أحبّتنا، قرّاء و متابعي الزمن الجميل أهلا بكم في حلقة 19( نصّية ) من كلمة حلوّة و التي أذيعت اليوم الأحد 07سبتمبر 2014 على أمواج إذاعة صفاقس بالجمهورية التونسيّة ، خلال برنامج صباح النّور للإذاعية الرّائعة فاطمة مقني ..
-*- ملحوظة : كلّ من أشكل عليه فهم ما ورد في النّصّ من اللّهجة التونسيّة ، فضلا مراسلتنا على أنموذج الرسائل الموجود ببوّابة المدونة ~~~ شكرا
مستمعينا و مستمعاتنا الباهين و
السّمحين ، صباحكم بالخير و الهناء و السّعادة
مرّة أخرى نتلاقاوْ في كلمة حلوّة ،،
و اليوما موضوعها :كيفاش نربّيوا صغيّراتنا .
ممّـــا لا شكّ في و لا اختلاف ، أنّ ( المال و
البنون زينة الحياة الدّنيا ) ، و أنّ الصغيّرات هوما راس مال الكثير منّا في ها
الدّنيا ،،،، و لهذا تْرى الأولياء يجريواو يجريوا و يضحّيوا بحياتهم و يسخّروا
كلّ مالهم و حالهم في سبيل تربية و تنشئة صغيّراتهم و فلذات أكبادهم ،،،، أولياء و
خصوصا أصحاب الطّبقات المتوسّطة و الضّعيفة اللي لا يملكوا في هذي الفانية لا
زياتين و لا لوز و لا عمارات ،،، كلّ همّهم و كلّ تجارتهم و فلاحتهم محصور في هاك
الصغيّرات في تربيتهم ،، رعايتهم و تكوين مستقبلهم ... و يقولّك ( ما يكبر راس
كان ما يشيب راس ) ...
هـــا الكلام ثابت و أكيد من حيث المبدأ ، لكن
إذا نشوفوا ع الواقع ،و نشوفوا آش قاعد صاير بالفعل ،، نشوفوا برشا إخلالات من جانب أكثر الأولياء ، و
برشا تقصير و إهمال لصغيّراتهم سواء يعرفوا هذا و إلاّ ما يعرفوش ،، واعين و إلاّ
موش واعين باللّي يعملوا فيه ..
تقولولي
كيفاش و علاش ؟؟
على خاطر مفهوم التربية عند برشا ناس يقتصر فقط
..على توفير المأكل و الملبس و لوازم
القراية و المصروف اليومي ... و شويّا تحواس لمن استطاع إليه سبيلا ،،،،، وثمّة زاده
آشكون يجتهد و يحرص باش يوفّر مُعينة منزليّة ...و يعبّي الدّار بْبرشا وسائل
اتّصال و تكنولوجيا و برشا فلوس للمصروف ...في بالو ما خلاّش و هو عامل الصحّ و
الصّواب ...و يحسب نفسو هو أب و أمّ مثاليّة و لاهين ياسر بصغارهم و ما مخليّنهمش
ناقصين حاجة و لا مستحقّين ....و صغارهم في النّعيم ...
لكـــــن في الواقع و الحقيقة ، التربية الصحيحة
موش هاذي و لا بهاذي الكيفيّة ،
يكفي توفير الضرورات ،،، و ما فيها باس من
التّوسعة – و كلّ قدير و قدرو -، لكن ديما مع حسن التدبير و الإستحفاظ على خاطر
الدّنيا دوّارة... و ناس بكري قالوا ( ربّي
ولدك للرّخاء و الشّدّة ) ، و معناها ولدك إذا ربّيتو فقط على الخير و
النعيم المقيم راهو يمكن تتبدّل الظروف و وقتها ما يلقاش روحو !! و تكون ساعتها خسرت و فات الوقت ..
و إذا تقولوا لي أنّ هذا التصرّف هو من باب
التمتّع بنعم الله و عدم جحودها ، نظنّ أنّ ما نشوفوه و نعايشوه و نلاحظوه في برشا
عايلات تجاوز هذا بياسر حتّى صار داخل في باب التبذير ، و صرْف المال في غير
مصارفه ، وطبْعا الشّيء إذا بلغْ حدّه انقلب إلى ضدّه ،،،
التربية معناها القرب أكثر من الصّغير و معايشة
دوايرو النّفسيّة و الفكريّة و معرفة آش
يحبّ و آش يكره ،، و آشنوّا اللي يفرّحو ....و آشنوّا اللي يخوّفوا أو يحزّنو ،،،،
موش نتعاملوا معاه بالواسطة و إلاّ بالبورطابل ،،،
التربية يا سادة هي أنّا نعلّموا صغيراتنا
الفضيلة ،حسن الأخلاق و السلوكات ،،، و كيما نحرصوا على تغذية الجسد نحرصوا على
تغذية الروح و الفكر ،،،،
التربية الصّحيحة وقت اللّي نعرّفوا صغيراتنا
بدينهم ، نحفّظوهم كلام ربّي و نسنّسوهم على سنّة الرسول و المعلّم الأعظم ،،، و
نغرسوا فيهم جماليات الدين الإسلامي ،،، – و على فكرة راهو نظريّات التربية
الحديثة ،، و تنظيرات السلوك الإجتماعي كيما موضة العلاج بالقراءة اللي منتشرة في
الغرب ، أو ما يسمّى التنمية البشريّة أو
التّأهيل النّفسي راهي كلّها مفاهيم موجودة في القرآن و السنّة و موجودة في تراثنا
الإسلامي ،،، غير أحْنا الله غالب نسلّموا
في ديننا و موروثنا و ناخذوا أي تقليعة غربية
اللّي هي أصلا مأخوذة من أفكار
محوريّة نابعة من ديننا و حضارتنا الإسلاميّة
....
حاصيلو التّربية كيف الزّرع ،، وكلّ واحد آش
يزرع ،،،، واحد اللطف زرّيعتو تكون موش
باهية على خاطر سيّب الماء ع البطّيخ ،،،
و الآخر يعقّب زرّيعة نوّار على خاطر عْطى صغارو ما يستحقّوا من اهتمام ،،، و
إصلاح ،،، و تربية وحاذاهم في كل الأوقات ، زريعة صالحة – كيما عندكم إن شاء الله –
تنفعوا في حياتو ،،،، و تلحّقلوا الرّحمة بعد منامْ عينو كيف ما تساهم في بناء مجتمع فاضل ....
ربّي يصلح حالنا و يبارك لينا في صغارنا ،،،
للإشارة : مستمعينا ،، نعرفوا أن
العودة المدرسيّة قرْبتْ ، و هاكا علاش ، الأسبوع القادم إن شاء الله ، باش يكون موضوعنا في نفس السّياق تقريبا :
صغارنا و العودة المدرسيّة ،،،،، أمّالا استنّاونا بإذن الله في نفس التوقيت ، نفس البرنامج – صباح
النّور- و مع نفس الإعلاميّة الرّائعة :
فاطمة مقني قادري ..
طابت أوقاتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق