حديث الغنوشي ،حديث المرارة ،،،
بقلم / منجي بــاكير
كــــــــان لقاء الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة
النّهضة البارحة خلال لقاء ه على قناة
نسمة ، فكان فيه حديثا على غير العادة من
حيث ماحمل ظاهرا ، فهذا الحديث كان واضحا و صريحا ابتعد كثيرا عن لغة ازدواجيّة
الخطاب السياسي خصوصا في المفاصل الحواريّة الهامّة و التي سعى الصحفي المحاور
إلى للتأكيد عليها و إبرازها – و هنا لابد
ّ أن نشيد ببراعة هذا الصحفي و مهنيّته العالية التي تغمرها و تضيّعها عادة
غوغائية السفيانين و اختطافهما للحوارات –
غوغائية السفيانين و اختطافهما للحوارات –
الشيخ الغنوشي كان حاضر البديهة متمكّنا من
اجتياز كل الألغام التي زرعها له محاوره كما أنّه حرص على إرسائل رسائل عامّة إلى
الدّاخل تحمل في سطورها تكذيبات لما يروّج له خصومه السياسيين و خصوصا اليسار
المتطرّف ليدفع عن نفسه و عن حركته ما يسوّقون له على المنابر و في الإعلام عن فشل
النهضة كحكومة و عدميّتها كشريك في الحوارات الوطنيّة و ليبعث بتطمينات إلى الرأي
العام المحلّي بخصوص ماهيّة الحكم التي تسعى إليه حركة النّهضة و مواقف حزبه من خصوصيّات
الشارع التونسي و الحريات الشخصيّة ،،، لكنّه أيضا قام بإرسال رسائل مبطّنة و
مشفّرة إلى عناوين معيّنة و مقصودة سواء كانت في الدّاخل أو في الخارج تتماشى و سياق معيّن سبق أن وُضعت معالمه و حُدّدت ضوابطه ، رسائل
كانت لابدّ منها برغم قساوة القبول بها و تبنّيها
و نشرها علنًا غير أنّها كانت السبيل الوحيد لتؤثّث للتوافق المطلوب من جهة
و لتثبيت قواعد النهضة و كسب رضاء الدّول المهندسة للخارطة المستقبلية في المشهد
السياسي التونسي و العمل بتوصيات من يرعى هذه مسار هذه الخارطة و أخيرا لسحب
البساط من تحت أرجل دعاة الإنقلاب و الفوضى الذين لم يشر إليهم لا من قريب و لا من
بعيد و لم يعتبر لهم ثقلا سياسيا و لا
مكانا في المعادلة الجارية ...
تكلّم الشيخ و عبّر عن مواقفه المحيّنة بلغة لم
تَخفى فيها صبغة المرارة و إن كان حاول مرّات تجاوزها بشيء من البسمات ، و بدا على
وجهه تراكمات من المعاناة و الإرهاق ربّما كان مردّها إلى ماراطون التفاوضات و
انتظار حجم تفاعلات البيت الدّاخلي للحركة
على مستوى القيادات و خصوصا على مستوى القواعد و الأنصار الذين ستكون تفاعلاتهم
محبَطة في أول قراءة للقاء ، و ستتفاوت ردود أفعالهم إزاء ما يرونه إخلالات بالعهد
و تخييبا لمستوى طموحاتهم و انتظاراتهم .
ممّا لاشكّ فيه أنّ هذا اللقاء و ما احتوى عليه من تأشيرات و توضيحات لمفاتيح
المرحلة الرّاهنة كان له وقعه بمختلف الإتّجاهات و على مختلف الصّور و بمختلف
التقييمات ، الأيّام وحدها كفيلة بتحديد نوعها و حجما و تداعياتها ،،،
و يبقى السؤال:
ما محلّ رأي الشعب صانع الثورة في مثل هكذا أحداث فاصلة و مقرّرة لمصير
البلاد ؟ و ما هو رأيه عندما يرى مكاسب ثورته تتلاشى من بين أيديه لتتحوّل في
أرصدة الأحزاب و تصبح مستحقّات هذه الثورة أوراق ضغط في خدمة فلان أو علاّن ليبقى
هو إمّا متفرّجا أو – كومبارسا – تتقاذفه ساحات و شوارع مناصرة الأحزاب ؟؟
الزمن الجميل : يقظة فكر ، دعوة لإحياء روح الزّمن الجميل و إعمال العقل لبناء الحاضر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق