الكلاب و الإرهاب
منجي بــــكير
أوردت صحيفة القدس العربي خبرا مفاده أنّ
السلطات المصريّة – استوردت – من البلاد
البلجيكيّة عدد 1400 كلب من فصيلة (المالينو) قادمة على متن طائرة من هذا
البلد الأوروبي ، و كان – استقبال – هذه
الشحنة من الكلاب التي سيوكل لها حراسة قناة السّويس و الإضطلاع بمقاومة الإرهاب
على أرض مصرالحبيبة ، كان في استقبالها
جهات سياديّة عليا و اختصاصيّون في الطبّ البيطري ، يُذكر أنّ جهات و
تقارير أمنيّة أوصت بمضاعفة العدد و تعميم هذه الكلاب خصوصا مع تنامي موجات
الإرهاب .
ليس غريبا على العرب في التاريخ الحديث و نتيجة
انفتاح حكّامهم الأعمى على بلاد الغرب أن يهرعوا و يهرولوا إلى مسؤولي و خبراء
البلدان الغربيّة ليطلبوا منهم – النّصيحة – و النّصرة بأيّ ثمن و بدون تردّد ، و
ليس غريبا أيضا أن يكون الغرب ذاته هو مصدر البلايا و الرّزايا ، نستورد منه المشاكل لنزرعها في بلادنا ثمّ
ننشغل في معالجتها و مقاساتها و معاناة آثارها لعقود ...
صفقة الكلاب المصريّة – البلجيكيّة هي امتداد لسلسلة من الخيبات التي يعانيها كلّ
الوطن العربي في تجاربه مع الغرب الذي لا يدّخر جهدا في مدّ حكّام العرب بالأسلحة
الفاسدة و الأدوية المغشوشة و الخبراء الجواسيس و المعلومات الخاطئة
بعمالة سافلة من سدنته و أذياله السّاكنين في
عقول و قصورهؤلاء الحكّام العرب !
ألم يكن من الأجدى على حكّام مصر أن يفيؤوا إلى
إرادة الشّعب و أن يكفّوا عن إجرامهم المتنامي و أن يمسكوا عن ملاحقة و تعذيب و
قتل أرواح مواطنيهم تحت مظلّة مقاومة الإرهاب ؟؟
حكّام مصر الذين لم يثبّت كراسيهم و لن يثبّتها
الرّصاص الحيّ و زرع الموت في صفوف الأبرياء ، لم يثبّتها حصار غزّة و مآزرة
الكيان الصهيوني و الإنبطاح له ، فهل يطمعون أن تثثبّت كراسيهم في يوم ما هذه الصّفقة
الخائبة ، هل ستثبتها و تحرسها كلاب بلجيكا !؟.؟
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق