حلقة 2 كليمة حلوّة
أحبّاء ، متابعي و أوفياء الزّمن الجميل ،
يسعدني أن أنقل لكم - في نصّ مكتوب- الحلقة 2 من كليمة حلوة و التي شاركت بها اليوم الأحد 03نوفمبر 2014 في إذاعة صفاقس -
الجمهورية التونسيّة مع برنامج - صباح النّور - للمنشّطة المتألّقة و
الرّائعة السيّدة فاطمة مقني قادري ...
صباح النّور و السعادة و الرّضا أختي فاطمة ليك
و لمستمعيك الأفاضل ...
و قل ربي ارحمهما كما ربّياني صغيرا
من جملة النّعم التي حبانا بها مولانا جلّ و علا
، نعمة الوالدين ، الوالدين اللّي في
الحقيقة هوما الحاضنة الأولى للإنسان ، و هوما الحصن الحصين ليه خصوصا وقت الصّغر
و الضّعف ، الأمّ اللي تبيع النوم الغالي و تنسى روحها ، قدّام احتياجات صغيرها 24
على 24 ، البو اللّي يجهاد و يعمل في أيّ ظروف باش يحقّق حاجيّات صغيرو و ما
يخلّيهش مخصوص ، الوالدين اللّي يعدّيوا شبابهم و عزّ حياتهم شمعة تتحرق باش يضوّيوا على هاك الصغيرحتّى يكبر و
يشتدّ عوده ،،،
هالوالدين طبعا يجيهم نهارو يكبروا ، و ما يكبر راس إلاّ ما يشيب راس ، يكبروا و
يضعفوا و ينقص تركيزهم و تضيع البعض من ذاكرتهم و تصير أخلاقهم قريبة لبعْضها ،
بمعنى ساهل يضحكوا و ساهل يبكيوا ، حاصيلو يرجعوا في مقام الصّغار ، بقدْر ما هوما
يكبرو ا هوما يزيدوا احتياج، لرعاية و وسع بال و اهتمام وهاكا علاش الفطرة السّليمة، و العرف ،و الشرع
أجمعوا بلا اختلاف على ضرورة و واجب الإعتناء بالوالدين و السعي في مرضاتهم ،
وربّي سبحانو أوجب طاعتهم و الإحسان ليهم و نهى على الضجرو التأفّف منهما و أن
نخفض لهما جناح الذلّ من الرّحمة ،،،الوالدين يا سادة نعمة كبيرة كيما قلت ومغبون
و خاسر اللّي يدرك والديه و يقصّر في صحبتهم و رعايتهم و نفقتهم و الأخذ بخاطرهم و سيدنا صلّى الله
عليه و سلّم ينبّهنا في هذا السياق حيث
يقول : رغم أنف ثمّ رغم أنف ثمّ رغم أنف ، قيل من يا
رسول الله ؟ قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنّة / نحبّ
نقول زادة و نأكّد أنّ رضاية الوالدين موش ماندة و إلاّ فلوس تعطيها لوالديك ، و
موش مكالمات ببورطابل ، لا ،،، المواصلة ،،
مواصلة الوالدين ،، تقعد بحذاهم و تخدمهم و تشوف حاجاتهم و تحنّن عليهم و تحضّنهم
، تعطيهم دواهم بيديك ،تطعمهم ، تسقيهم ، تقضيلهم قضياتهم تهزّهم في كرهبتك ،
تشهّيهم و تخيّرهم،، موش تفرض عليهم ،،، حاصيلو
بالضّبط كيما كانو يعملو معاك و أنت صغير !!
هنا يستحضرني موقف ،،،، ثمّة راجل كبر ، وصل
التسعين من عمرو ، نهار هو قاعد مع ولدو-اللّي عمروا قارب الخمسين ، في الحديقة
ثمّة طائر أحدث صوت و فرفط طار ،، ياخي الأب قال لولدو آشنوا هذا قالّو الولد
هذاكا غراب ، زاد شويْ و البو قالّو اشنوا
غراب ؟ الولد قالّو غراب طاير أكحل ، بعد وقت زاد الأب سأل ولدو قالّوا اشنوّا
الغراب ؟تنرفز الولد و بنبرة حادّة جاولو غراب ما تعرفش آش معناها غراب ، صعيبة
هاذي باش تفهمها ؟؟ البو تحسّ ، هزّ روحو بالسياسة و دخل البيت ثمّ رجع في
إيدو كرّاسة قديمة حلّها على صفحة و قال لولدوا خوذ أقرا هذا ، الولد قرا لقى
بتاريخ 46 سنة لْتالي مكتوب : اليوم ولدي فلان سألني عن معنى كلمة غراب 29 مرّة و
أنا أجبته 29 مرّة بالإبتسام و بكلّ الرّضى ثمّ حضنته و سعدت كثيرا لأنّي أسعدت
إبني و أرضيت رغباته ،،،
ختاما ،،، رسالة قصيرة نوجّهّا للفئة العمريّة
متاع 4 و 5 عقود و عندهم والديهم حيّين ، نقول لهم الأعمار بيد الله ، لكن بعملية
حسابيّة قدّاش ربي يكتب لنا العيش مع والدينا ؟ مهما كانت المدّة راهي قصيرة و
اللّي تعدّى بين مراهقة و تلمذة و وظيفة و
زواج و أولاد و جريْ ورا الدّنيا ، بعّدنا برشا على والدينا ، توّا في عمر 40أو
لْخمسين راهو الوقت باش نكفّر على ما فات
و نقربوا أكثر لوالدينا و نجتهد في حسن صحبتهم ! و ننتهز العطل و المناسبات و
أوقات الفراغ باش نعايشوهم ونقربولهم و نحسّسوهم بأهمّيتهم و نشاركوهم الرّأي و
المشورة ،،،
ربّي يهدينا و يرضّي علينا والدينا حيّين و
ميّتين ....
منجي بـــاكير
**
الزمن الجميل : يقظة فكر ، دعوة لإحياء روح الزّمن الجميل و إعمال العقل لبناء الحاضر
الزمن الجميل : يقظة فكر ، دعوة لإحياء روح الزّمن الجميل و إعمال العقل لبناء الحاضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق