الزّمن الجميل كالعادة يسعده أن ينقل لكم نصّا
مكتوبا للحلقة الإذاعيّة ( كلمة حلوّة ) عدد 06 ليوم
الأحد 01 ديسمبر 2013 و التي بثّتها أمواج إذاعة صفاقس في برنامج – صباح النّور –
للمنشّطة البهيّة فاطمة مقني ،، الموضوع باللّهجة التونسيّة و نهيب بالمتابعين و
أوفياء الزمن الجميل أن يستفسروا عن ما أشْكل عليهم من ألفاظ ، سواء عن طريق نموذج
المراسلة أو التعليقات ،،، متابعة طيّبة و تسعدنا ملاحظاتكم فلا تبخلوا بها ،،
منجي بـــاكير
ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~
صباح النّور
و السّعادة لكلّ المتابعين
اليوم إن شاء الله موضوعنا على قيمة الوقت
الوقت : هو قيمة غالية برْشا ما يقدّرها إلاّ اللّي يعرفها سواء على مستوى الأفراد أو الشّعوب و الدّول
،،، و الوقت ما يمكنش إيقافو و لا تخزينو و لا زيادتو و لا شريانو أيضا ،، و هاكا علاش الحكمة تقول ( الوقت من
ذهب ) و ( الوقت كالسّيف إن لم تقطعه قطعك )
، كذلك من الثّابت أيضا أنّ كلّ النّاس متساوين من حيث كمّية الوقت ،أمَا،،
كلّ واحد كيفاش يستغلّ هذه الكميّة ،،،
كيفاش يوزّعها و ينظّمها باش يحقّق أكثر فوائد ليه و لمحيطو ، من الثّابت زادَه
أنّ من يسيء استغلال الوقت بمعنى يضيّعوا في ما لا يعني هو كذلك يساهم في إضاعة
وقت الآخر و وقت المجموعة ككلّ، مثلا كيف
ما موظّف أو عامل ما يحترمش التوقيت ،،أو ما يخدمش واجباتو في أوقاتها المحدّدة أو
يعدّي وقت الخدمة في أمور أخرى أو في حالة فراغ ، فهو يساهم في إضاعة وقت ماهوش
ملكو و بالتالي يتعدّى على حقوق المجموعة و يساهم من هذا الباب في تردّي كثير من
الأوضاع الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و غيرها ...
هنا نحبّ نفتح قوس باش نحكي على إحصائيّة خرجت
الأسابيع الفايتة من مؤسّسة عالميّة
معروفة ، هالإحصائيّة تقول أنّ 5 في الميّة فقط
من الموظّفين التونسيين ملتزمين بعملهم بجدّية ،،، و البقيّة طبعا - هاني
معاكم لا تنْسوني – يعني كرْكارة - و طبْعا كذلك شيء يأسّف ويوجع القلب ،،،،
في الوقت يقولوا عرب الزمن الجميل : (الزمن مسابقٌ لا يُسبَق
، وغاضبٌ لا يُمهل ، ومدرس قاس) و الإنقليز يقولو : (
تـــايم إيز موني ) و معناها أنّ كل دقيقة تمرّ بدون عمل فعّال و
مفيد للشّخص أو المجموعة و المحيط هي تكلُفة ضايعة و خاسرة .
عموما نحن العرب
و خصوصا التّوانسة عندنا قيمتين/ أساس كلّ تطوّر و تحضّر/ لكــن أحْنا نهمّلوهم و
اللّي هوما :( قيمة العمل + قيمة الوقت ) بل نزيدو نأكّدوا و نتعاندوا على إهمالهم
و ضياعهم ،،،، تلقى التونسي عادي باش يقولْلك مشيت نقصّر في الوقت و إلاّ،، نضيّع
في الوقت ،أو نقتل في الوقت ،،، بينما الشعوب الأخرى تلقى فيها كيما قلنا
الإنقليزي يقول: تايم إيز موني ، الياباني يقول : الوقت و الفرص لا ينتظران أحد
،،، و هذاهو السرّ في تقدّمهم و تأخّرنا و اللّي يفسّر زادة هوما وين و أحنا وين ....
هوما في الإبتكار
و الإنتاج و الصّنايع و البحث و التطوير ،،،
و أحنا في
القهاوي اللّي منشّرة في البلاد و تعدّات الأرقام القياسيّة ، أحنا قدّام الفيس
بوك و الشات بالسّوايع ، أحنا قدّام المسلسلات المكسيكيّة و التركيّة ، أحنا
نقشّرو في القلوب و نلعبو في الكارطة – باش نضيّعو الوقت – زيد أحنا في تونس
تحلّنّا باب جديد من بعد التحليلات الكرويّة ، حلّينا باب – السّياسة - و ولّينا تباركالله كلّنا طيّارات متاع تحليلات
سياسية وكثّرنا من الهزّان و النفضان و التمجديق و زيد الماء زيد الدّقيق ،، ،
أمّا
الخدمة و الواجب فهذا عندنا في مرتبة
ثانية و إلاّ حتّى ثالثة ..والأغرب
أنّو أثناء الخدمة فقط يتحيّر فينا سؤال :
قدّاش الوقت ؟؟
إيه نعم أحنا
هكّا برغم أنّ شريعتنا الإسلاميّة ركّزت على هذا الجانب الأساسي في حياة الإنسان
،، ربّي سبحانه خلق و أشار في القرآن
للأهلّة ، المواقيت ، السنين و معرفة
الحساب ، كما أنّ الحديث الشّريف يؤكّد على أهميّة استغلال الوقت و ينبّه على
خطورة إهدار الوقت و تضييعه و يشير إلى
نتائج ذلك ، حيث يقول صلوات ربّنا و سلامه
عليه : (( لا تزول قدما عبد
يوم القيامة ، حتّى يُسأل عن أربع ،عن عمره في ما أفناه ، و عن جسده في ما أبلاه ،
و عن علمه ماذا عمل فيه ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه ))
الوقت أيضا هو
مصدر سعادة أو تعاسة الإنسان ، فالإنسان الذي يعرف و يخطّط لاستغلال وقته في عمل (عادة
أو عبادة )يكون أسعد من الإنسان اللّي يهدر وقتو و يكون متوازن النّفسيّة و قويم
الشخصيّة الإجتماعيّة لأنّو يحسّ بمكانتو و نفعو لنفسو و مجتمعو،،، بينما اللّي
يضيّع وقتو و يعيش الفراغ يصبح دوما متوتّر غير مؤمن بذاته بل يمكن يوصل إلى
الشعور بالإحباط وبتفاهة وجودو و عدميّة معنى الحياة لديه ...
لـــهذا من
الجمال أن نقدّر قيمة الوقت و العمل ،،و نسعى لاستثمار أوقاتنا في ما يفيدنا و
يفيد المجموعة في الدّنيا و الدّين،، و نساهموا في الإرتقاء و التحضّر و التطوّر
،،،
*
منجي باكير
ْ~~~~
هناك تعليق واحد:
الوقت قيمة خطيرة و هامّة جدّا في حياة الإنسان ،، و من هنا لابدّ لكل فرد أو جماعة من تنظيم وقتها و العمل على حسن توظيف الوقت ،، لضمان النجاح و الفاعلية
إرسال تعليق