الأحد، 22 ديسمبر 2013

صفاقس متغشّشة و تتألّم ، حلقة إذاعية 09

لقاء جديد و حلقة إذاعيّة جديدة على أمواج إذاعة صفاقس -تونس ،، يسعد ورقات  من الزمن الجميل ان تنقل لكم في نصّ مكتوب الحلقة التّاسعة (09).  الحلقة كانت بموضوع : صفاقس متغشّشة ،، آش كون يسمعها ،،، بُثّت يوم الأحد 22 ديسمبر 2013 في كلمة حلوة للمنجي بكير   أثناء برنامج المنشطة المتألّقة : فـــاطمة مقني - صبـــأح النّور   إشارة : كلّ من وجد إشكالا في فهم لفظ من اللّهجة التونسيّة ، نرجو منه مراسلتنا على نموذج الإتصال في المدونة حتّى نوضّح له ! تقديري والمحبّة  8888888888888888                                                                                                                                                                                 صفاقس متغشّشة و تتألّم ،، آشكون يسمعها ؟؟     في سياق و على هامش حراك إدراج مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي حبّينا كلمة اليوم تكون بمثابة فلاش على الواقع الفعلي لصفاقس و ما يجب أن تكون عليه مدينة في أصالة و فاعليّة و قيمة صفاقس ...     صفاقس يا سامعين ،كانت حكاية حلوّة  يحكيها التاريخ المكتوب و زادة يحكيوها الكبار متاعها ،، يحكيوا أنّها كانت مدينة جميلة ، مدينة يحتضنها البحر ، سوايحها خضار و أشجار ، وسْطها معمار ، معمار تفنّن الأجداد في تشييدوا و تزيينو ،، سكّانها كانوا ناس خدّامة مجتهدين ، صنايعيّة وحرفيّين ،،،  صنعتهم بلغت أقاصي الدّنيا ، كانوا  ناس ثقاة و أصحاب أخلاق عالية ،،، كيما كان فيهم العلماء و الأتقياء و الأصفياء و أصحاب الجود و الكرم ، صفاقس كانت مدينة هانية ، جوّها صافي و منعش ، مدينة يُستطاب فيها العيش ، تحكمها الشريعة و الأخلاق و العرف ، كانت بلاد الزوّالي و الغريب ،، باختصار لأنّها بلاد عمل و كدّ و اجتهاد ، كانت صفاقس ترقد هانية بكري و تقوم ناشطة بكري ،،،  و كانت زادة مدينة نظيفة و مزيانة ...  هكّا كانت صفاقس ، لكن بما أنّو لا حال يدوم ، ما دامتش صفاقس على هالحال ، تبدّلت صفاقس و تغيّرت موش نحو الأفضل لكن للأسف نحو الأسوأ ، بْدى .. ها التبدّل بالشويّا مع النّزوح العشوائي و البناء الفوضوي و انتهاك قواعد المعمار اللّي وصل لقلب صفاقس ، وصل للبلاد العربي ، البلاد العربي اللّي تأرّخ لْعراقة صفاقس و تمتاز بطابع خاصّ و رايع ،،،في سورها ، أنهجهها ، أسواقها و ديارها   ، لكن الجهل بقيمة هاالتراث من جيهة ...و الإستهتار من جيهة ثانية ....خلّى البلاد العربي تضيع و تندثر ، تتهدّم ، تتمسخْ ، بيبان تتقلّع ، حيوط تطيح و تتغيّر ، ولاّت حوانط و مخازن ، أصحاب المحلاّت سلّموا فيها و باع اللّي باع  و كْرا اللّي كرا... و تخلّطت و تجلّطت و سْياب الماء ع البطّيخ ،،،  من بعد الثورة زاد ها الشّيء ، صفاقس زاد وسخْها ، ضياقت أنهجها ، تسكّرت زنقْها  كثر الإنتصاب الفوضوي ،بين النّصبة و النّصبة تلقى نصبة ،  الكلام السّوقي ، الصّياح و العياط و التزمير، تلوّث الجوّ و تلوّثت الأسماع و الأذواق ......و الأخلاق زاده ، كثرت الزّبل و الرّوايح ،، كيّاسات و أنهج  ذابت ، ولاّت معبّية بكراسي القهاوي و أكداس السّلعة و محطّات التاكسي ،،،      صفاقس يا سادة ، في أيّامنا هاذي متغشّشة برشا و تتألّم ياسر ....، طبعا ما يشعر بهذا إلاّ اللّي عندو جملة من الأحاسيس ، كيما حسّ المواطنة و حسّ الذّوق و الوازع الأخلاقي و الغيرة على جمالية بلاد و ، صفاقس اللّي همّلتها الحكومات من عهد البايات و إنت جاي ، صفاقس اللّي أهلها سلّموا فيها ، فيهم اللّي رحل و خلاّها و فيهم اللّي ساكت و فيهم اللّي ما يهمّوا كان آش يحلب منها و فيهم اللّي هالمدينة العزيزة ما تعنيلو حتّى شيء ،،،   صفاقس اللّي استوعبت و كلّ يوم تستوعب قدّاش مواطنين مقيمين و عابرين ، تسهّل و تقضي ، تحضن و تُؤوي ...و تخدّ م و تعطي من خيراتها ..مـــا تستاهلش منّا هكّا ...! ما تستاهلش ها الإهمال و الأوساخ و التهميش ....ما تستاهلش التعدّي على تراثها و تاريخها ، ما تستاهلش كلّ هالنكران و الجحود ،،،  صفاقس أمانة خلاّوْهانّا الجدود ، امانة عزيزة و لازم كلّ واحد فينا يحافظ على ها الأمانة ليه ...و لْأوْلادو و أحفادو ،،،يحافظ على جماليّتها و يستعيد نظافتها و هدوءها و بريقها الضّايع ،،، صفاقس يلزم تكون صفاقس المزيانة موش كان شعار ،،، و صفاقس قبل ما نحطّوها  في التراث العالمي يلزم نحطّوها في قلوبنا و عينينا ،،،     ربي يهدينا و يصلح حالنا ....       منجي باكير


لقاء جديد و حلقة إذاعيّة جديدة على أمواج إذاعة صفاقس -تونس ،، يسعد ورقات  من الزمن الجميل ان تنقل لكم في نصّ مكتوب الحلقة التّاسعة (09).
الحلقة كانت بموضوع : صفاقس متغشّشة ،، آش كون يسمعها ،،، بُثّت يوم الأحد 22 ديسمبر 2013 في كلمة حلوة للمنجي باكير 
أثناء برنامج المنشطة المتألّقة : فـــاطمة مقني - صبـــأح النّور 
إشارة : كلّ من وجد إشكالا في فهم لفظ من اللّهجة التونسيّة ، نرجو منه مراسلتنا على نموذج الإتصال في المدونة حتّى نوضّح له ! تقديري والمحبّة

8888888888888888


                                                                                                                                                                               صفاقس متغشّشة و تتألّم ،، آشكون يسمعها ؟؟

في سياق و على هامش حراك إدراج مدينة صفاقس ضمن التراث العالمي حبّينا كلمة اليوم تكون بمثابة فلاش على الواقع الفعلي لصفاقس و ما يجب أن تكون عليه مدينة في أصالة و فاعليّة و قيمة صفاقس ...

صفاقس يا سامعين ،كانت حكاية حلوّة  يحكيها التاريخ المكتوب و زادة يحكيوها الكبار متاعها ،، يحكيوا أنّها كانت مدينة جميلة ، مدينة يحتضنها البحر ، سوايحها خضار و أشجار ، وسْطها معمار ، معمار تفنّن الأجداد في تشييدوا و تزيينو ،، سكّانها كانوا ناس خدّامة مجتهدين ، صنايعيّة وحرفيّين ،،،  صنعتهم بلغت أقاصي الدّنيا ، كانوا  ناس ثقاة و أصحاب أخلاق عالية ،،، كيما كان فيهم العلماء و الأتقياء و الأصفياء و أصحاب الجود و الكرم ، صفاقس كانت مدينة هانية ، جوّها صافي و منعش ، مدينة يُستطاب فيها العيش ، تحكمها الشريعة و الأخلاق و العرف ، كانت بلاد الزوّالي و الغريب ،، باختصار لأنّها بلاد عمل و كدّ و اجتهاد ، كانت صفاقس ترقد هانية بكري و تقوم ناشطة بكري ،،،
و كانت زادة مدينة نظيفة و مزيانة ...
هكّا كانت صفاقس ، لكن بما أنّو لا حال يدوم ، ما دامتش صفاقس على هالحال ، تبدّلت صفاقس و تغيّرت موش نحو الأفضل لكن للأسف نحو الأسوأ ، بْدى .. ها التبدّل بالشويّا مع النّزوح العشوائي و البناء الفوضوي و انتهاك قواعد المعمار اللّي وصل لقلب صفاقس ، وصل للبلاد العربي ، البلاد العربي اللّي تأرّخ لْعراقة صفاقس و تمتاز بطابع خاصّ و رايع ،،،في سورها ، أنهجهها ، أسواقها و ديارها   ، لكن الجهل بقيمة هاالتراث من جيهة ...و الإستهتار من جيهة ثانية ....خلّى البلاد العربي تضيع و تندثر ، تتهدّم ، تتمسخْ ، بيبان تتقلّع ، حيوط تطيح و تتغيّر ، ولاّت حوانط و مخازن ، أصحاب المحلاّت سلّموا فيها و باع اللّي باع  و كْرا اللّي كرا... و تخلّطت و تجلّطت و سْياب الماء ع البطّيخ ،،،
من بعد الثورة زاد ها الشّيء ، صفاقس زاد وسخْها ، ضياقت أنهجها ، تسكّرت زنقْها
كثر الإنتصاب الفوضوي ،بين النّصبة و النّصبة تلقى نصبة ،  الكلام السّوقي ، الصّياح و العياط و التزمير، تلوّث الجوّ و تلوّثت الأسماع و الأذواق ......و الأخلاق زاده ، كثرت الزّبل و الرّوايح ،، كيّاسات و أنهج  ذابت ، ولاّت معبّية بكراسي القهاوي و أكداس السّلعة و محطّات التاكسي ،،، 

صفاقس يا سادة ، في أيّامنا هاذي متغشّشة برشا و تتألّم ياسر ....، طبعا ما يشعر بهذا إلاّ اللّي عندو جملة من الأحاسيس ، كيما حسّ المواطنة و حسّ الذّوق و الوازع الأخلاقي و الغيرة على جمالية بلاد و ، صفاقس اللّي همّلتها الحكومات من عهد البايات و إنت جاي ، صفاقس اللّي أهلها سلّموا فيها ، فيهم اللّي رحل و خلاّها و فيهم اللّي ساكت و فيهم اللّي ما يهمّوا كان آش يحلب منها و فيهم اللّي هالمدينة العزيزة ما تعنيلو حتّى شيء ،،،
 صفاقس اللّي استوعبت و كلّ يوم تستوعب قدّاش مواطنين مقيمين و عابرين ، تسهّل و تقضي ، تحضن و تُؤوي ...و تخدّ م و تعطي من خيراتها ..مـــا تستاهلش منّا هكّا ...! ما تستاهلش ها الإهمال و الأوساخ و التهميش ....ما تستاهلش التعدّي على تراثها و تاريخها ، ما تستاهلش كلّ هالنكران و الجحود ،،،
صفاقس أمانة خلاّوْهانّا الجدود ، امانة عزيزة و لازم كلّ واحد فينا يحافظ على ها الأمانة ليه ...و لْأوْلادو و أحفادو ،،،يحافظ على جماليّتها و يستعيد نظافتها و هدوءها و بريقها الضّايع ،،، صفاقس يلزم تكون صفاقس المزيانة موش كان شعار ،،، و صفاقس قبل ما نحطّوها  في التراث العالمي يلزم نحطّوها في قلوبنا و عينينا ،،،

ربي يهدينا و يصلح حالنا .... 

 منجي باكير




ليست هناك تعليقات: