منجي بـــــاكير/
مدينة صفاقس تُعرف قديما و حديثا بوداعتها و عقلانيّتها و كذلك طيبتها
، مدينة تشتغل في صمت و كثير من الطّيبة ،
لكنّها أبدا لا تقبل الضّيم و لا يرضى أهلها الظّلم خصوصا إذا ما كان هذا الظلم يستهدف الكرامة أو
الدّين ، و لعلّ هبّة 12 جانفي 2011 التي دقّت المسمار الأخير في النّعش البنفسجي
إنّما كانت بإمضاء هذه المدينة وهي خير شاهد على مدى غضب صفاقس ...
صفاقس همّشتها سياسات العقود الماضية و سلبتها كلّ حقوقها في التنمية
و استصلاح البُنى التحتيّة وإقامة المشاريع الخدميّة و لم تكن تستشعر وجودها إلاّ
في جني الضرائب و نهبها لتعمير صناديق اللّصوصيّة . للأسف تمادت هذه السياسة
العرجاء مع مختلف الحكومات التي تعاقبت من بعد الثورة و زادت وتيرتها مع حكومة
النداء – الحزب صاحب الأغلبيّة - ، فقط هو
وزير الشؤون الدينيّة فيها من أصرّ على ( الإلتفات ) إلى صفاقس ، لكنّه كان
إلتفاتا بائسا و تدخّلا سافرا لإقصاء أئمّة الإعتدال ، تدخّلا أراد تطبيقه في حزم
و إصرار على إمام جامع اللّخمي و من قبله تليش ، الخرّاط و العفّاس ...
هذا التدخّل و هذه القرارات الظّالمة أراد أهل صفاقس معالجتها بالحكمة
، غير أنّ الإصرار الذي أبداه الوزير و من يحرّكه أثار غضب الكثير من روّاد جامع
اللّخمي و زاد حنقهم أكثر عندما وصلهم تحدّي الوزير لمّا صرّح بأنّ حتّى عشرين
ألفا من المواطنين المتمسّكين بإمامهم و الرافضين لقراره الجائر لن تثنيه عمّا
أقدم عليه ، قرار لم ينبنِ على حجج ثابتة و لم يراع تدرّج التطبيق و لا يحمل إلا
عنوانا واحدا ترجمه هذا الوزير لاحقا بأن منع إقامة صلاة الجمعة بعد أن كان سابقا
يدين تعطيلها من المحتجّين ...!
فهل ملأ بطيخ – حقيبته الوزاريّة – فقط بتغليق المساجد و عزل الأئمّة
و حصر اهتمامه و عنايته الموصولة (فقط) لمدينة صفاقس حتّى يكسر عنها حاجز العزلة
السياسيّة الذي تعيشه منذ عقود و هل – تطوّع – ليكون الوزير الوحيد الذي يسجّل
حضوره - الفعلي - في مدينة المليون ساكن من دون باقي التشكيلة الحكوميّة ؟؟؟
***
روّاد الجامع عبّروا في خطوة أولى عن غضبهم بكلّ سلميّة و بطريقة
حضاريّة أبدوا من خلالها عدم رضاهم بتنصيب إمام لهم و رفضهم للقرار المسقط بشأن
عزل الشيخ رضا الجوادي .. ثمّ خرجوا في مسيرة حاشدة ضمّنوها كلّ غضبهم من الوزير و
تدخّلاته العرجاء في الشأن الدين و رفضوا إقصاءاته للأئمّة رفضا قاطعا مردّدين في
وجه الوزير- الذي تحدّاهم و أسقط حقوقهم و همّش و تجاوز رغباتهم - إرحل ،، إرحل يا
بطّيخ و الإمام لا يُهان من بنزرت إلى
بنقردان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق