الأحد، 15 فبراير 2015

مفارقات إجتماعيّة ح 38 إذاعة صفاقس

مستمعينا ، مستمعاتنا ،،، السلام عليكم ،،، يجعل صباحكم نور و رضا ،،،
اليوما كلمتنا باش تكون بعنوان :
مفارقات ،،، لكنّها تحدث
في المجتمع ،... و في حياتنا ..ثمّة برشا متناقضات تاقع ، تاقع لكن المجتمع ككلّ و بصفة عامّة ... ما يلقيلهاش بال ،،،   يمكن  يحسّ بيها بعض الأفراد ،،  يمكن تقلّق بعض النّاس ،،، لكنّها ما تعيقش العلاقات الإجتماعيّة برغم أنّها كيف ما قلنا تُـعتبر من منغّصات العيش ،، تقلّق ،،، توتّر ...و يمكن زادة تخلق نوع من الإحباط عند النّاس الحسّاسة  خاصّة ..
و  لفظة المفارقات نعني بيها هاك المتناقضات اللي تحدث سواء في التركيبات الإجتماعيّة ...، سواء في السلوكات العامّة ...، أو حتّى في طريقة التعامل و التواصل الإجتماعي .... ها المفارقات برشا ،،،  .و كلّ واحد كيفاش يشوفها ....و كيفاش يقراها و كيفاش يتفاعل معاها ،،،، و أحنا اليوم باش نشوفوا مع بعضنا ثلاثة صور نوعيّة من ها المفارقات  :
الصورة الأولى : ((ثمّة حكمة تقول : من لا يعمل لا يخطيء )) ...
لكن اللي صاير  ، و يصير برشا في مؤسّساتنا العموميّة ، و خصوصا ذات الصّبغة الخدماتيّة ،،، تلقى موظفين داخل بيروات مسكّرة تعاملاتهم أكثرمن وراء السّتار ، و هاذوما ما يظهروش ع السّطح ،، و ساعات بعضهم حاضر و إلاّ غايب كيف كيف ... و ثمّة آخرين ( في فمّ المدفع ) كيما يقولوا ،،، ع الكنتوار و في علاقة مباشرة مع المواطنين بأصنافهم و أنواعهم ... و ها النّوع من الموظّفين يعيشوا ديما تاعبين و موش مشكورين ، على خاطر :    
أوّلا غيابهم ظاهر برشا ، ثانيا كونجياتهم بالحبّاب و الكبّاب ،، و ثالثا و اللي هو أخطر أنّهم معرّضين برشا للمشاكل مع المواطن ،،، و هنا تكمن المفارقة ،،،، يولّي .. ظاهرا... وخصوصا للرئيس المباشر أو الإدارة أنّ ها الموظّف كثير الأخطاء ،،، تعاملاتو موش باهية ،،،  و يمكن حتّى تحصلّو عقوبات و قْصاصات في منح الإنتاج و غيرو ....بينما اللي – ما يظهرش في الواجهة – ما يتحمّلش ( الرّيسك ) وزيد يظهر أكثر انضباط و ماعندوش مشاكل ولا أغلاط ....و حسب رايي أنّ هذا سبب من أسباب تدهور القطاع الخدمي و الإدارة التونسيّة عموما ،،، وعلى خاطر هذا  و أكثر  ....صار أكثر الموظفين يعتمدوا  على مثل ( إبعد ع الشرّ و غنّيلو ) ...!

الصّورة الثانية :
زوز أخوة ، من عايلة واحدة ، تربية واحدة ، روضة واحدة ، مدرسة واحدة ،،، واحد ينقطع على التعليم و يصبح مثلا صنايعي ،،، صنايعي يخالط العباد ،،، يتعامل معاهم  ، معناها  يعيش شعبي و يحتكّ تقريبا بكلّ أصناف خلق ربّي .... بْرادتو و إلا من غير رادتّو ....يدخل القهاوي الشعبية ، يطلع في الكار و يشدّ الصفّ باش يقضي قضياتو ..... و الخو الثاني ، ينوب عليه ربّي ، يكمّل تعليمو و يتحصّل على وظيفة سامية ، وظيفة تسمحلو باش يعيش داخل بيروات مضخمة ، يتنقّل بكرهبة مضخمة ،،، عندو حجّاب و منظورين ، ،،، بالكاد يتعامل مع المجتمع بالقواندوات ،،، حتّى قضياتو و شؤونو الشخصيّة إمّا يقضيها بالتاليفون و إلاّ ثمّة آشكون يقضيهالو ...
وهنا  تجي المفارقة ،،، المفارقة هي أنّ المجتمع ينظرللثاني   بعين الإحترام و التقدير الزّايد... و الأوّل تلقاه معفّس مرفّس ...ساعات حتّى قدرو ما يلقاهش مع أقرب النّاس ليه  ،،،، الثاني ... يقول عليه المجتمع محلاه ، محلى كلامو و قدّاش فينو وطيّب ،،، و الأوّل يقول عليه المجتمع : آش من زنس ،، آخلاقو موش باهية و ما يعرفش يتكلّم و ما يعرفش يتعامل ....و غيرو ....
نزيدكم حاجة السيّد الأوّل ما عندو كان ذراعو و صحّة بدنو ،، في أيّ مناسبة عائليّة تلقاه يجري و ما يخلّيش من روحو.. و يزيد ،،  حتّى في طاعة والديه هو يهزّ للسبيطارات ، هو يجيب الدواء ،، هو يقضي القضيات ،،،،
 و الخو االثاني - متاع البهرج و الهلومّا - يطلّ في المناسبات و الأعياد ، ما يعرف شيء علّي صار بعدو ،،، يقعد شويّا  ، عامل فيها بريستيج و فيناسْ ،، وبعدين  يطيّش هاك الماصّو فلوس  و زوز و إلا  ثلاثة كلمات ،،يكفّر بيهم علّي فات و يحوز بيهم زاده على معلّقة شرف تنسّي العالم في هاكْ المغبون خوه الآخر و تمسحلو ذكرو جملة ...و اللي كركرتو النمّالة في عام لهفو الجمل في فمْ ....
الصورة الثالثة :  جماعة الكاميرا
،، هالجماعة   جماعة الكاميرا ...موجودين ،، ممكن شويّا ...أما تقريبا ما ثمّاش عايلة تخلو منهم  !،،، و جماعة الكاميرا هوما إمّا راجل و إلاّ مرا في العيلة.. ما تلقاهم وما  تشوفهم كان وقت اللّي لازم باش يظهروا ، كان وقت اللي يحبّوا يمركيوا حضورهم قدّام النّاس ،، و باش نفهموا أكثر ناخذوا مثل ،،،،، مثلا عايلة فيها واحد مسنّ و عندو مرض مزمن  ....، رعايتو ، دواه ، تنظيفو و سهر الليل و التعب يقوموا بيه ناس معيّنين... و دايرة معيّنة ...إذا موش شخص معيّن ،،، لكن وقت الحاجة و وقت اللزوم ،، وقت التصويرة ، تلقى المرا و إلاّ الراجل امتاع الكاميرا لاصقين بحذا هاك المسنّ ، و وقتها تهبط دميعاتهم و تكثر لهوتهم و تزيد آهاتهم و تحسّراتهم و تفيض أحاسيسهم ،،، وطبعا ... هذا الكلّ يزول و يتنحّى بمجرّد نهاية السّبب اللّي هو... وجود زوّار جدد و إلاّ زوّار عندهم قيمتهم في العائلة الموسّعة ... و وقتها  يرجع التعب لمّاليه ، يرجع التعب و التنظيف و اللّهوة و سهر اليالي لهاك المغبونين ،، اللي طول عمرهم يخدموا وراء الكاميرا ..... لكن....  اللي عند ربي ما يضيعش .

مستمعينا ، مستمعاتنا : ربي يهدينا للتي هي أقوم ، و دمتم في رعاية الله 

****

~~~~~  منجي بـــاكير ~~~~

***  الموضوع باللّهجة التونسيّة 


 كلّ لفظة أشكلت على أحبّاء الزمن الجميل 

 فضلا راسلونا

على نموذج الإتّصال الموجود




تقديري 


***

ليست هناك تعليقات: