الأربعاء، 19 يونيو 2013

تونس :عندما يخون مؤتمر– مناهضة العنف – مرجعيّته



تونس :عندما يخون مؤتمر– مناهضة العنف – مرجعيّته
بقلم / منجي بـــــاكير

من البهاء و من الجمال أن يتحدّث السّاسة و الأحزاب و الجمعيّات في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخ تونس عن غول العنف و مارد الإرهاب ،  بل هو عين العقل و أوكد المطلوب  ، هذان البغيضان عند كلّ الشرائع و القوانين و أصحاب الفكر السويّ القويم ،، و في هذا السّياق كان الإستبشار عند ما قام أصحاب المؤتمرالوطني  لمناهضة العنف و
الإرهاب ببعث هكذا مؤتمر ، و كان الأمل أن يكون مؤتمرا جامعا لكلّ الفئات و التوجّهات و المشارب حتّى يؤتي ثمرته و يؤسّس لعهد موثّق بينهم كلّهم على قاسم مشترك لنبذ العنف و الإرهاب كليّا من العمل السياسي و تحريمه بين التونسيين مهما تباعدت بينهم الرّؤى و الإتّجاهات و فرّقت بينهم التنظيرات و التحزّبات لتكون راية تونس هي الملتقى و خدمتها و خدمة شعبها هي  القِبلة الموحّدة ..
غير أنّ هذا المؤتمر – الذي كاد أن يكون حدثا تاريخيّا بامتياز – نجده قد حاد عن المطلوب من قبل أن يبدأ بأن مارس سياسة إقصائيّة سواء في الدعوات أو حتّى   في الحضور  وابتدأ  باتّباع سياسة الإنتقاء مع الجمعيات و الأحزاب و الأشخاص .كما زامن انطلاقته ما كان ضدّ الذي اجتمع عليه  و دعا له من مناهضة للعنف ، ابتدأ بالعنف المادّي و المعنوي سواء على بعض المشاركين أو حتّى الصحفيين الذين أتوا لتغطية  فاعليّات المؤتمرو رُفعت في وجوههم شعارات ديقاج و أخرى ذات عناوين تعصّبيّة حزبيّة ضيّقة  في لغة صريحة ممزوجة بالعنف ، كما طفت على السّطح شعارات ترفض الدين الإسلامي .و لهذا كان انسحاب الأحزاب  وإعلان مقاطعتها الواحد تلو الآخر في استنكار واضح للإخلالات و الإنتهاكات التي شوّهت واجهة المؤتمر و فضحت الوجه الحقيقي له و لمنظّميه الذين أرادوا إحتكاررمزيّة مناهضة العنف و الإرهاب و اعتبار أنفسهم أنّهم هم رعاة ذلك و مرجعيّاته و ممثّليه الوحدين دون بقيّة شركاء المشهد السياسي و الجمعياتي القائم ،،، و هذا ما نزع عن المؤتمر صبغته الوطنيّة لينزلق في دائرة الحزبيّة الضيّقة   و جعل  ورقاته و مقرّراته لا ترتقي لأن تكون ميثاقا وطنيّا جامعا بل كانت أقرب إلى محاكمات  مقصودة لإدانة و مقاضاة أطراف بعينها لعلّ أهمّها روابط الثورة التي أضحت عند هؤلاء المنظّمين – الدّابّة السوداء – التي تقضّ مضاجعهم و تنزع السّتر عن كثير من ماضيهم وتكشف  كثيرا من ممارساتهم وتفضح  إلتفافاتهم على ثورة الشعب و تحويل وجهتها  لصالح تحالفاتهم الدّاخليّة الخارجيّة ،،، و هذا أيضا ما جعله ينافي ما سوّق له ليظهر واقعا أنّه خان مرجعيّة مناهضة العنف و الإرهاب بل  لقد مارسهما  منظّموه و مناصروهم ...

*****
     

هناك تعليق واحد:

Bahaa Talat يقول...

والله غالب على أمره...