أحبّاء ، متابعي و أوفياء الزّمن الجميل ، يسعدني كالعادة أن أنقل لكم - في نصّ مكتوب- الحلقة 3 من كليمة حلوة و التي شاركت بها اليوم الأحد 10 نوفمبر 2014 في إذاعة صفاقس - الجمهورية التونسيّة مع برنامج - صباح النّور - للمنشّطة المتألّقة و الرّائعة السيّدة فاطمة مقني قادري .....
صباح النّور و السعادة و الرّضا أختي فاطمة ليك
و لمستمعيك الأفاضل ...
موضوعنا اليوم إن شاء الله بعنوان :
الجار للجار رحمة
الجارقبلْ الدّار ، أعمل كيف جارك و إلاّ حوّل
باب دارك ، الجار وصّى عليه الرّسول ،، و
الجار للجار رحمة ،،، و غيرها من الأمثال النّابعة من عمقنا الشّعبي و المأخوذة من
موروثنا الإسلامي و اللّصيقة بهويّتنا العربيّة – و اللّي
طبعا مهما حاول المغرّبين باش ينكروه و يبعّدونا على ها القيم ما ينجحوش – قلت إذا الجار ،، و الجار كلمة واسعة و كبيرة و تعني،،، الجار: بمعنى الشريك ، و الجار في العمل ، و الجار في
السوق و في المزارع،، و الجار في مقعد الدّراسة أو حتّى وسيلة النقل و،،،، كذلك
الجار الزّوجة .
لكن أكبر صورة لمعنى الجار و الدّارج تعريفها
عندنا هي جار السّكنى ...
جيرة السّكنى وقتنا الحاضر و بحكم التطوّر
المدني و تكاثف البناء العمراني أصبحت رابطة ملحّة ،،و مفروضة في الوقت نفسه،، و لهذا نلقاو برشا ، الشّقق و العمارات ،
الأحياء ،، والحوِم و الزّنُق و أصبحت هذه
التقسيمات عناوين و روابط انتماء ،،، ولّينا نقولو عمارتنا ، حيّنا ، حومتنا و
زنقتنا ...
لكــــن المؤسف أنّنا و لينا نلقاوْ رابط الجيرة
هذا صار مصدر لكثير من الإزعاج و المشاكل،،،، على خاطر ثمّا جيران ما التزموش
بالعقد الإجتماعي و ما راعاوش حقّ الجيرة ،،،
مثلا ثمّة جار وقت اللّي ينوب عليه ربّي بشويّة
فلوس يبدا يبني
و يعلّي على حساب أجوارو الآخرين حتّى يسدّ عليهم الشمس و الهوا و يزيد يحلّ عليهم
شبابك تزيد في هتك السّتر أكثر ما هو مهتوك و تنغّص العيشة و تعمّق المشاكل و
تولّي قضايا و عداوات و يمكن بيعان ديار ،، نقولو لها النّاس راهو هذا الفعل منكر
قانونا و شرعا !!
و ثمّا جار أو جارة زادة
تلقاهم نهار كامل - و ليل إذا لزمْ الأمر-
يتجسّسوا على خلق الله و يسقصيو ع لْكبيرة
و الصّغيرة باش يقيّدوا لَحْوال ، أو تلقاهم من دار لْدار يهزّوا و يلطخوا في
أخبار الجيران و يشبّكو بيناتهم ،،، ثمّا زادة جارة من كثرةْ نظافتها كلّ يوم تلقاها
،،الكنْسان و التسويق قدّام دارها، لكن – الزبْلة متاعها – حاشاكم ترميها قدّام
دار الجارة الأخرى ،،، كيما ثمّة جارة ما تحلالْها الحركة كان بالزّهو الطّرب ،، و
تلقا صوت الراديون أو المسجّلة يسمّع على بعد زوز كيلوماتر و تفرض على الجيران
ذوقها المزاودي و الشطّاحي من غير ما
تراعي حاجتهم للهدوء و الرّاحة و زيد ،،، تتعدّى على الذّوق العام ،،،،
نقولوا لها الناس راهو هذه الأفعال
مشينة لا يرضاها الله و لا عبادو و تدخل في باب تجاوز الأخلاق و القانون و معصية
تعاليم ديننا الإسلامي ،
لأنّ جار السّكنى يا سادة اعتنى بيه ديننا الإسلامي و جعل له حقوقْ واجبة ، حتّى
أنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: مازال
جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه
سيُورّثه ، فمن واجب الجار على جاره كفّ الأذى يعني ما يعملّوش حاجة
تؤذيه كيف ما تطيش الفضلات قدّام دارو ، إحداث الضّجيج أوالهرج خصوصا أوقات
الرّاحة ،،، و الإيذاء يكون حتّى برائحة
الأكل اللّي ما يقدرش عليه جارو بل من الواجب باش يذوّقو منّو ...و ما يخلّيش صغيّراتو يخرجوا
قدّام صغار جاروا بفاكهة أو غلّة يكون هو قادر على شريانها و جارو ما يقدرش ..
من الحقوق أيضا ردّ السّلام و إجابة
دعوة الجاروقت اللّي يعمل فرحة و إلاّ مناسبة ،، ، يهنّيه في الفرح ،و يعزّيه في
الحزن و ياقف معاه ، يتفقّدو و يسأل على أحوالو
و يعينو وقت الشدّة ، كذلك يسلّفو إذا
استحقّ و يقضيلو ما استطاع من حاجاتو ،،، يكرموا
بالهديّة إذا ممكن ، و يجعل المودّة و
اللّين و التجاوز أساس تعاملهم مع بعضهم ،
كذلك السّتر عليه و صيانة عرضو و الصّبر عليه ،،،
هكّابالحقّ يكون الجار للجار رحمة و
تتخلقْ فينا خصلة العِشرة و المحبّة باش نتعاونواعلى إيجاد أرضيّة مشتركة تسهّل
حياتنا وتوفّر لينا أسباب العيش السّعيد //
.... ربّي يهدينا و يصلح حالنا ..!
**
هناك تعليقان (2):
اختر الجار قبل الدار
وما أعظم قول الإمام علي حينما قال
حق الجار عندي أن يصبر الجار على ايذاء جاره له
موضوع جميل
سلمت يداك
beautiful mind
شكرا لحضور بهيّ و إضافة رائعة ،،،
كن هنا دوما لتضيف الفائدة
الزمن الجميل يترقب عوداتك ، فلا تبخل
إرسال تعليق