--
رايتنا أصبحت خرقا تلفّ النّساء ، عار علينا إن
سكتنا عظيم
بقلم / منجي باكير
راية البلاد ، علمها ، بكلّ ما يحمله من شعائر
الوطنيّة و ما يختزله من تضحيات السّابقين و اللاّحقين و بكلّ ما يمثّل صورة تونس
و شعب تونس في المحافل الدّولية و يترجم ماهيّة و قدْر و مكانة و عراقة هذا الشعب
و تاريخه الحافل بالرجال و البطولات و التضحيات من أجل العزّة و الكرامة ، فضلا عن
أنّه شعار و ناموس الدّولة و رمزيتها ،،، هذا العلم الذي كان رفعه صحبة النشيد
الوطني يزلزل كيانات الرّجال و يثير في مكامنهم مشاعر النخوة و الإعتزاز ،،،
كــــان
هكذا العلم و كان هذا مدلوله و رمزيّته مكانته حتّى عشنا زمنا حمل معه انحلالا و
ميوعة و استهتارا و رعونة تعدّت كل الضوابط الدينيّة و الأخلاقيّة و الوطنيّة
تميّز بها حفنات ممّن لا يقدّرون هذا الوطن و لا يوالونه إلاّ بشعارات جوفاء
مدفوعة الأجر ، و على أيدي هؤلاء رأينا و مازلنا نرى – مرمطة – العلم و إستهانة
نكراء به و بما يحوي ، راينا و آخرها مسيرة اليوم بمناسبة عيد المرأة رأينا / دعني
أقول/ نساء لففن أجسامهنّ في أوضاع مخجلة و منافية للحياء بهذا العلم ...بل تفتّقت
قرائحهنّ بتفصيل و تقطيع هذه الراية في إخراج سخيف ، مبتذل و مهين ... أهكذا يكون
التعامل مع راية البلاد ؟ أرأيتم في باقي الأمم من يمتهن علمه بهذه الصيغة الرديئة
غير نساء هذه البلاد ؟؟؟
أين حماة البلاد و أدعياء الوطنيّة ؟ أين
الحقوقيين و منتسبي المجتمع المدني الذين صدعوا رؤوسنا بمسرحيات حبّهم لهذا الوطن
و غيرتهم عليه ؟؟ أين مؤسّسات الدولة التي من واجبها حماية هذه الرمزيّة التي
تزيّن مكاتبهم و تؤثّث منابر خطاباتهم و يحرصون على حضورها عند لقاءاتهم ؟؟؟ أين
عموم الشعب ؟؟
عار ، عار علينا أيها التونسيون أن نرى علم
البلاد تنتهك قيمته لتحوّله النّساء إلى لفائف و خرق تغطّي سوآتهنّ في مهرجانات
الخيبة و اعتصامات المهانة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق