أيّها الشّعب : رشوة صغيرة تخلّف بلاوي كبيرة
منجي باكير – كاتب صحفي
ممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الإنتخابات القادمة إن
شاء الله ، ستمثّل علامة فارقة في التاريخ التونسي الحديث ، و أنّها ستكون حدثا
مفصليّا له بالغ الأثر و التأثير في مستقبل البلاد و العباد ،،، كما أنّ عليها
ستتحدّد كثيرا من معالم خارطة تونس ربّما لعقود قادمة ....
و لهـــــــذا فإنّ العقبة كأداء ، و المسؤوليّة
عظيمة على الشّعب ( صانع ) هذه الإنتخابات
بعد أن منّ الله عليه بحريّة اختيار من ينوبه و من يحكمه طوعا و بكلّ إرادة ، لأنّه
وحده – في الفعل الديمقراطي – من يملك كلمة السرّ ، و من ستكون أصواته فاعلا
حقيقيّا في تركيبة المشهد السياسي القادم ، و ما ستسفر عنه نتائج الصّندوق ستسعده
و تقلع به و بتونس نحو أفق أرحب و محيط أجمل أو تشقيه و ترجع به و بمواطنيه إلى
غابر الزّمان ليلدغ من نفس الجحر مرّة أخرى ، وقد يكون هذا اللدغ أقوى و أمرّ و
أتعس أو حتّى مميتا ..!
و لهـــــذا أيضا ، فإنّ الشعب مدعوّ إلى تحكيم
عقله و تفعيل البناء المنطقي لديه في كلّ ما ستتهافت الأحزاب في الترويج له و ما
ستتفنّن فيه من مواويل قد تكون من الصّعوبة بمكان أو حتّى تكتسي طابع الإستحالة
لأنّ الأوضاع الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و السياسيّة سواء المحليّة أو العالميّة و
الظروف الإقليميّة لا تسمح به أو لا تقرّه أوحتّى لا ترضاه لنا – على الأقلّ – في
المستقبل المنظور .
كذلك على كلّ ناخب - وطنيّ – أن يستبعد من ذهنه
أيّة مؤثّرات عاطفيّة و أن يوقظ ضميره ليتحمّل مسؤوليته الوطنيّة و الشرعيّة في
خلوة التصويت ، و أن لا يخيفه أيّ تهديد أو تخويف تصنعه الإشاعات الواهية ، و لا
أن يغترّ بأيّ ترغيب مادّي و مالي تقذف به بعض أحزاب و أشخاص المال السياسي الفاسد
، لأنّه سيحقّر من نفسه أوّلا ، يساهم في
بيع ضميره والأخطر أنّه قد يكون سببا من
أسباب تعاسة تلحق بالبلاد و العباد مستقبلا ،،،
المال الفاسد أو ( الرّشوة الإنتخابيّة ) قد
يكون فيها خلاصا أو لذّة للبعض ، بعض الوقت ، لكنّ إثمها و عاقبتها ستبقى لكلّ
الشّعب و لكثير من الوقت ، و - رشوة صغيرة ستخلّف بلاوي كبيرة- ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق