الأحد، 18 أغسطس 2013

الغنّوشي ، السّبسي و فرانسا الحنينة

الغنّوشي ، السّبسي و فرانسا الحنينة  بقلم / منجي بـــاكير   قديما قال دريد لحّام في مسرحيته – على نخبك يا وطن – افتح الراديو على لندن من شان نسمع أخبار بلدنا - ،،، و لا يدري دريد و لا غيره من مواطني العالم العربي أنّ الهوان و انحطاط حاكميّتم  سيصل بهم إلى أن يعيشوا زمنا تدار فيه سياسات أوطانهم في مطابخ الغرب الإستخرابي و ترسم مصائر الشعوب العربيّة أيادي مكوّنات الصّراع العالمي و دوائر القرار الأجنبي ،،،  هذا الطّائف مرّ بي عندما طالعت خبرا مفاده التقاء الغنّوشي زعيم حركة النهضة و السّبسي زعيم النّداء على الأراضي الفرنسيّة لحلحلة الأزمة القائمة بين الحكومة و المعارضة التونسيّة و لبحث مخارج توافقيّة لها ، لعلّ حرارة الطّقس و تأزّم اللعبة الديمقراطيّة وكثرة  مهاترات أدعياء السّياسة على مختلف مشاربهم هي التي حدت بفرنسا – الحنينة جدّا على مستعمرتها السّابقة – بأن تنقل حيثيّات التفاوض المنعدم تونسيّا على أراضيها ، فرنسا التي كان لها -إلى وقت قريب - السّبق في أن تكون المهندس الرئيسي في تأزيم أوضاع بلادنا و تغذية نزعات البلبلة و زرع و رعاية دعوات الإنقلاب على الإفراز الديمقراطي الذي خيّب آمالها و هدّد مصالحها ،، فرنسا التي لم تدّخر جهدا ديبلوماسيّا و لا تحريكا لأتباعها في بعض مؤسّسات المجتمع المدني و لا سعيا بطرق أخرى بدافع خوفها الشديد من أن يفرط من بين أيديها زمام الأمور ، لكن الأمور سارت عكس ما خطّطت له  و خيّب آمالها من انتدبتهم لتنفيذ مبتغاها و تيقّنت أن ّ عمق الشعب التونسي كذّب كل تكهّناتها و رغبات عملاءها و مرتزقتها الذي كانوا يرون الصورة عكسيّا ... فرنسا أيضا وجدت نفسها أيضا أمام خصم شرس ينافسها في الحلول مكانها في المشهد السياسي التونسي ، وجدت ألمانيا التي نزلت بكلّ ثقلها و بإيعاز من حليفتها تركيا إلى الميدان السياسي التونسي ، فكان التصادم الذي تولّدت عنه  ضغوطا ألمانيّة على فرنسا لتنصاع إلى الرّغبات الألمانية الرّافضة لمشروع الإنقلاب و استبعاد معاودة و استنساخ المثال المصري ... إذا كان اجتماع الرأسين البارزين في التفاعلات السياسيّة التونسيّة الغنوشي و السّبسي و كانت بياناتهما خرجت متّحدة في وصف هذا الإجتماع بالإيجابي و الصّريح و انّه تضمّن دعوة للحوار كبديل لتجييش الشارع و الإنقلاب ،،، اجتماع قد يكون له الأثر الكبير في ايجاد نقطة ارتكاز لتوجيه المسار الإنتقالي نحو التهدئة و الدّفع به إلى المراحل الموالية في كنف السلمية و التوافق خصوصا أنّ هذا سينبني على وصفات و ضغوطات من مطابخ السياسة الفرنسيّة و الألمانية الرّاعية الرسميّة لسياسة بلادنا بعد أن فرّقت العنجهيّة بين مختلف الفرقاء المحلّيين و انعدم سبيل الحوارالوطني  بينهم و اتّضح لوكلاء فرنسا أنّهم فقدوا الضوء الأخضر و احترقت كثيرا من كروتهم و انقطعت عليهم سيولات التمويلات ...




الغنّوشي ، السّبسي و فرانسا الحنينة
بقلم / منجي بـــاكير

قديما قال دريد لحّام في مسرحيته – على نخبك يا وطن – افتح الراديو على لندن من شان نسمع أخبار بلدنا - ،،، و لا يدري دريد و لا غيره من مواطني العالم العربي أنّ الهوان و انحطاط حاكميّتم  سيصل بهم إلى أن يعيشوا زمنا تدار فيه سياسات أوطانهم في مطابخ الغرب الإستخرابي و ترسم مصائر الشعوب العربيّة أيادي مكوّنات الصّراع العالمي و دوائر القرار الأجنبي ،،،
هذا الطّائف مرّ بي عندما طالعت خبرا مفاده التقاء الغنّوشي زعيم حركة النهضة و السّبسي زعيم النّداء على الأراضي الفرنسيّة لحلحلة الأزمة القائمة بين الحكومة و المعارضة التونسيّة و لبحث مخارج توافقيّة لها ، لعلّ حرارة الطّقس و تأزّم اللعبة الديمقراطيّة وكثرة  مهاترات أدعياء السّياسة على مختلف مشاربهم هي التي حدت بفرنسا – الحنينة جدّا على مستعمرتها السّابقة – بأن تنقل حيثيّات التفاوض المنعدم تونسيّا على أراضيها ، فرنسا التي كان لها -إلى وقت قريب - السّبق في أن تكون المهندس الرئيسي في تأزيم أوضاع بلادنا و تغذية نزعات البلبلة و زرع و رعاية دعوات الإنقلاب على الإفراز الديمقراطي الذي خيّب آمالها و هدّد مصالحها ،، فرنسا التي لم تدّخر جهدا ديبلوماسيّا و لا تحريكا لأتباعها في بعض مؤسّسات المجتمع المدني و لا سعيا بطرق أخرى بدافع خوفها الشديد من أن يفرط من بين أيديها زمام الأمور ، لكن الأمور سارت عكس ما خطّطت له  و خيّب آمالها من انتدبتهم لتنفيذ مبتغاها و تيقّنت أن ّ عمق الشعب التونسي كذّب كل تكهّناتها و رغبات عملاءها و مرتزقتها الذي كانوا يرون الصورة عكسيّا ...
فرنسا أيضا وجدت نفسها أيضا أمام خصم شرس ينافسها في الحلول مكانها في المشهد السياسي التونسي ، وجدت ألمانيا التي نزلت بكلّ ثقلها و بإيعاز من حليفتها تركيا إلى الميدان السياسي التونسي ، فكان التصادم الذي تولّدت عنه  ضغوطا ألمانيّة على فرنسا لتنصاع إلى الرّغبات الألمانية الرّافضة لمشروع الإنقلاب و استبعاد معاودة و استنساخ المثال المصري ...
إذا كان اجتماع الرأسين البارزين في التفاعلات السياسيّة التونسيّة الغنوشي و السّبسي و كانت بياناتهما خرجت متّحدة في وصف هذا الإجتماع بالإيجابي و الصّريح و انّه تضمّن دعوة للحوار كبديل لتجييش الشارع و الإنقلاب ،،،
اجتماع قد يكون له الأثر الكبير في ايجاد نقطة ارتكاز لتوجيه المسار الإنتقالي نحو التهدئة و الدّفع به إلى المراحل الموالية في كنف السلمية و التوافق خصوصا أنّ هذا سينبني على وصفات و ضغوطات من مطابخ السياسة الفرنسيّة و الألمانية الرّاعية الرسميّة لسياسة بلادنا بعد أن فرّقت العنجهيّة بين مختلف الفرقاء المحلّيين و انعدم سبيل الحوارالوطني  بينهم و اتّضح لوكلاء فرنسا أنّهم فقدوا الضوء الأخضر و احترقت كثيرا من كروتهم و انقطعت عليهم سيولات التمويلات ... 

~ْ~ْ~ْ~

ليست هناك تعليقات: