لقاء جديد و حلقة إذاعيّة جديدة على أمواج إذاعة صفاقس -تونس ،، يسعد ورقات من الزمن الجميل ان تنقل لكم في نصّ مكتوب الحلقة التّاسعة (09).
الحلقة كانت بموضوع : صفاقس متغشّشة ،، آش كون يسمعها ،،، بُثّت يوم الأحد 22 ديسمبر 2013 في كلمة حلوة للمنجي باكير
أثناء برنامج المنشطة المتألّقة : فـــاطمة مقني - صبـــأح النّور
إشارة : كلّ من وجد إشكالا في فهم لفظ من اللّهجة التونسيّة ، نرجو منه مراسلتنا على نموذج الإتصال في المدونة حتّى نوضّح له ! تقديري والمحبّة
8888888888888888
صفاقس متغشّشة و تتألّم ،، آشكون يسمعها ؟؟
في سياق و
على هامش حراك إدراج مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي حبّينا كلمة اليوم تكون
بمثابة فلاش على الواقع الفعلي لصفاقس و ما يجب أن تكون عليه مدينة في أصالة و
فاعليّة و قيمة صفاقس ...
صفاقس يا سامعين ،كانت حكاية حلوّة يحكيها التاريخ المكتوب و زادة يحكيوها الكبار
متاعها ،، يحكيوا أنّها كانت مدينة جميلة ، مدينة يحتضنها البحر ، سوايحها خضار و
أشجار ، وسْطها معمار ، معمار تفنّن الأجداد في تشييدوا و تزيينو ،، سكّانها كانوا
ناس خدّامة مجتهدين ، صنايعيّة وحرفيّين ،،، صنعتهم بلغت أقاصي الدّنيا ، كانوا ناس ثقاة و أصحاب أخلاق عالية ،،، كيما كان فيهم
العلماء و الأتقياء و الأصفياء و أصحاب الجود و الكرم ، صفاقس كانت مدينة هانية ،
جوّها صافي و منعش ، مدينة يُستطاب فيها العيش ، تحكمها الشريعة و الأخلاق و العرف
، كانت بلاد الزوّالي و الغريب ،، باختصار لأنّها بلاد عمل و كدّ و اجتهاد ، كانت
صفاقس ترقد هانية بكري و تقوم ناشطة بكري ،،،
و كانت زادة مدينة نظيفة و مزيانة ...
هكّا كانت صفاقس ، لكن بما أنّو لا حال يدوم ،
ما دامتش صفاقس على هالحال ، تبدّلت صفاقس و تغيّرت موش نحو الأفضل لكن للأسف نحو
الأسوأ ، بْدى .. ها التبدّل بالشويّا مع النّزوح العشوائي و البناء الفوضوي و
انتهاك قواعد المعمار اللّي وصل لقلب صفاقس ، وصل للبلاد العربي ، البلاد العربي
اللّي تأرّخ لْعراقة صفاقس و تمتاز بطابع خاصّ و رايع ،،،في سورها ، أنهجهها ،
أسواقها و ديارها ، لكن الجهل بقيمة
هاالتراث من جيهة ...و الإستهتار من جيهة ثانية ....خلّى البلاد العربي تضيع و
تندثر ، تتهدّم ، تتمسخْ ، بيبان تتقلّع ، حيوط تطيح و تتغيّر ، ولاّت حوانط و
مخازن ، أصحاب المحلاّت سلّموا فيها و باع اللّي باع و كْرا اللّي كرا... و تخلّطت و تجلّطت و سْياب
الماء ع البطّيخ ،،،
من بعد الثورة زاد ها الشّيء ، صفاقس زاد وسخْها
، ضياقت أنهجها ، تسكّرت زنقْها
كثر الإنتصاب الفوضوي ،بين النّصبة و النّصبة
تلقى نصبة ، الكلام السّوقي ، الصّياح و
العياط و التزمير، تلوّث الجوّ و تلوّثت الأسماع و الأذواق ......و الأخلاق زاده ،
كثرت الزّبل و الرّوايح ،، كيّاسات و أنهج ذابت ، ولاّت معبّية بكراسي القهاوي و أكداس
السّلعة و محطّات التاكسي ،،،
صفاقس يا سادة ، في أيّامنا هاذي متغشّشة برشا و
تتألّم ياسر ....، طبعا ما يشعر بهذا إلاّ اللّي عندو جملة من الأحاسيس ، كيما حسّ
المواطنة و حسّ الذّوق و الوازع الأخلاقي و الغيرة على جمالية بلاد و ، صفاقس
اللّي همّلتها الحكومات من عهد البايات و إنت جاي ، صفاقس اللّي أهلها سلّموا فيها
، فيهم اللّي رحل و خلاّها و فيهم اللّي ساكت و فيهم اللّي ما يهمّوا كان آش يحلب
منها و فيهم اللّي هالمدينة العزيزة ما تعنيلو حتّى شيء ،،،
صفاقس
اللّي استوعبت و كلّ يوم تستوعب قدّاش مواطنين مقيمين و عابرين ، تسهّل و تقضي ،
تحضن و تُؤوي ...و تخدّ م و تعطي من خيراتها ..مـــا تستاهلش منّا هكّا ...! ما
تستاهلش ها الإهمال و الأوساخ و التهميش ....ما تستاهلش التعدّي على تراثها و
تاريخها ، ما تستاهلش كلّ هالنكران و الجحود ،،،
صفاقس أمانة خلاّوْهانّا الجدود ، امانة عزيزة و
لازم كلّ واحد فينا يحافظ على ها الأمانة ليه ...و لْأوْلادو و أحفادو ،،،يحافظ
على جماليّتها و يستعيد نظافتها و هدوءها و بريقها الضّايع ،،، صفاقس يلزم تكون
صفاقس المزيانة موش كان شعار ،،، و صفاقس قبل ما نحطّوها في التراث العالمي يلزم نحطّوها في قلوبنا و
عينينا ،،،
ربي يهدينا و يصلح حالنا ....
منجي باكير
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق