أحبابنا، قرّاء و متابعي الزمن الجميل
أهلا بكم في حلقة 23مكتوبة ( نصّية ) من كلمة حلوّة و التي أذيعت اليوم الأحد 12أكتوبر
2014 على أمواج زيتونة الأثير إذاعة صفاقس بالجمهورية التونسيّة ، خلال برنامج صباح النّور
للإذاعية الرّائقة فاطمة مقني
الأمثال الشعبيّة التونسيّة
..
-*- ملحوظة : كلّ من أشكل عليه فهم ما ورد في النّصّ من اللّهجة التونسيّة ، فضلا مراسلتنا على أنموذج الرسائل الموجود ببوّابة المدونة ~~~ شكرا
~~~
مستمعينا الأفاضل ، مستمعاتنا
الفضليات ، نهاركم زين ،و فلّ و ياسمين ،،
أهلا وسهلا بيكم في عدد جديد من كلمة
حلوّة ، و اللّي باش يكون موضوعها إضاءة على بعض الأمثال الشعبيّة التونسيّة ...
في الحقيقة الأمثال الشّعبيّة و هي واحدة من جملة التراث الفلكلوري اللّي تتوارثوا الشعوب
على أسلافها و أجدادها و الأمثال هي نوع من الكلام المرتوب ،،كلام في أكثرو،، حكم ،،و مواعظ ،،،و نصايح ، و الأمثال هي نِتاج
لتجارب قرون من الزّمن لأيّ شعب و لأيّ أمّة ......تحصل ، تتجمّع و تدخل في الذّاكرة
الشّعبية و تتناقلها النّاس غالبا شفويّا
و يمكن ثمّة آش كون يدوّنها و يحفظها من الضّياع و التّلفْ،،
و إذا
حبّيت تعرف و تكشف مدى تحضّر أي مجتمع من النّاس أو حبّيت تفهم و تدرس بُنيتوالإجتماعية
و الإقتصاديّة أو تاقف على
مدى تديّنو أو ما شابه من هالدّراسات ،، ما تلقاش خير من تفحّص أمثالو الشّعبيّة ...
و أحنا إن شاء الله اليوم باش نستعرضوا مع بعضنا
جملة من الأمثال الداّرجة في بلادنا و اللّي تخصّ جانب من العقيدة ، جانب الرّوحانيّات
والتديّن ،،و اللّي تكشف مدى تغلغل الإيمان عند التونسي و تظهّر تعلّقوا بالدّين
الإسلامي برغم ما تعدّى على بلادنا من حضارات و ما شهدْ من غزوات و ما عانى من
الإستعمار الفرنساوي و بلاوي التجنيس ،،،،، و حتّى من بعّد ...و مع ما يتسًمّي بمشروع
الدولة الحديثة .. ولْوقتنا الحاضر زاده ثمّا
آش كون يحبّ يغرّبْ الشعب على هويتو ودينو باسم النزعة الحداثيّة العلمانيّة .
فالدّين يا سادة متجذّر و محفور في قلب التونسي و هاكا
علاش تلقى التونسي يقول(الكبير ربّي ) و يقول ( الشّكوى لربّي )
لأنّوفي اعتقادو أنّ الخالق هو السّميع المجيب ، و يقول للتوحيد ، سواء فردا أو
جماعة ( توحّد أو تْوحّدوا ربّي ) و ( الرّبْ واحد و الخال شاهد )و
إذا قصد حدّ في حاجة يقولّو( بجاه ربّي ) و معناها يعرّضلو قدسيّة الله
سبحانه باش يقضيلو قضيتو ،،،،،، كذلك التونسي يعرف أنّ ...( ربّي موجود و خيرو
ممدودْ) و أنّ الخلق بيد الله وحده ، سبحانه يخلق ما يشاء و كيف ما يشاء .ولهذا
فهو يعرف أنّ ( ربّي خلق العباد كيف ما
اشتهى و رادْ ) وأنّ ربّي هو وحدو عندو الإيجاد و الإمداد و هو وحدو كافل
الرّزق ( اللّي خلق ما يضيّع ) أو (اللّي خلقو أدرى بيه ) ،كيف كيف ثمّة
مثل ( الباب محلول و الرّزق على الله) و ( القسْم متوكّل بيه ربّي )
،، كذلك التونسي يعلم علم اليقين أنّ ...( اللي يشدّ في ربّي ما يخيبش ) و
يؤمن شديد الإيمان بالقدر(إذا المولى قدّر ما تنفعش دبارة ) و ( المقدّر
كاين ) و لهذا فإنّو عند التونسي ( اللّوم
بعد القضاء بدعة)---
التونسي كذلك عارف و مؤمن أنّ
القدر نافذ و ما فيهش رجْعة و هاكا علاش المثل يقول ( لو تهبط بير و تطلع بير
وتصرْفق كيف جناح الطّير ، اللّي رايده ربّي لابدّ يصير ) ،،و أنّه من الواجب التوجّه إلى الله و التوكّل عليه و
التسليم ليه لأنّ (الشدّة في ربّي موش
في العبد ) و ( اللّي معاه ربّي ما يغلاب ) ،، أمّا التساهيل فهي من
عند ربّي سبحانو و هذا ظاهر في مثل ( إذا يريدلك ربّي الشّفاء يعرضك الطبيب في
الثنيّة ) كذلك نلقاوْا مثل ( إذا أعطاك العاطي لا تشاطي لا تباطي ، و إذا
ما أعطاكش العاطي حتّى كلامك يولّي خاطي )
أمّا في
خصوص رضاية الوالدين ناجْدوا الأمثال
التونسيّة تجمع رضاء الله مع رضاء الوالدين فيقولّك ( الله و رضاية الوالدين
) ، ورضاء الوالدين واجب مقدّس و محذورزاده
( الله يفكّنا من الدّين و دعاء
الوالدين ) وإلاّ ( الله يرضّيهم علينا دنيا وآخرة ) وزادة عند التونسي
( العزّ بعد الوالدين حرام ) ،،
أمّا في
ما يخصّ شعيرة الصّلاة اللّي هي عماد الدّين ،، فالأمثال التّونسيّة تؤكّد تمسّك
الفرد المسلم بصلاتو ويعلم أنّها عهد بين
العبد و ربّو ، حيث نلقاوْا مثل (لا يخلصك م
الصيام يوم و لا م الصلاة ركعة ) أو (اللي
صلى وخلىّ وْصِلْ للجنّة وولّى ) بمعنى اللّي يصلّي ثمّ يترك الصّلاة وصلْ
للجنّة ورجع ،،بل أن فوات صلاة الجمعة عند
التونسي تُعدّ حاجة كبيرة ياسر و يعبّر عليها المثل اللّي يقول (ما تبكيش على
أمك إذا ماتت وابك ع الجمعة إذا فاتاتك ) ..
و
في مجال اتباع الرسول الأعظم صلّى الله عليه و سلّم تقول الأمثال : ( آمنّا
بحبيبنا و شفيعنا ) و لأنّ الرّسول الأعظم هو قدوة التونسي فيقول المثل أيضا
( ما
كامل كان سيّد الخلق ) و هذا في إشارة
إلى عصمته صلّى الله عليه و سلّم ، أمّا باش يعبّر على معزّتو للرسول فهو دائم
الترديد ل( الصّلاة على محمّد ) أو زادة ( صلّي على النّبي ) ، و
إلاّ ( الف صلاه ماتزّيه ) أو،، ( من صلّى عليه يربح ).....
و
لأنّ التونسي ما يأيّسش من رحمة ربيّ و مقتنع أنّ باب المغفرة و التوبة محلول فهو
يعبّر عليه ب( الرّجوع لله طاعة ) ، أو ( توب لله يتوب عليك ) و إلا ( باب التوبة مفتوح ) وما ينساش
باش يحثّ غيرو على التوبة فيقولّو ( ارجع
لمولاك ) أو ( استغفر مولاك )...
مستمعينا
الأفاضل هذه لمحة على أمثالنا الباهية و الحلوّة ، لكـــــــن سامحوني باش نلفت
إنتباهكم إلى بعض الأمثال اللّي ما هياش
باهية و اللّي البعض منّا ربّما يردّدها من غير ما يفهم معناها ، وهي أمثال محرّمة
شرعا و لازم نردّوا بالنا و نّحِيوْها من
قاموس كلامنا على خاطر كيف ما قلت هي محرّمة و خطيرة برشا ،
من
هالأمثال ( لا حياء في الدّين ) و هذا غالط لأنّ
الحياء شعبة من شعب الإيمان كيما قال سيدنا صلّى الله عليه و سلّم ،،، أو مثل ( العمال عليك و على ربّي ) و هذا زادة غالط لأنّو يمكن
ياقع بمولاه في الشّرك و لهذا نصلّحوا و نقولوا مثلا ( العمال على الله ثمّ عليك )
،،، نلقاو زادة مثل ( لا يرحم و لا يخلّي رحمة ربي تنزل
) و هو غالط ياسر لأنّ لا ممسك لرحمة الله و لا دافع لما يقدّره لخلقه و ما يقضيه
.
مثل
آخر يقول ( الله يظلمو كيما ظلمني ) وهذا غالط
لأنّ – و ما ربّك بظلاّم للعبيد – سبحانه إنّه هو الحقّ و العادل مطلقا ،،،، أو
قول ( الله يلعن السّاعة أو اليوم اللي شفتو فيه ) لأنّ الرسول صلى الله
عليه و سلّم يقول – لا تسبّوا الدهر ، فإن الله هو الدّهر –...... أو قولة دارجة
ياسر عندنا ( فلان ربّي تفكّرو ) لأنّ ربي سبحانه
الحيّ القيوم و هو لا يسهى و لا ينسى – و ما كان ربّك نسيّا –
و كيما زادة البيت الشعري الشّائع (إذا الشعب يوما أراد
الحياة فلا بد أن يستجيب القدر) لأن ربي يقول – و ما تشاؤون إلاّ أن يشاء الله- ، و هو وحده
الفعّال لما يريد ، لا يتأثّر بخلقه و لايشرك في حكمه أحدا ....
مستمعينا الأفاضل ،، ربي يهدينا و يهديكم للتي هي أقوم و يصلح حالنا و حالكم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق