الحوار الوطني هل هو إستراحة الإنقلابيين و للحكومة أحلى الأمرّين
بقلم / منجي باكير
منذ أن حلّت الترويكا في السّلطة لم تنقطع
مسلسلات محاولات الإنقلاب الفاشلة ، محاولات استعملت و وظّفت كلّ الأصعدة الأمنيّة و الإقتصاديّة و
الإجتماعيّة و غيرها في ما استطاع هؤلاء الإنقلابيين له سبيلا ، حيث اجتمعت كلّ مكوّنات مَن نصّبوا
أنفسهم كعنوان للمعارضة برغم إختلافاتهم و توجّهاتهم و مطامعهم ، برغم خداعهم و
مخادعتهم
لبعضهم و برغم يقينهم أنّ ما يصنعونه ما هو إلاّ رعْونة و دجل سياسي لا ماهيّة و لا مفهوم له و كذلك لا شرعية و لا سند شعبي له ،، اجتمعوا و فرّقوا الأدوار في بينهم و بسطوا أجندات التخريب و بثّ الفرقة و الفتن و – تبريك – البلاد نكالا بالحكومة المنتخبة و لا عزاء عندهم للشّعب الذي ينطقون بهتانا باسمه ، الشّعب الذي صفّرهم سابقا ثمّ كرههم و لفظهم من بعدها لمّا وقف على سواد صنائعهم و خيبات وقائعهم ...
لبعضهم و برغم يقينهم أنّ ما يصنعونه ما هو إلاّ رعْونة و دجل سياسي لا ماهيّة و لا مفهوم له و كذلك لا شرعية و لا سند شعبي له ،، اجتمعوا و فرّقوا الأدوار في بينهم و بسطوا أجندات التخريب و بثّ الفرقة و الفتن و – تبريك – البلاد نكالا بالحكومة المنتخبة و لا عزاء عندهم للشّعب الذي ينطقون بهتانا باسمه ، الشّعب الذي صفّرهم سابقا ثمّ كرههم و لفظهم من بعدها لمّا وقف على سواد صنائعهم و خيبات وقائعهم ...
اجتمعوا و نصبوا (غرف عمليّات ) تستبيح كلّ فعل
و تستلهم من كلّ حدث فاجعة لتضيف لها ما
قدرت عليه من تهويل و تنسج حولها من الأباطيل ما يضخّمها لتسري شائعة يحيطها
أزلامهم من الإعلاميين ببروباجندا و يسخّرون
لها كلّ إمكانياتهم المادّية و البشريّة ومن
التغطية الواسعة ،و استقووا بالخارج ليستجلبوا كثيرا من الضّغط الدّولي ،، كما
استثمروا في التشكيك ، وترويج الإحصائيات الخاطئة و التخويف و التخوين ، تاجروا
بالأعراض و بالدمّ ، ثمّ بدؤوا أخيرا
اللّعب على ورقة الإرهاب ليجدوا في تواتر
حدوثه ضالّتهم و منتهى أرضيّة التصعيد للعمل الإنقلابي و فرض
غاياتهم و أهدافهم الدّنيئة ، بل منهم من استحسن تفشّي الإرهاب لأنّه سيعجّل
بتنفيذ ما أخفقوا فيه طيلة المدّة السّابقة ...!
الحكومة ، و برغم ما تملكه من شرعيّة انتخابيّة و
مساندة شعبيّة إلاّ أنّها ّ انخرطت في مسلسل من التنازلات و غضّت الطّرف على الكثير من الصفاقات و التجاوزات و قايضت بما
استأمنها الشعب عليه و فرّطت في أحقّيتها في إدارة و حكم البلاد ليقتصر دورها على
تصريف للأعمال و مناقشة لسبل التوافقات .
و لئن أخفق هؤلاء الإنقلابيون برغم كل الجهود
البائسة في ملامسة ما يرغبون فيه – لأنّ العمق الشعبي لم يكلّف خاطره حتّى الإصغاء
إليهم فضلا عن الإستجابة لدعواتهم – فإنّهم نجحوا في استدراج الحكومة – التي كلّت
و ملّت واعتلّتْ– إلى ما اصطلحوا على تسميته بالحوار الوطني ، الحوار الوطني الذي
دخلوه بلا شرعيّة و لا تفويض و لا إسناد لكنّهم كانوا في صدارة المشهدليس فقط بندّية لكن بمشروطيّة و إملاءات تهديديّة ..
حوار يرى فيه كثير من العقلاء المتابعين باعتماد
توقيته و مراحل و عقبات انطلاقه ، باستقراء مكوّناته و باستشراف مساره و نتائجه و
كذلك اعتبار دوافعه الحقيقيّة و استقصاء الضغوط التي تدفع باتّجاهه ، أنّه حوار لا
ينطوي إلاّ على عنوانين أولهما أنّه مخرج و مهرب للمعارضة من أخفاقاتها في استقطاب
النّصاب الشعبي لاستعماله كمركز ثقل ، و
ثانيهما هو أنّه أمرّ الحلول لحكومة تشكّل رأس حربتها حركة النهضة بطبيعة أنّ حكم
الإسلاميين يواجه رفضا من الدّول الفاعلة في السياسة العالميّة و لا مناص من
انتهاج سياسة إرخاء الحبل و الإقتناع بالحدّ الأدنى من المكاسب التي تضمن ديمومة
تواجدها سياسيّا في دوائر الحكم ...
مواضيع في الزّمن الجميل ذات صلة :
عندما يخون مؤتمر - مناهضة العنف - مرجعيته
أيّ شرعية حواريّة لمعارضة لا سند لها بقلم - منجي باكير
**
الزمن الجميل : يقظة فكر ، دعوة لإحياء روح الزّمن الجميل و إعمال العقل لبناء الحاضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق