هل نعود نحن التونسيّون إلى رمضان ، شهر القرآن
؟
منجي بــاكير – كاتب صحفي
شهر رمضان شهر عظيم عند الله ، وكذلك يجب أن
يكون عند المسلمين ، و من يعظّم شعائر الله فهي من تقوى القلوب ،،، شهر يمنّ الله
به على من أبقاه على قيد الحياة
ليستدرك ما فات و يخفّف أو يمحو بإذن الله و برحمة
منه و فضل ما اجترحه سالف عمره ، لأنّ العقبة كأداء و اليوم الموعود لناظره قريب و
حصوله لا يحتمل الشكّ و لا الرّيب ...يوم يجعل الولدان شيبا و لا ينفع وقته و حينه
إلاّ من أتى الله بقلب سليم ...
شهر رمضان ، شهر القرآن ، شهر التقوى ، شهر العبادة
، شهر تقويم السّلوكات و هجر المعاصي و هو
شهرٌ تكبّل فيه الشياطين ... غير أنّ ما يحصل في بلادنا و بعض بلاد المسلمين من
زيغ و انحراف بقدسيّة و بقدَر و عظمة هذا الشهر لا يستقيم أبدا عند كلّ ذي فكر
قويم و عقل سليم ، شهر تبدّلت مفاهيم مشروعيّته و حصلت له عند بعض النّاس كثير من البدع و الترّهات و
التشويهات حتّى يكاد الجزم ثابتا أنّ مفهوم الصّوم فقط عندهم يقتصر على الجوع و
العطش لسويعات من الزّمن و لأيام معدودات ..! – ( رمضان البارح والعيد اليوم )
في الحقيقة هناك بعض العذر لا يزال قائما للبعض
منّا و ذلك نتيجة سياسات التجهيل و الإقصاء و التغريب التي تبارى فيها حكّام
العقود الماضية و ما رصدوا له و فرضوا من ثقافة شرعيّة سطحيّة و جهل متعمّد أرادوه
لهذا الجزء من الأمّة جعل منه بعيدا عن فقه الأحكام الشرعيّة و أميّا حتّى في ا لمعلوم
من الدّين بالضرورة .و هذا ما يتحمّل بعضا من وزره من كانوا ينتصبون ( أو
ينصّبونهم ) أيّام الجمر لسدّ شغور تهميش و إقصاء أهل العلم و الدّراية الصّحيحة ،
و من كانوا يعتلون منابر الإمامة ( لتطويع ) الخطاب الديني حسب هوى الحكّام و
زبانيتهم ..
و هو أيضا – أمانة – بالغة الأهميّة تُناط بعهدة
أئمّة و علماء البلاد من بعد ما منّ الله عليهم و على مواطنيهم بنصر مبين ...
فعليهم أن يجلوا الحقائق و أن يبيّنوا ما غمّ و استخفى و أن يفرغوا العباد من
المفاهيم الفاسدة ليملؤوهم بالمفاهيم القويمة ، و منها تعظيم شهر رمضان و إيلاءه
القدر الذي يريده الله جلّ و علا .
رمضان ليس شهر السهريات و الشيخات و الليالي
الملاح ، ليس شهر المسلسلات و الفوازير ، رمضان ليس ( حضرة ) و بخورات و بنادر و رويّق
بارد ،،
رمضان ليس ذلك الكوكتال الماسخ من المنوّعات
التلفزيّة التي يصرّ الفاشلون فنيّا طوال السّنة أن يفرضوها في هذا الشهر الكريم و
يفرضوا معها الشذوذ السّلوكي و اللهجة ( الماسطة ) و الألفاظ المستهجنة و
السيناريوهات العقيمة و الفاسدة ...
رمضان المعظّم ليس شهر اللّهفة والحشيشة ( رمضان
ما عندوش حشيشة ) و لا شهر التبذير و
تكليف الأنفس ما لا يُطاق ، و لا كذلك شهر ( التمخميخ ) و الإحتكار و غلاء الأسعار
..
رمضان شهر التعبّد و التراويح و الإعتكاف و حسن
الخُلُق و الإحساس بمعاناة خلق الله و مراجعة النّفس لمعاندة الهوى و الشيطان ، ،،
رمضان شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النّار ،،،، فهل نستجيب لهذا الدّاعي و
نقطع مع الموروثات الباطلة التي يصرّ ذوو الأنفس المريضة ترسيخها لدى عامّة النّاس
و العادات الفاسدة فنجدّد العهد مع دين الله لنصوم رمضان إيمانا و احتسابا ؟؟؟
هل نعظّم ( نحن التونسيّون ) رمضان هذه السنة ، هل
نقاطع برامج الفساد و الإفساد ، و ننبذ تفاهات و شذوذات – كاراكوزات – و أدعياء الثقافة
و التنشيط لنُقبل على ما ينفعنا في دنيانا و آخرتنا ؟؟ هذا ما نأمله و يأمله كلّ
عاقل و يعقد الهمّة للعمل عليه ..
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق