النّهضة في حيّ النّصر: هل هو طرق لأبواب الثراء
أم تكتيك جديد
منجي بـــاكير / كاتب صحفي
تحدّثت
بعض أخبار نهاية الأسبوع الفارط عن لقاء
كان أجراه الشيخ راشد الغنّوشي رئيس حزب النّهضة جمعه بما قيل أنصارا لحزبه في حيّ
النّصر بالعاصمة التّونسيّة
مــا يعرفه القاصي و الدّاني أنّ حركة النهضة
ولدت من رحم الفقر و الفقراء و نمتْ في
حاضنة الأحياء الشعبيّة و مدن و قرى العمق الشّعبي التونسي – المتعب أصلا و إزمانا
- ،، و ما يُعرف أيضا أنّ بداية تكوين الحركة كانت بأبناء هذه الطبقات الضعيفة و
المتوسّطة و الذين كانوا وقودا لانتشار الحركة و صعودها ،و هم الذين تحمّلوا وزر
بقاءها طوال السنوات العجاف و هم أيضا من تكبّدوا الخسائر الجسام في الأرواح و
الأبدان و عمروا السجون و المنافي و ذاقوا ألوان العذاب من بوليس حكم الحديد و
النّار ،،، كما أنّ عائلاتهم أصولا و فروعا و حتّى الأصهار و الأجوار عانوا جرّاء
هذه الحركة و في سبيلها العذاب و الحرمان و الحصار في كلّ مكان من هذه الأرض
الطيّبة ...
هذه الحركة و من بعد مرحلة التكوين ، جاءها –
كغيرها – النّصر من عندالله فحباها بالتّمكين ، و مسكت بدواليب السّلطة – نعم وسط عراقيل تهدّ الجبال – لكنّها لم تكن في مستوى أدنى آمال ذات الشعب الذي أعاد
مساندتها و مبايعتها في الإنتخابات لتواصل العمل على نفس نهج أدبيّاتها الأولى ، و
انخرطت في مسلسل من التنازلات و
الإنبطاحات و المقايضات لم يجن منها الشّعب إلاّ الخيبات المتتالية . هذه
التنازلات التي أفقد الشّعب حتّى ثوابت كانت حاضرة في العهد البائد و جرّأت غلمان
العلمانيّة وجوارييها على التطاول على الثوابت الباقية للهويّة و الدّين ، تنازلات
كانت قيادت النّهضة دوما تعزوها إلى التوافقات و السّلم الأهلي و غيرها من
المفردات و التّعلاّت التي تصبّ في خانة واحدة هوامش تصريحات النّهضة بالتكتيكات
المرحليّة ،،،
فهل ما حصل من اجتماع نهضوي بأبناء أرقى الأحياء
في العاصمة ونحن لاننكر عليها حقّ التواجد في أيّ مكان ، هل هو مغازلة – بضْخامة – لثراء المنطقة و سعيا
لكسب موطأ قدم داخلها ؟ أم أنّ الحركة بلغ بها من الثراء ما يجعلها في نديّة مع
سكّان حيّ النّصر – الأثرياء الجدد - و لتنزع عنها أسمال الفقر و ما يقرّب إليه!
أم هو لا هذا و لا ذاك بل هو (( تكتيك )) جديد ؟؟؟
تكتيك نرجو ان لا يكون نظير ما سبقه من تكتيكات ، و لا تكتيكا
يكرّس نهج انفصال المركزيّة عن القواعد و اعتبارها مخزن أصوات فقط ...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق