الاثنين، 31 أكتوبر 2011

جولة مع الذكــــاء

zaman-jamil.blogspot.com



 
جولة مع الذّكاء


الذكاء عموما هو ذلك الحدس القويّ في معرفة ماهيّة و كُنه الأشياء و الأحداث و الوقائع و وإيجاد ما يلاءمها من التصرّف و السلوكات في وقت قياسي ..من منّا لا يحبّ الذكاء و الأذكياء و أن يوصف بذلك  ؟طبعا كلّنا نحبّ ان نكون كذلك !
أعزّتي أستعرض معكم هنا صورا من هذا الذكاء
 لنعايش شيئا من هذه الجماليات السلوكيّة .

الصورة  الاولى:

مواطن بلجيكي دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!).
السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا"!!.

أما عنصر الذكاء هنا فهو (ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس
عن هدفك الحقيقي)!


الصورة الثانية:

أيضاً، جاء عن حذيفة بن اليمان انه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب الى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف احدا) فقال ابو سفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بن فلان!.
وعنصر الذكاء هنا..
أخذ زمام المبادرة والتصرف بثقة تبعد الشك؟


الصورة الثالثه:

أما أبو حنيفة فتحدث يوما فقال: احتجت إلى الماء بالبادية فمر اعرابي ومعه قربة ماء فأبى إلا أن يبيعني اياها بخمسة دراهم فدفعت إليه الدراهم ولم يكن معي غيرها.. وبعد أن ارتويت قلت: يا أعرابي هل لك في السويق، قال: هات.. فأعطيته سويقا جافا اكل منه حتى عطش ثم قال: ناولني شربة ماء؟ قلت: القدح بخمسة دراهم، فاسترددت مالي واحتفظت بالقربة!!.
.. وعنصر الذكاء هنا
إضمار النية وخلق ظروف الفوز!!


الصورة الرابعة

وأخيراً هناك حركة ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين.. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعته بلا شعور.. فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران.. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط!.

وعنصر الذكاء هنا هو
استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك!!.



الصورة الخامسة:

عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتى لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الادلة التى تدين الزوج - .. وقف محامى الدفاع يتعلق بأى قشة لينقذ موكله ... ثم قال للقاضى
"
ليصدر حكماً باعدام على قاتل ... لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية ..
و الآن .. سيدخل من باب المحكمة ... دليل قوى على براءة موكلى و على أن زوجته حية ترزق !!...
و فتح باب المحكمة و اتجهت أنظار كل من فى القاعة الى الباب ...
و بعد لحظات من الصمت و الترقب ...
لم يدخل أحد من الباب ...
و هنا قال المحامى ...
الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلى قتل زوجته !!!
و هنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامى ..
و تداول القضاة الموقف ...
و جاء الحكم المفاجأة ....
حكم بالإعدام
لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته !!!
و بعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ...
فرد القاضى ببساطة...
عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية ... توجهت أنظارنا جميعاً الى الباب منتظرين دخولها
الا شخصاً واحداً فى القاعة !!!
انه الزوج المتهم !!
لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت ...
و أن الموتى لا يسيرون.
وعنصر الذكاء هنا هو
استغلال دهشة الآخر و انهياره الباطني دون  خارجه .


~~~~~~~

السبت، 29 أكتوبر 2011

أرشيف الزمن الجميل : يا درّة الخطّاب عودي

 يـــــــــــــــــا درة الخطاب عودي  يا درة الخطاب عودي  فالظلم عم البطاح  والعدل مفقود   تقيُّ القوم لفقره منبوذ  و الفاسقُ فيهم بجاهه محمودُ                                   *** ***                    يا درّة الخطاب عودي   فأهل هذا الزمان  تركوا إسلامهم  و سلّموا أمرهم للدولار و اليهود  خانوا عهدكِ  كلهم بلا استثناء  كبيرهم صغيرهم السيد و المسود              ******   يا درة الخطاب عودي  فأهل هذا الزمان   لا يستقيم حالهم إلا  أن تعودي    فعودي يا درّة الخطّاب   عودي ...../  بقلمي / منجي







يـــــــــــــــــا درة الخطاب عودي


يا درة الخطاب عودي


فالظلم عم البطاح


والعدل مفقود 

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

حكاية من الزمن الجميل : من يستحقّ التاج


http://zaman-jamil.blogspot.com/
~~~~~~


 
حكاية من الزمن الجميل : من يستحقّ التاج


أعلن أحد الملوك أن سيعطي إكليلاً من الذهب جائزة لأعظم عمل يقوم به أحد أفراد رعيته . وذات يوم مثل أمامه
 شاعر و عالم ورسام .
وتقدم الشاعر فأنشد أمامه قصائد من روائع شعره... وبعده جاء الرسام الذي عرض لوحاته أمامه وخطوطا ونقوشا ... وأخيرا جاء العالم ويحمل كتبه ويشرح للملك بعض أختباراته وتجاربه العلمية وإكتشافاته .
وفي النهاية ظهرت إمرأة عجوز فسألها الملك : ما لديك أيتها العجوز وما عندك لتقدميه
فقالت العجوز : إن الذين وقفوا أمامك أيها الملك هم أولادي الثلاثة قد جئت لأرى من منهم ينال الجائزة ويحظى بتاج الذهب .. فنزل الملك من على كرسيه وحمل التاج ووضعه على رأس العجوز وقال : إن من يصنع للوطن مثل هؤلاء الرجال هو الذي يستحق هذا التاج



~~~~~

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2011

أحبّــــــــــــــك







أحـِـــــــــــــــــبُّك..

/


/


/

نعم أصدح بها أمام الملإ


أحبك

و أعشق اللذة التي تنتابني عندما تلامس

 شفتاي مبسمك الرقيق

أنسى معك العالم

أترشف أنفاسك لتشعل داخلي نارا تلتهب

لا يهمني أن يشاركني الآخرون في التلذذ بك


ألازمك

و لا أستغنى عنك مهما خيّروني

أو خوفوني منك

سكن عشقك كل ذرة من جسدي

بل صرت أدمنك

رغم ما تسببينه له من علل

و أمراض تنهش قلبي و سائر بدني

يا حبيبتي

يا جلاء غمّتي و أحزاني

و نقاوة فكري

و مَصرف أموالي ..

كل شيء في سبيلك يهون و يرخص

لأنك رفيقة وحدتي

أجدك بجانبي في كل وقت


لأمارس فيك رغباتي

و أطفيء فيك

شراهتي

نعم فأنت لا تفارقينني

أحبك

أعشقك

يــــــــا قاتلتي



يا مُدمرتي


///


//

/

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا سيجارتي










بقلمي //// منجي


الأحد، 23 أكتوبر 2011

تقرير المصير .

http://zaman-jamil.blogspot.com/
 تقرير المصير ..  اليوم 23 أكتوبر  تنطلق  جولة الانتخابات  في بلدي : تونس ،،،إنتخابات المجلس  التأسيسي  ،،  المجلس الذي سيُعهد إليه صياغة الدستور و تؤول  إليه مسؤلية البلاد و منه الى الرئاسة و البرلمان ..  في الأيام الفارطة و طيلة الحملة الإنتخابية ظهرت  أصوات كثيرة منها ما هو معتدل و منها ما هو   غوغائي و سفسطائي أو شيطاني الملامح يحمل   في طيّاته نزعات اللاّئيكية و العلمانية و التفسّخ  تتركّز برامجهم في مجملها على زيادة تغريب البلاد   و فصلها عن هويّتها و دينها ،،،  و هناك أصوات تنادي بالاعتدال و الحكمة و   معاجة الواقع التونسي في إطار بيئته   الطبيعيّة : العروبة و الإسلام ..  ومن هذه الأصوات صوت حركة النهضة ذات التوجّه  الإسلامي و التي لها جذورها النضالية في البلد   و عانى مناضلوها شتّى أنواع التشريد   و الاعتقال طيلة العهدين السّابقين لأنهم وقفوا ضدّ كل مخطّطات الحكومات   السابقة في فصل البلاد عن هويّتها ومعتقدها ...  إنّ اليوم هو يوم تاريخيّ وحدّ فاصل لتقرير   مصير شعب بأكمله !  اللهمّ انصر الإسلام والمسلمين   اللهمّ  ولّ علينا أخيارنا و لا تولّ علينا أشرارنا   اللهمّ لا تولّ علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا ،،  إخوتي ، أخواتي نحتاج دعاءكم فلا تبخلوا ...  منجي باكير

 تقرير المصير ..

اليوم 23 أكتوبر  تنطلق  جولة الانتخابات
في بلدي : تونس ،،،إنتخابات المجلس  التأسيسي  ،،
المجلس الذي سيُعهد إليه صياغة الدستور و تؤول
إليه مسؤلية البلاد و منه الى الرئاسة و البرلمان ..
في الأيام الفارطة و طيلة الحملة الإنتخابية ظهرت
أصوات كثيرة منها ما هو معتدل و منها ما هو 
غوغائي و سفسطائي أو شيطاني الملامح يحمل 
في طيّاته نزعات اللاّئيكية و العلمانية و التفسّخ
تتركّز برامجهم في مجملها على زيادة تغريب البلاد 
و فصلها عن هويّتها و دينها ،،،
و هناك أصوات تنادي بالاعتدال و الحكمة و 
معاجة الواقع التونسي في إطار بيئته 
الطبيعيّة : العروبة و الإسلام ..
ومن هذه الأصوات صوت حركة النهضة ذات التوجّه
الإسلامي و التي لها جذورها النضالية في البلد
 و عانى مناضلوها شتّى أنواع التشريد
 و الاعتقال طيلة العهدين السّابقين لأنهم وقفوا ضدّ كل مخطّطات الحكومات 
السابقة في فصل البلاد عن هويّتها ومعتقدها ...
إنّ اليوم هو يوم تاريخيّ وحدّ فاصل لتقرير 
مصير شعب بأكمله !

اللهمّ انصر الإسلام والمسلمين 
اللهمّ  ولّ علينا أخيارنا و لا تولّ علينا أشرارنا 
اللهمّ لا تولّ علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا ،،



إخوتي ، أخواتي نحتاج دعاءكم فلا تبخلوا ...

منجي باكير



الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

حكاية أمّة

http://zaman-jamil.blogspot.com/
 حكاية أمّة  أحيانا تتملّكني الهواجس وتنتابني وساوس لكنّها في أصلها واجبة و ضرورية .. هذه الأمّة الضاربة في التاريخ والتي عانى الأوّلون في ارساء قواعدها ونحت بنيانها وبذلوا في سبيل ذلك كل أنواع الفداء. جاء وقت أصابها طاعون الاستعمارفجاس خلال الديار  وعاث في الأرض الفساد،،، ثارت ثائرة رجال ذلك الزمان وأعملوا الجهادعلى قدر استطاعتهم  أحدثوا شروخا في جسم الاستعمارو أحبطوا فيه الكثير لكنّهم غُلبوا على أمرهم وكان ما كان ،،، اندحرت جيوش الاستعمار بعد طول مكابدة لكنّه جزّأ الأمّة حتّى قزّمها وأضعفها ورسم حدودا كانت احيانا أقدس من العقائد .. وجاء عندكل حدّ و بثّ الفتن بين العشائر و الأهل فتعادوا عداءًسجّله التاريخ وصمات عار في صفاحاته الأولى .. خرج الاستعمار ، وترك في الأمة أوصياء اجتهد  في تربيتهم بين أحضانه وفصّلهمو صهرهم في قوالب  الولاء والطاعة العمياء.. فحكموا البلاد والعباد قسرًا و قهرا ونفّذوا أجندات كان الاستعمار نفسه عاجزا على تمريرها ... ولم يغفل الاستعمار على مدّ هؤلاءبلصاق فائق القوّة جعلهم يتّحدوا مع الكراسي اتحادا لا انفصام له ! تحصيلا أصبح عندنا تشكيلة من الحكام متنوّعة وبطعمات مختلفة لكنّها تتّفق في نفس الهوى ... جماعة استناخوا وشاخوا حتى وصلوا سنّ اليأس السياسي و ربما داخل بعضهم العُقم ودخلوا مرحلة التخريف .. جماعة أخرى حاكوا زمان ملوك الطوائف و تستّروا برَغد عيش منظوريهم فضعُف الطالب و المطلوب ... اما الجماعة الباقية فهم ورثة السّلف انخرطوا في السياسة قبل أن يدركوا   سنّ الفطام ... فصارت أحلامهم و هواياتهم أكبر تبجيلا و أعلى تفضيلا من هموم شعب بأكمله ! و لكن بما أن كثيرا من الرياح تجري بما لا تشتهي السّفن .. فقد دوّت صرخات المظلومين عاليا و برزت من بين ثنايا الصمت المطبق و قبضة الحديد المحكمة شعار ارتفع الى السماء عاليا ، شعار أدخل الرهبة في الجلادين و الطغاة و الظالمين و أقضّ مصاجعهم ، شعار على بساطة تركيبته اللغوية إلاّ أنه كان كافيا  ليأذن بحلول التغيير و رفض الأمر الواقع ،،، الشعب يريد إسقاط النّظام ! و بدأ تصدّع عروش الأنظمة الفاسدة و المستبدّة  و التي جثمت على صدور العباد و أفسدت في البلاد .. بدأ سقوط الجنرال بن علي و هرب الى السعوديّة  و معه عائلته الفاسدة و انخرم عقد عائلته و أصهاره الذين عاثوا في البلاد فسادا و طغيانا ... من بعده انهار عرش حاكم مصر المحروسة الذي شاخ و هرم و عمّر في الكرسي , أصبح يخطّط لتوريث إبنه ليعطيه ملكَ مصر فخيّب الشعب الأبيّ مسعاه و سفّه أحلامه و طرده شرّ طردة يسجّلها التاريخ بالبنط العريض في أولى صفحاته ،، يليه في ذلك مهووس ليبيا و معقّدها ... الذي طمس كل معالم ليبيا الحبيبة و جعلها محلاّ لتمرير تجاربه الخائبة في الحكم و ممارسة عقده في السياسة و الحكم ، جهّل أهلها و أفقرهم و طغى على العباد و الدين .. فقصم الله ظهره كما الباقين و أصبح وحيدا ، شريدا و طريدا  و الدّور آت على بقيّة القائمة و في بدايتها علي صالح حاكم اليمن الذي فقد كلّ إحساس ،، فبرغم لفظ شعبه له و المظاهرات الشعبية التي تجوب الشوارع كلّ يوم و تعرّضه لمحاولة القتل إلاّ أنّه ما زال يتشبّث بالكرسي ،، إلاّ أن الشعب لن يعتقه حتى يدحره ! و في نفس الخانة ينحشر وريث البعث و جزّار الشعب ، بشار الأسد الذي أصمّ أذنيه على صرخات شعبه الأبيّ و الذي ما عاد يحتمل الظلم و نادى لشهور أنه لن يرضى دون أن يتنحّى هذا الحاكم .. و أن يزول معه حكم المخابرات و الحديد و النّار ،، و أرى أن نصر الشام الحبيبة قريب مهما قتّل هذا المتفرعن و مهما شرّد و سجن و عذّب ... ونحن إذ نبارك هذه الصّحوة و هذه الثورات إلاّ أنّنا نرى أن السيناريوهات التي يحيكها الغرب للأمّة من جديد  هي مدعاة الى الخوف ! فالدول الكبرى هبّت الى المنطقة و وجّهت كل اهتمامتها و آلياتها و مخابراتها و شركاتها الى مناطق التوتّر و الدول التي تحرّرت ..  و لا أظنّ أن هذا محبّة في الشعوب و لا نُصرة للحق و أصحابه . إنّما هو غزو جديد و بماهيّة أكثر تخفّيا للإلتفاف على مكاسب الثورات و توجيه دفّة المسارات الى صالحها اقتصاديا و سياسيا و إيديولوجيا . و استقطاب القيادات الجديدة و من ورائها الثروات ! فهل سيعيد التاريخ نفسه ؟ أم ستنتبه الشعوب إلى هذه المخطّطات و تنقذ نفسها من مخالب إستعمار جديد و تصنع لنفسها مكانتها في التاريخ و الجغرافيا ؟؟  بقلم منجي باكير
حكاية امة 




حكاية أمّة

أحيانا تتملّكني الهواجس وتنتابني وساوس
لكنّها في أصلها واجبة و ضرورية ..
هذه الأمّة الضاربة في التاريخ والتي عانى الأوّلون في ارساء
قواعدها ونحت بنيانها وبذلوا في سبيل ذلك كل أنواع الفداء.
جاء وقت أصابها طاعون الاستعمارفجاس خلال الديار
 وعاث في الأرض الفساد،،،
ثارت ثائرة رجال ذلك الزمان وأعملوا الجهادعلى قدر استطاعتهم
 أحدثوا شروخا في جسم الاستعمارو أحبطوا فيه الكثير
لكنّهم غُلبوا على أمرهم وكان ما كان ،،،
اندحرت جيوش الاستعمار بعد طول مكابدة لكنّه جزّأ الأمّة حتّى قزّمها وأضعفها ورسم حدودا كانت احيانا أقدس من العقائد ..
وجاء عندكل حدّ و بثّ الفتن بين العشائر و الأهل فتعادوا عداءًسجّله التاريخ وصمات عار في صفاحاته الأولى ..
خرج الاستعمار ، وترك في الأمة أوصياء اجتهد
 في تربيتهم بين أحضانه وفصّلهمو صهرهم في قوالب
 الولاء والطاعة العمياء..
فحكموا البلاد والعباد قسرًا و قهرا ونفّذوا أجندات
كان الاستعمار نفسه عاجزا على تمريرها ...
ولم يغفل الاستعمار على مدّ هؤلاءبلصاق فائق القوّة
جعلهم يتّحدوا مع الكراسي اتحادا لا انفصام له !
تحصيلا أصبح عندنا تشكيلة من الحكام متنوّعة وبطعمات مختلفة
لكنّها تتّفق في نفس الهوى ...
جماعة استناخوا وشاخوا حتى وصلوا سنّ اليأس السياسي
و ربما داخل بعضهم العُقم ودخلوا مرحلة التخريف ..
جماعة أخرى حاكوا زمان ملوك الطوائف و تستّروا برَغد
عيش منظوريهم فضعُف الطالب و المطلوب ...
اما الجماعة الباقية فهم ورثة السّلف انخرطوا في السياسة
قبل أن يدركوا   سنّ الفطام ...
فصارت أحلامهم و هواياتهم أكبر تبجيلا و أعلى تفضيلا من
هموم شعب بأكمله !
و لكن بما أن كثيرا من الرياح تجري بما لا تشتهي السّفن ..
فقد دوّت صرخات المظلومين عاليا و برزت
من بين ثنايا الصمت المطبق و قبضة الحديد المحكمة
شعار ارتفع الى السماء عاليا ، شعار أدخل الرهبة في
الجلادين و الطغاة و الظالمين و أقضّ مصاجعهم ،
شعار على بساطة تركيبته اللغوية إلاّ أنه كان كافيا
 ليأذن بحلول التغيير و رفض الأمر الواقع ،،،
الشعب يريد إسقاط النّظام !
و بدأ تصدّع عروش الأنظمة الفاسدة و المستبدّة
 و التي جثمت على صدور العباد و أفسدت في البلاد ..
بدأ سقوط الجنرال بن علي و هرب الى السعوديّة
 و معه عائلته الفاسدة و انخرم عقد عائلته و أصهاره الذين
عاثوا في البلاد فسادا و طغيانا ...
من بعده انهار عرش حاكم مصر المحروسة الذي شاخ و هرم
و عمّر في الكرسي , أصبح يخطّط لتوريث إبنه ليعطيه ملكَ مصر
فخيّب الشعب الأبيّ مسعاه و سفّه أحلامه و طرده شرّ طردة
يسجّلها التاريخ بالبنط العريض في أولى صفحاته ،،
يليه في ذلك مهووس ليبيا و معقّدها ...
الذي طمس كل معالم ليبيا الحبيبة و جعلها محلاّ لتمرير تجاربه
الخائبة في الحكم و ممارسة عقده في السياسة و الحكم ،
جهّل أهلها و أفقرهم و طغى على العباد و الدين ..
فقصم الله ظهره كما الباقين و أصبح وحيدا ، شريدا و طريدا

و الدّور آت على بقيّة القائمة و في بدايتها علي صالح حاكم اليمن
الذي فقد كلّ إحساس ،، فبرغم لفظ شعبه له و المظاهرات الشعبية التي تجوب الشوارع كلّ يوم و تعرّضه لمحاولة القتل إلاّ أنّه
ما زال يتشبّث بالكرسي ،،
إلاّ أن الشعب لن يعتقه حتى يدحره !
و في نفس الخانة ينحشر وريث البعث و جزّار الشعب ، بشار الأسد الذي أصمّ أذنيه على صرخات شعبه الأبيّ
و الذي ما عاد يحتمل الظلم و نادى لشهور أنه لن يرضى دون
أن يتنحّى هذا الحاكم ..
و أن يزول معه حكم المخابرات و الحديد و النّار ،،
و أرى أن نصر الشام الحبيبة قريب مهما قتّل هذا المتفرعن
و مهما شرّد و سجن و عذّب ...
ونحن إذ نبارك هذه الصّحوة و هذه الثورات إلاّ أنّنا نرى
أن السيناريوهات التي يحيكها الغرب للأمّة من جديد
 هي مدعاة الى الخوف !
فالدول الكبرى هبّت الى المنطقة و وجّهت كل اهتمامتها و آلياتها
و مخابراتها و شركاتها الى مناطق التوتّر و الدول التي تحرّرت ..
 و لا أظنّ أن هذا محبّة في الشعوب و لا نُصرة للحق و أصحابه .
إنّما هو غزو جديد و بماهيّة أكثر تخفّيا للإلتفاف على مكاسب الثورات و توجيه دفّة المسارات الى صالحها
اقتصاديا و سياسيا و إيديولوجيا .
و استقطاب القيادات الجديدة و من ورائها الثروات !
فهل سيعيد التاريخ نفسه ؟
أم ستنتبه الشعوب إلى هذه المخطّطات و تنقذ نفسها من مخالب
إستعمار جديد و تصنع لنفسها مكانتها في التاريخ و الجغرافيا ؟؟

بقلم منجي باكير












الجمعة، 14 أكتوبر 2011

الشريدة



                                                                   
كثيرةهي المفارقات التي نعايشها يوميا ، ولكنّنا لا نلقي لها بالا
و لا نعطي لها قدراً من الإهتمام ، ،،
تعترض سبيلنا في الحياة اليومية صورٌ تتكرّر يوميا
من انخرامات واقعنا الاجتماعي أو ضلالاته أو انحرافاته
أو حتّى مآسيه و لكنّنا لا نكلّف أنفسنا التفكير و لو لوقت
لمعرِفة سبب تلك الظاهرة أو ذاك المشهد و لا نتساءل عن
مدى مساهمتنا في صياغته أو قدرتنا على إنهاء تعاسته !
أعرض اليوم عليكم قصّة فتاة كانت زهرة طيّبة في مثل كلّ فتياة جيلها و وطنها ، لكن الظروف الإجتماعية القاسية و تجاهل المحيطين بها
جعلها تكون في وضعيّة لا تُحسد عليها ...


***

الشّريــــدة ...!


...  بَد تْ بوجْه شاحب ، أغبر ، منكوشة الشعر ، منحنية الظّهْر و مشوّشة الهندام . تلتهم سيجارتها في شره و ترتشف سواد قهوتها بنهم لا يقطعه الا زفرات تطلقها أعماقها الكئيبة ..
إنها كائن ككل البشر ،، كان من حقّها أن تمارس الحياة ككل النّاس
و تتلذّذ بمحاسنها و تتذوّق جمالها
لكن كانت الإستثناء
لعبت بها الأيام
و أشقتها الحياة
و دمّرها بنو جنسها ..
و لم تر من الدنيا إلا وجهها العبوس !
إنها امرأة ككل النّساء
لها قلب لكنّه انفطر و تفتّت
لها روح لكنها انكسرت
لها جمال لكنه انطفأ و شاخ
لها نفْسٌ لكنها اضمحلّت وسط متاهات
العناء و الأعباء
لها مشاعر لكنها اصطبغت بألوان الرّماد و اليأس و الإحباط ...
آآآآآآه،،، تلك جملتها الإعتراضية التي تحشرها كلّما لكَنَ لسانها أو خانتها الذاكرة
أو فاضت دموعها و لم تقوى على مواصلة حكاياها
حكاياها التي كثرت بعدد سنين التعاسة
التي اعتنقتها على صغر سنّها
و طالت و امتلات شجننا
حتى فاض  الصّدر و ما حوى ...
مسكينة !
هذه المرأة ( الشبح ) صارت تجوب الأزقة و تحمل دولاب أدباشها
فوق ظهرها
ترتاد المقابر لتلتحف العراء و تفترش التراب
و تستأ نس بسكانها علّها تنسى و لو لحين تعب الحياة و ضراوة البشر
تقاوم العراء ، تقاوم الجوع ،تقاوم الفقر وتقاوم تقلّبات الزمان و أحوال الطقس !
تخاف من كل شيء
و تحتاط من كل شيء
وفي النهاية تقع فريسة لكل شيء !
لا تتدري أين تتقاذفها ساعات المساء
إلى أقاصي مقبرة ،
إلى مراكز البوليس و التحرّي
أو قد تقع بين براثن أشقياء الليل
و سكارى الهزيع الأخير من الليل فتزيد في رصيدها
همّا و غمّ
و تسجّل نقطة أخرى في دفتر الخيبات التي رماها بها بنو جلدتها قسرا و ظلما
و لم يَعي أحد منهم شيئا عن دوره في نسج تلك المأساة ....


بقلمي / منجي باكير 
 

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

آه ، آه يـــــــا زمن ...




      آه ، آه  ثم آه                                                                آهـــــــــــاتك يا زمن أثقلت كواهلنا و لم نعُد نقوى على حملها ،، من كل جانب تنهال علينا سِهام الغدر و تلفح و جوهنا سَموم رياحِ الخيانة من حيث لا ندري... و من حيث ندري .                                                           الساحة مفتوحة و الشيء من مأتاه و من غير مأتاه لا يُستغرب...                                                               استوى الحال و لم تعد تفرّق بين حبيب قريب أو غريب بعيد .                                                                                                                             آه ممّن تتستودعه سرّا فكأنّما أمّنت الماء في الغربال، بسرعة قد تفوق سرعة الضوء تجده بلغ الآفاقَ و صار بين أيدي من تحب و من لا تحبّ .                                                               أو  ممّن تخفض له جناح المودّة و الرّحمة فيسايرك حتى يتمكـّّن ثم يقطع كل خيط يربطه بك و يفسخ الماضي الذي عايشك ..                                                                و يتنكّر لكل ما يمتُّ لك بصلة ، هذا إذا لم يسبّب له ذكر إسمك حساسية و حكّة في جلده .                                                                  آآه ممّن تفتح له  ذراعيك فتستَقـْْطبه و تنتشله من براثن الضياع و تحرق أعصابك لتتقاسم معه مآسيه وأوجاعه و تُؤثره على نفسك لتُعطيه من القليل الذي تملكه رغم ما بك من حاجة .                                                                و في لحظة قياسية ينقلب عليك هذا الذي عرفتَـه مسكينا و يصبح ماردا يفـعل المعجزات لتشويه صورتك عند مَنْ تعرف ومن لا تعرف و يرميك بأشنع النّعوت ...                                                                آآآ ه ممّن أسكنته عرش قلبك و تُفضي له بكل ما يُخالج داخلك و تتودّد له و تقتربُ منه حتى تصيرَ روحُك توأما لروحه ، و تَحسب أنّـك من خلاله ملكت الدنيا و ما فيها   فتُعدّل كل آمالك و آلامك على هذا الرمز .                                                                                                                     لا فرح إلا عند  فرحه و لا حُزن إلا عند حُزنه ...                                                             تذوب في كيانه و تنقش حروف إسمه على كلّ كريّةٍ من كُريّات دمك.                                                              وتصيبك حالة من التَّوحّد فتضيف روحه إلى روحك و تصبحان روحا واحدة في جسدين...                                                               وفي أول مُنعطف للحياة  تجد نفسك أفقْـت من حُلم   و أنك كنت تعيش وهما لا أساس له في الحقيقة...                                                               ولا تنتهي الآهات عند هذا الحدّ............  -                                                           بقلمي / منجي باكير



    آه ، آه  ثم آه

                                                              آهـــــــــــاتك يا زمن أثقلت كواهلنا و لم نعُد نقوى على حملها ،، من كل جانب تنهال علينا سِهام الغدر و تلفح و جوهنا سَموم رياحِ الخيانة من حيث لا ندري... و من حيث ندري .
                                                         الساحة مفتوحة و الشيء من مأتاه و من غير مأتاه لا يُستغرب...

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

أمل و ألم




أمل و ألم



إجمالا الألم هو ذلك الشعور بإحساس يعذّب النفس

أو البدن أو الإثنين  معا

و الأمل هو ذلك الحلم اللذيذ الذي يسطره داخلنا لتقريب

بوابة الانفراج

و جلاء الهموم و دنوّ الحلّ..

أمل و ألم : هما كلمتان صيغتا من نفس الحروف و بنفس العدد !

و هما قطبان يلامسهما الانسان طيلة حياته

 و يؤثران كثير ا في مجريات هذه الحياة ...


لكن يفترق وقْعهما و تأثيرهما من إنسان لآخر .

كما تختلف كيفيّة التعامل معهما من شخص لآخر ...

فمنّا من يقع فريسة للألم و يخنع لهذا الواقع ( الأليم )

ليعيشه بأدقّ تفاصيله و ينتهي به الأمر إلى حالة من الإحباط

و اليأس و ضيق الأفق و حتّى انسداده !

عندها لن ينفع معه الطبيب و عقاقيره و لا الحكيم و حِكَمه ...

و منّا من يأخذ الأمر على أنّه حالة عابرة لها نهايتها

فهو يجتهد في الخروج من دائرة ( الألم ) بالصّيَغ

اللاّزمة و المتوفّرة لديه و بشعار (( إنّ مع العسر يسرا

إنّ مع العسر يسرا ))....

 و في مستوى اجمل هناك فينا من يعيد تركيب حروف ( ألم )


الى كلمة ( أمل ) و  يتّخذ من ألمه


فرصة لصنع الأمل !


منجي باكير /

*21س-25د   ~~ 2011-10- 04




~~**~~ 





**