10 الزمن الجميل 10 مقالات سياسية 10 أيها المارون بين الصفقات العابرة
أيّها المارّون بين الصّفقات العابرة
بقلم / منجي بــاكير
عقيم و رديء
وقع المشهد السّياسي في البلاد ،، عقيم لأنّه لم يخلص إلى تحقيق أدنى مكاسب
الثورة و لم ينجح في إقامة الحدّ الأدنى من متطلّباتها ،، و رديء لأنّه حوى كمّا
من الذين ادّعوا حذق الممارسة السّياسيّة
و هم في الغالب دخلاء و أدعياء
لا تحرّكهم إلاّ شهوة الذّات للظهور و حصد المكاسب الأنانيّة أو مواصلة لخدمة و عمالة أجندات ما وراء البحار ...
لا تحرّكهم إلاّ شهوة الذّات للظهور و حصد المكاسب الأنانيّة أو مواصلة لخدمة و عمالة أجندات ما وراء البحار ...
لعلّه قريبا من الصحّ أن نقسّم شاغلي هذا المشهد السّياسي إلى ثلاث أصناف
ظاهرة عمّا سواها ، الصنف الأوّل و هو كمُّ مَن رجع من المهجّرين أو( المهاجرين)
ساكني لندن وضواحيها و باريس و- أرّونديسّوماتها- ، الصنف الثاني و هم محترفو
التلحيس و التسلّق لشرفات قرطاج سابقا ، متأبّطي نظريّة ( قلبان الفيستة ) و
عناوينهم تتراوح بين التقدّميّة و الحقوقيّة و النّضاليّة الشّغليّة ، و
أكثرهم خرّيجي نضال النّزل ثلاثة نجوم و مقاهي آخر اللّيل ، ثم الصّنف الأخبث و الأخطر و هم سدنة النّظامين
القديمين و الأساطين ( الخايخة ) لنظام دكتاتورية بن علي و شركائه .. كذلك و لا عزاء للسيّدات النّائحات على
ديمقراطيّة بن علي أنصاف اللّيالي تحت تأثير -بوخوخو (7) - و مشتقّاته .
و بين هذا وذاك قد يكمن بعض الذين يحملون حقّا
بين جنباتهم هموم هذا الوطن لكنّهم – طيور بلا أجنحة –
هذا هو المزيج الذي بات يشغل الحراك السّياسي في
واجهة الأحداث و المستجدّات في البلد – بقطع النّظر عمّن يحرّكها أو يضغط عليها من
الخلف – هذا المزيج الذي أهمل كلّ هموم الشعب القديمة و المستجدّة منها و اعتلى
المنابر العاجيّة ، هذا المزيج السّياسي الذي ترك وراء ظهره كلّ الملفّات الحارقة
و المستعجلة للوطن و ثرواته المنهوبة على مدار السّاعة ، و ترك ماكينة التهريب
تنهب خيرات البلاد ومقدّراتها و لتدخل آلة الموت -سلاحا و موبقات- و كأنّ جغرافيّة
تونس الكبرى حالت دون منعها .هذا المزيج السّياسي بأحزابه و شخوصه و شعاراته و
خطاباته لم يدرج أيّ منهم رداءة التعليم و الصحّة و رواج المنكرات بين ((أطفال
المدارس )) و انتشار الجريمة و الفساد بين الأحياء الشعبيّة ،،،،
هذا -الكوكتال الرديء- للسّياسييّن تركوا كلّ هذه المشاكل تنخر البلد ليجدوا من بعدها
أرقاما كارثيّة أخرى يصدّرون بها حملاتهم الإنتخابيّة ، تركوا كلّ هذا و أكثر
ليشمّروا سواعدهم و يشحذوا ألسنتهم لمزيد من الصّفاقة و قلّة الحياء في معارك
وهميّة من أجل كراسي السّلطة و من أجل إبداء أكثر ولاء لسادتهم أصحاب القرار
الفعلي محلّيا و خارجيّا ،،،
قد يكون الزّمن دال لهؤلاء المهرولين و
المقايضين و دجّالي السّياسة و سماسرة البلاد أن يجدوا و لو لبعض الوقت فرصة ، لكنّ هذا لن يدوم
طويلا ، لن يدوم لأن الوطن و أهل الوطن سينفذ صبرهم يوما ... و سيقول لهم هذا الوطن بعمقه ، بأرضه ،
بشعبه ، بهويّته و دينه ،، سيقول لهم ((أيّها المارّون بين الصّفقات العابرة ))
مرّوا أينما شئتم و تنقّلوا في مواقع القرار ، تنقّلوا من عبْد إلى عبْد سيّد ،
تنقّلوا و لكن لن تنفذوا ،،
لن تنفذوا إلى قلوب الشّعب و لن تدخلوا تاريخ
هذا الوطن كما الشرفاء و الزعماء !! و هل بعد هذا عقوبة ؟؟؟ أن تعيشوا حياتكم
عبيدا لمطابخ القرار بالعمالة و أن تمتوا نكرات على أرض هذا الوطن العزيز ؟؟؟
هناك تعليقان (2):
نرجو من الله أن يبدل الحال إلى أحسن حال
Dr. Kafy
آمين .
تقديري و وافر الشكر
إرسال تعليق