الأحد، 9 يونيو 2013

حكايا ماتعة و عبر رائعة


حكايا ماتعة  و عبرْ رائعة

بالتّأمّل في كتب الأوّلين و موروثاتهم الفكريّة و الثقافيّة نجد غالبا مرجعيّة صادقة ، هي عُصارة تجارب و عملِ فكريّ قويم لأناس خبٍروا الحياة طولا و عرضا فاستفادوا في مسيرتهم و أفادوا الأجيال التي تجيء من بعدهم ،،، و لهذا فإنّه من تمام العقل أن نستأنس بما استقام من هذه الكنوز و أن نرجع  إلى هذه المنابع لاستخلاص ما يعيننا على فهم الحياة و تخطّي عقباتها و اجتناب مطبّاتها ...

~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~

لا تفقد الأمل  مها قست الظّروف ..
حكم أحد الملوك على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها، وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره وقد كان أحدهما مستسلما خانعا يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام.أما الآخر فكان ذكيا لماحا طفق يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول جلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان وعن مزاجه وماذا يحب وماذا يكره، فتذكر مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان وخطرت له فكرة خطيرة فصرخ مناديا السجان، طالبا مقابلة الملك لأمر خطير، وافق الملك على مقابلته وسأله عن هذا الأمر الخطير قال له السجين إنه باستطاعته أن يعلم حصانه الطيران في خلال 10 سنوات بشرط تأجيل إعدامه، وقد وافق الملك حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم، سمع السجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدهشة قائلا له: أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!
قال له السجين الذكي أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرية:
أولها أن يموت الملك خلال هذه العشر سنوات.
وثانيها لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام.
والثالثة أن الحصان قد يموت.
والرابعة قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران.
لا تفكر بعقلك .. و لكن فكر بعقولهم

أصدر أحد الملوك قرارا يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلي والزينة
فكان لهذا القرار ردة فعل كبيرة وامتنعت النساء فيها عن الطاعة وبدأ التذمر والسخط على هذا القرار وضجت المدينة وتعالت أصوات الاحتجاج وبالغت النساء في لبس الزينة والذهب وأنواع الحلي .فاضطرب الملك واحتار ماذا سيفعل !
أحضر الحكيم وطرح عليه المشكلة
قال له: أيها الملك ! لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت لا فيما يريدون هم
فقال له الملك وما العمل …؟
أتراجع إذن …؟
قال لا ولكن أصدرْ قراراً بمنع لبس الذهب والحلي والزينة لأن الجميلات لا حاجة لهنّ
إلى التجمل …
ثم أصدرْ استثناءً يسمح للنساء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب لحاجتهن إلى ستر قبحهن ودمامة وجوههن …فأصدر الملك القرار …
وما هي إلا سويعات حتى خلعت النساء الزينة وأخذت كل واحدة منهنّ تنظر لنفسها على أنها جميلة لا تحتاج إلى الزينة والحلي
هنا قال الحكيم للملك الآن فقط يطيعك الناس وذلك عندما تفكر بعقولهم وتدرك اهتماماتهم وتطل من نوافذ شعورهم........
لا تبتعد كثيرا فقد يكون الحلّ أقرب ..
  كان هناك رجل قد حُكم عليه بالمؤبد ذات ليلة دخل عليه القاضي....وقال له دعني أعطيك فرصة للخروج من السجن ،هناك مخرج موجود في جناحك بدون حراسة، إن تمكّنت من العثور عليه أمكنك الخروج منه وأمامك من الوقت حتى مشرق الشمس! ثمّ غادر القاضي الزّنزانة.
بدأ الرجل يفتّش في جنون في كل زاوية وركن عن المخرج الذي تحدث عنه الملك.
ولاح له الأمل عندما اكتشف غطاء فتحة مغطاة بسجادة بالية، وما إن فتحها حتى وجدها تأخذه إلى سلم يهبط به إلى سرداب سفلي، ويليه سلم آخر يصعد به مرة أخرى، وظل يصعد إلى أن بدأ يحسّ بتسلل نسيم الهواء الخارجي مما بث في نفسه الأمل، إلى أن وجد نفسه في النهاية في برج القلعة الشاهق والأرض لا يكاد يراها. فعلم أنه قد ضل الطريق، وقرر أن يعود ليبدأ من جديد.

راح يفتش ثانية في أركان الزنزانة ويضرب بكلتا يديه على جدرانها، وإذ به يشعر بأحد الأحجار ينزاح من مكانه، فاستبشر خيرا، ودفع الحجر إلى الخلف حتى بدا له سرداب ضيق، فأخذ يزحف على بطنه، والأمل قد بدأ يلوح في أفقه المكدود، واستمر زحفه لساعات أخذت ثلث ليله، لكنه في النهاية وجد نفسه أمام فتحة يدخل منها ضوء القمر لكنها مغلقة بسياج من حديد.

وعاد السجين خائبا إلى سجنه يفتّش فيه عن المخرج، فتارة يضرب الأرض، وأخرى يختبر الجدران، وثالثة يطالع السقف، ومر الليل، ولاحت له الشمس من خلال النافذة، ووجد وجه القاضي يطل عليه من الباب ويقول له: أراك ما زلت هنا. فقال له السجين: كنت أظنك صادقاً معي. فقال له القاضي لقد كنت صادقا بالفعل!

سأله السجين: كيف هذا وأنا لم أترك زاوية من زوايا الزنزانة إلا وفتشتها، فأين هذا المخرج إن كنت صادقا. قال له:
لقد كان باب الزنزانة مفتوحاً طوال الليل،لكنك لم تفكّر أن تدفعه بأناملك لتكتشف ذلك.
ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~ْ~



ليست هناك تعليقات: