملّقين و الإنبطاحيين و المناشدين و أدعياء الثقافة و الإعلام و
حصر الدّخول إلى قرطاج للمبدعين الحقيقيين من أبناء حواري و عمق تونس ، ،، جاءهم
ماسوّد الدّنيا في وجوههم من عند رئيس الدّولة السيّد المنصف المرزوقي المثقّف و
العلمي و الحقوقي ، جاءهم الكتاب الأسود الذي عرّى عليهم السّتر و أسقط عنهم ورقة –الدّولار-
التي كانوا يرومون بها ستر عوراتهم لتظهر
علنَا تقدّميتهم ونضالاتهم و حداثتهم التي
صمّوا بها آذاننا ...
جاء الكتاب الأسود في الوقت
الذي اعتبر هؤلاء الفاسدون و الفاسدات من أدعياء الحداثة أنّهم أصبحوا بمفازة من التعرية و الإفلات من
عقاب الشّعب ، فباغتتهم مادّة الكتاب الموثَّق لتتوتّر أعصابهم و تنتابهم الهسترة ليسقط
عنهم – برستيجهم المفبرك – و يظهروا على حقائقهم و سلوكاتهم و ألفاظهم السّوقيّة و احتراف لغة الشتم و
السبّ و التهجّم أمام انعدام حججهم في نفي
ما تضمّنه الكتاب من كذبهم و جرائمهم في حقّ المجموعة الوطنيّة ...
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق