الأحد، 7 يوليو 2013

تونس هل نامت نواطير تونس عن ثعالبها


مبادرة القروي :نامت نواطير تونس عن ثعالبها
بقلم / منجي بــــاكير

لعلّ كلّ العبارات و الأوصاف تعجز عن التعبير على ما أضحى عليه المشهد السّياسي التونسي من تردّي و ما أصبح يحمل معه من أخبار تدمي القلب ، مشهد أصبح ( سوق و دلاّل ) و ( سوّد وجهك و قول أنا فحّام ) و كلّ من هبّ ودبّ نصّب نفسه وصيّا على شعب بأكمله و اتّخذ لنفسه حزبا ثمّ اعتلى ربوة النّفاق و الدّجل و الجهل و العُهر السياسي لينادي في النّاس  أنّه مالك الحقيقة المطلقة و أنّه المبعوث المخلّص و ما دونه هو التّيه و الضّلال ...!
نكّبت الأحزاب في بلادنا و تكاثرت المنابر و تتالت المبادرات ،، بدءً من مبادرة السّبسي إلى مبادرة كمال مرجان ومحمد جغام ثم إلى مبادرة حامد القروي و القائمة مازلت لم تختم ،،ومن المفارقات التي لا تحدث إلاّ في تونس أنّ هذه المبادرات جمعت و تجمّعت كلّها لأن تعزف على وتر واحد ظننّا الثورة أقبرته و جبّت مآسيه و جرائمه ، صوت الماضي البعيد ، صوت الحنين إلى أيّام الدكتاتوريّة و العنجهيّة التي كرّست عقودا من الزّمن احتقار العمق التونسي و احتكار القيادة في الدّم الأزرق السّاحلي  و التي مارست على عموم الشّعب كلّ عقدها النّرجسيّة و حبّ الذّات و الإستعلاء و اعتبارسواد الشعب ( محْرقة ) تجاربهم الفاشلة في الحكم و خدم بلاطهم و امتداد عوائلهم  و مصدر تنامي ثرواتهم – التي دوما تُهرّب مرّتين : مرّة من الأداء و أخرى إلى بنوك الخارج –
مبادرات تجتمع كلّها على فكر إقطاعي بغيض أساسه التمعّش من عرق الشعب و دمائه و الإستفراد بالتحكّم فيه و تهميشه  و من أراد التأكّد عليه بالسِّيَرالذّاتيّة لهؤلاء الذين كانوا بالأمس القريب من الجلاّدين و اللّصوص و المطبّلين و المناشدين لعهد الجنرال و من قبله الصّنم الأكبر ،،،
مبادرات هدفها الرئيسي تحويل وجهة ثورة الشّباب و الشعب المفقّر إلى مكاسب جاهزة لصالح هؤلاء الذين عفا عنهم الزّمن و أودعهم أرشيف التّاريخ و كانوا إبّان الثورة يتوارون عن الأنظار حاملين معهم خوف خطاياهم ، غير أنّ من أفرزتهم الثورة و أعطتهم شرعيّة حكم البلاد لم يكونوا في مستوى الأمانة و لم ينفّذوا استحقاق الثورة و تراخوا عن قانون تحصين الثّورة تملّصوا من محاسبتهم و إنصاف البلاد من جرائمهم فخلا لهم الجوّ و عادوا بكلّ صفاقة و– صحّة رقْعة -ليعيدوا علينا نفس الإسطوانات المشروخة و ينفخوا في جثّة التجمّع المنحلّ فينقضّوا و ينقلبوا على ثورة اجتثّت عروقهم و رمت بهم في مزبلة التاريخ ....
لكــــــن يبقى السؤال: هل نامت جموع الشّعب و أغفلت هذه المحاولات البائسة لغزوه من جديد ؟ هل رجع الشّعب إلى الرضّا بالهوان و الخنوع ؟؟ هل نامت نواطير تونس عن ثعالبها ؟؟؟
 

ليست هناك تعليقات: