-الإغتراب
... قد يكون لاغتراب الجسد وطأته القاسية على
الإنسان ، لكنّ وطأة اغتراب الروح والفكر
أشدّ و أكثر وقعا على مكامن الذّات ،،، هذا الإغتراب الذي وجدت نفسي محاطا به هذه
الأيّام اندلج في نفسي و ملأ كلّ دواخلي و أحاط بي من كلّ الجوانب حتّى ضيّق
الصّدر منّي و جعله حرجا ،، إغتراب مليء بالأوجاع و الآلام المتواترة و التي تزداد
حدّتها كلّما حاولت تعرية الواقع و أعملت ذهني لأسرح في مجريات هذا الواقع الذي
تربطني به قسرا ضرورة المعايشة و تُلزمني نسبتي إليه أن أكون رهين دوائره ...
تربطني به قسرا ضرورة المعايشة و تُلزمني نسبتي إليه أن أكون رهين دوائره ...
يلفّني الضّياع وسط كومة من الطلاسم التي لا
تقبل أن تُفكّ رموزها و تعاند كلّ دلالات المعقول و المنطق التي استقيتها سابقا من
ثنيا الحياة و دوّنتها في ذاكرتي إيمانا منتّي بأنّها مفاتيح فهمي و إدراكي ، و
تنسلخ منّي قيمي التي استمتتُ في ارتدائها برغم كلّ المنعرجات و المنعطفات التي
مررت بها سنين عمري ، و تجافيني مفاهيمي و تتملّص منّي كلّما استنجدت بها لتفسير
ما يعترضني من الظّواهر أو ما يستجدّ معي من حوادث و لا تستقيم لي في مقاربة هذا
الواقع أو حتّى ملامسة ما استيسر من حلقاته المتشابكة ،،،
أشعر بالفتور و يتملّكني النّفور و أحسّ
بالقطيعة و الجفاء من كلّ ما يقودني فكري للبحث في كُنهه لتحلّ في كينونتي شُهب
الوحشة الحارقة و لوعة الإغتراب ...
منجي باكير
هناك تعليقان (2):
احساس صعب ..ان نكون ابعد لانفسنا منا ..ان يحاصرنا الشعور بالغربه ونحن بين احبه واصدقاء ان نجد انفسنا غرباء حتى عن انفسنا ربما الوضع العام الذى تعيشه وتعيشه بلادنا العربيه قد اثر فيك وهذا ما يعطى طاقه سلبيه للفكر والجسد ايظا ...احساس صعب لطالما مررت به لكنى تاكدت ان غربتى عن نفسى لن تكسبنى شيئا بالعكس ستجعلنى اخسر نفسى ..اخرج من دائره العمل وامنح لنفسك ولجسدك وقتا تريحهما فيه من عناء الغربه التى تعيشها ..ادعو الله ان يصفى بالك
هي أوقات ، تحوم فيها دوائر الضيق فوق رؤوسنا عندما نتلمّس - ذواتنا - و لا نجدها ، نفتح شبابيك من نعايشهم فنجدهم قد أخذتهم الحياة في طيّاتها ، نركن إلى أنفسنا فيعودنا الإكتئاب ،، نحاول أن نحلّق في مراكب الخيال فتعترضنا آلام الأمّة لنستحي على هذا الشعور المترف إزاء ما تتناقله الأخبار عن برك الدم و أكوام الجثث و حلول - الشيطان + أعداء الأمّة - بين بني الدين الواحد و الهويّة الواحدة و الدم الواحد ليعلنوها أفراحا و زهوا بانتصاراتهم في بث الفرقة و الضغينة وإعمال الموت في أمّة استعصت و استماتت في إثبات ذاتها لكنّ أبناءها ضيّعوا العهد و سلّموا عهودهم للغريب ...!
تقديري غادة لحضور كفكف عنّبي بعض الإغتراب .... كوني دوما هنا و لا تضجري من هرائي و مهاتراتي ههه
منجي
إرسال تعليق