الأحد، 17 أغسطس 2014

أيّ شعب هذا ، نصفه يُكنّكتي و الآخر يبحث عن ريزو

أيّ شعب هذا ، نصفه يُكنّكتي و الآخر يبحث عن ريزو  بقلم / منجي باكير   نحن التونسيون كما باقي شعوب التّخلّف و التّبعيّة الأخرى ، استفحلت فينا معادلة قوّة الإستهلاك مقابل صفريّة الإنتاج ،،، هذا ثابت و مزمن و لا منجى منه على الأقلّ في المنظور القريب ،،، لكنّ الأمر عندنا في تونس تشعّب و زاد ت حدّته خصوصا من بعد الثورة و انتشار البطالة بنوْعيها القسريّة و الطّوعيّة . شباب البلاد و جيل المستقبل في غفلة من الإحاطة والتوجيه و  استهتارا بكلّ قيم الإنضباط و الوقت و العمل و روح العطاء و المثابرة انخرط في مجمله في موجة إدمان للفيس بوك و- طاعون الكونّكسيون – حتّى بات الوباء عامّا لا يخلو منه بيت و لا تنجو منه عائلة ، بل تعدّى ذلك إلى الكهول بإناثهم و ذكورهم حتّى أنّك تكاد تجزم أنّ نصف الشّعب الكريم انتقل من الواقع إلى الإفتراضي و انفصل عن محيطه ليرتمي في متاهات و مهاترات المواقع الإجتماعيّة ، و على رأسها سيّء الذكر الفيس بوك .. غالبيّة عظمى من  الشّعب انقلب ليلها إلى نهار و نهارها إلى ليل ، انعدم التواصل الفعلي في ما بينها ، تعطّلت المصالح و الأعمال ، همّشت الثقافة و انحدرت مستويات الدراسة و ضاعت كثير من الحميميّات داخل الأسر ، بل غاب كثير من الأشخاص أصلا عن دنياهم إلاّ للضرورات الشّخصيّة و الذّاتيّة . أينما حللت و أينما ذهبت و أينما أجلت بصرك في البيوت ، في المقاهي ، في الحدائق ، في وسائل النّقل و حتّى أمام المعاهد و الكليّات لا ترى إلاّ أشباحا تتأبّط هواتف أو – تابلاتات- شاخصة أبصارها لا تلوي على شيء و لا تهتمّ بأيّ شيء غير معالجة لوحة الكتابة ....أكثرها تائهة في العالم الإفتراضي تشاكس أوهاما أو تحادث أسماء مستعارة ، تفضفض و تهذي في شأن و في غيرشأن ، تحرّكهم العبثيّة و الفرار من واقعهم الذي لا يعجب أكثرهم و لا يستجيب لطموحاتهم . و مــا بقي من هذا العالم – المجنون- يعمره عالم البورطابل و بليّة وإغراءات شركات الإتّصال التي بجشعها عمّقت الجرح و زادت ، تخفيضات و – بونيسات- آخر الأسبوع  و أخرى ليليّة أقضّت مضاجع شبابنا و أذهبت النوم عن جفونه ليبيت ساهرا ثمّ يصبح غاطّا في نوم عميق فلا هو أقام ليله في نفع دنيا أو آخرة و لا هو أصلح صباحه في طلب علم أو رزق !! أعرف أنّ المصيبة عامّة و المُصاب ( شباب الأمّة ) جَلل , و أنّ التيّار جارف و جشع أباطرة المال كبير و وسخُ أجندات الهدم و الإفساد على أشدّها ، لكـــــن لابدّ من مقاومة هذه المصائب التي استفحلت و صارت من عاداتنا السّيئة و لابدّ من تنوير الشّباب و تعويده على حسن استعمال هذه التكنولوجيات في الصالح الخاصّ و العامّ و إدراك سلبيّات هذه العوائد المدمّرة عاجلا أو آجلا ..



أيّ شعب هذا ، نصفه يُكنّكتي و الآخر يبحث عن ريزو
 منجي باكير- كاتب صحفي

نحن التونسيون كما باقي شعوب التّخلّف و التّبعيّة الأخرى ، استفحلت فينا معادلة قوّة الإستهلاك مقابل صفريّة الإنتاج ،،، هذا ثابت و مزمن و لا منجى منه على الأقلّ في المنظور القريب ،،، لكنّ الأمر عندنا في تونس
تشعّب و زاد ت حدّته خصوصا من بعد الثورة و انتشار البطالة بنوْعيها القسريّة و الطّوعيّة .
شباب البلاد و جيل المستقبل في غفلة من الإحاطة والتوجيه و  استهتارا بكلّ قيم الإنضباط و الوقت و العمل و روح العطاء و المثابرة انخرط في مجمله في موجة إدمان للفيس بوك و- طاعون الكونّكسيون – حتّى بات الوباء عامّا لا يخلو منه بيت و لا تنجو منه عائلة ، بل تعدّى ذلك إلى الكهول بإناثهم و ذكورهم حتّى أنّك تكاد تجزم أنّ نصف الشّعب الكريم انتقل من الواقع إلى الإفتراضي و انفصل عن محيطه ليرتمي في متاهات و مهاترات المواقع الإجتماعيّة ، و على رأسها سيّء الذكر الفيس بوك ..
غالبيّة عظمى من  الشّعب انقلب ليلها إلى نهار و نهارها إلى ليل ، انعدم التواصل الفعلي في ما بينها ، تعطّلت المصالح و الأعمال ، همّشت الثقافة و انحدرت مستويات الدراسة و ضاعت كثير من الحميميّات داخل الأسر ، بل غاب كثير من الأشخاص أصلا عن دنياهم إلاّ للضرورات الشّخصيّة و الذّاتيّة .
أينما حللت و أينما ذهبت و أينما أجلت بصرك في البيوت ، في المقاهي ، في الحدائق ، في وسائل النّقل و حتّى أمام المعاهد و الكليّات لا ترى إلاّ أشباحا تتأبّط هواتف أو – تابلاتات- شاخصة أبصارها لا تلوي على شيء و لا تهتمّ بأيّ شيء غير معالجة لوحة الكتابة ....أكثرها تائهة في العالم الإفتراضي تشاكس أوهاما أو تحادث أسماء مستعارة ، تفضفض و تهذي في شأن و في غيرشأن ، تحرّكهم العبثيّة و الفرار من واقعهم الذي لا يعجب أكثرهم و لا يستجيب لطموحاتهم .
و مــا بقي من هذا العالم – المجنون- يعمره عالم البورطابل و بليّة وإغراءات شركات الإتّصال التي بجشعها عمّقت الجرح و زادت ، تخفيضات و – بونيسات- آخر الأسبوع  و أخرى ليليّة أقضّت مضاجع شبابنا و أذهبت النوم عن جفونه ليبيت ساهرا ثمّ يصبح غاطّا في نوم عميق فلا هو أقام ليله في نفع دنيا أو آخرة و لا هو أصلح صباحه في طلب علم أو رزق !!
أعرف أنّ المصيبة عامّة و المُصاب ( شباب الأمّة ) جَلل , و أنّ التيّار جارف و جشع أباطرة المال كبير و وسخُ أجندات الهدم و الإفساد على أشدّها ، لكـــــن لابدّ من مقاومة هذه المصائب التي استفحلت و صارت من عاداتنا السّيئة و لابدّ من تنوير الشّباب و تعويده على حسن استعمال هذه التكنولوجيات في الصالح الخاصّ و العامّ و إدراك سلبيّات هذه العوائد المدمّرة عاجلا أو آجلا ..

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

هذا ما جنيناه من حضارة ابهرنا لمعانها و انخرطنا فيها استهلاكا بينما غيرنا ينتج و يصنّع