الثلاثاء، 13 مايو 2014

علـــمٌ خفّاقْ و شعب صفّــــاقْ

علـــمٌ  خفّاقْ و شعب صفّــــاقْ  بقلم منجي بـــاكير   تتناول معظم منابر الحوار و طاولات النّقاش من بعد الثورة ، كما تكتب كثيرا أقلام النّقد و الجدل السّياسي عن الشّخوص المشتغلين في الحقل السياسي التونسي سواء الفاعلين منهم أو المهمّشين و حتّى الهامشيين منهم ، و تتوسّع تشخيصا و تحليلا في ذات هذه الدّائرة ، غير أنّه من النّادر جدّا إذا لم نقل البتّة أن تتحدّث عن ما يشكّل – ضرورة ً – المرجعيّة الأولى و الأخيرة و المؤثّر الأكبر في كلّ تفاعلات و مستحدثات المشهد السياسي الجاري في البلاد ، لا تتوجّه الإهتمامات إلى كتلة العمق الشعبي و ما يعرف اصطلاحا : رأي الشّارع أو الرأي العام ّ . الرأي العامّ الذي  - من المفروض – أنّه هو من يسطّر الخطوط العريضة للمسار السّياسي و ما يقابله إجتماعيا و اقتصاديّا ، و هو من يصنع ( صدمات الرّأي ) التي تصلح اتّجاهات و توجّهات هذا المسار  و ترجعه إلى جادّة الصّوب كلّما انحرف به أعلام السّياسة عن المصلحة العليا للبلاد و العباد ، و هو من يحرس سلامة هذا المسارأيضا  و ثوابت الديمقراطيّة من التغوّل و الإنقلاب و من التفريط في المكاسب و المقدّرات الوطنيّة و يحميها  من السّرقة و الإختطاف من طرف الأباطرة و اللّوبيّات المحليّة و الخارجيّة ... لكــــــــنّ هذا العمق الشعبي فرّط في هذه الحقوق و ترك الأمور على عواهنها و لم يكلّف نفسه لا مراقبة و لا متابعة ما يجري على السّاحة السياسيّة علنا فضلا عمّا يُحاك سرّا و في مطابخ مغلقة و كواليس مظلمة . هنــــــا تستحضرنا نكتة نُسبت إلى المقريء عبد الباسط عبدالصّمد ، أنّه أثناء استقباله في مطار قرطاج و على نحو ما جرت عليه العادة ( السيّئة و المقرفة ) حينها و حتّى الآن بأن يصرّح الضيوف و خصوصا منهم الفنّانون بالجملة المعهودة و الممجوجة – أنا في بلدي التّاني ، شعب تونس شعب سمّيع ، شعب ذوّاق ...- غير أنّ ما نُسب إلى الشّيخ أنّه خرق المعهود و قال : علم خفّاق و شعب صفّاق ! بقطع النّظر عن الصّحة من  عدمها في ما روي ، إلاّ أنّ هذه الجملة – الإعتراضيّة – تلخّص وقتها حال الشعب المحكوم بدكتاتورية الرّجل الأوحد لا يكون إلاّ شعبا خانعا و يزيد خنوعه مع رضاءه بالأمر الواقع و انصرافه إلى حيثيّات حياته اليوميّة مسلّما مقاليد أمره إلى الحاكم الأوحد و المجاهد الأكبر و الشّهيد الحيّ ... هذه الحالة و بعد عصر الدكتاتوريّة الثانيّة و التي كانت أشدّ وطاً عليه و كانت أكثر ضراوة و إجحافا زادت من عقدة الخوف لدى نخب الشعب قبل عامّته و غرست في الشّعب فوبيا سياسيّة زادتها مشاكله اليوميّة و صعوبة لقمة العيش عمقا و حوّلتها إلى لامبالاة مزمنة لم تقدر حتّى تحولات ما بعد الثورة أن تشفيه منها الشفاء التام ،،، فبعد انقضاء ( فورة ) الثورة انسحب هذا الشعب من ساحة المشهد السياسي و لم يعد يحرّك ساكنا ،، لم يحرّكه ما تقترفه الأحزاب و المنظّمات من تلاعب بمصالحه و هويّته و دينه و طمس لأعرافه و لا ما يمارسه كثير من السّاسة من متاجرة بالمصالح العليا للوطن و مقايضة بمكاسب الثورة ، و لا يعنيه من حاد من نوّابه بالمجلس التأسيسي عن العهود و المواثيق و انخراط البعض منهم في مزايدات بورصة السياحة الحزبيّة و انفصالهم عن آمال و آلام ناخبيهم و ما تفعله أيدي الشركات المتعدّدة الجنسيّات في ثرواته من نهب ،،، هذا الشّعب ينسى و يتناسى كلّ يوم رموز مناضليه الواقفين شوكة في حلق العابثين و أزلام  الثورة المضادّة فيُتخطّف و يرمى به في السّجون .. هذا الشّعب لايعنيه ما يقوم به أباطرة التهريب من سرقة لقوته اليومي و تصديره و لا ما يدخلونه من سموم و موبقات إلى البلاد ، بل يتعاملون معهم في السّوق السّوداء – جهارا – و بكل رضى ليساهموا في ثراء و بروز طبقة جديدة من البرجوازيّة الوسخة أبطالها ( خلايق و خريجي سجون ) يزيد ون الطين بلّة ... شعب ترك أيقونات رعناء  تعربد في المشهد الإعلامي ليُعملوا كلّ أسباب الفتن و يزرعوا الفساد الأخلاقي صبحا مساء و يلمّعوا لصوص و مجرمي العهد السّابق . شعب من بعد ما قام بثورة نموذجيّة أدهشت الشعوب و القادة و باغتت أعتى المخابرات انتهى به الأمر بأنّ فوّض  أمره إلى وكلاء هم بدورهم أوكلوها إلى آخرين يأتمرون بأجندات لا و لن تتقاطع أبدا مع مصالح البلاد و العباد .. فهل لم يعد لهذا الشّعب إلاّ أن يكون ( صفّاقا ) أو خانعا مستسلما لما يقرّر له !؟؟



10 مقالات 10 علـــمٌ  خفّاقْ و شعب صفّــــاقْ

تتناول معظم منابر الحوار و طاولات النّقاش من بعد الثورة ، كما تكتب كثيرا أقلام النّقد و الجدل السّياسي عن الشّخوص المشتغلين في الحقل السياسي التونسي سواء الفاعلين منهم أو المهمّشين و حتّى الهامشيين منهم ، و تتوسّع تشخيصا و تحليلا في ذات هذه
الدّائرة ، غير أنّه من النّادر جدّا إذا لم نقل البتّة أن تتحدّث عن ما يشكّل – ضرورة ً – المرجعيّة الأولى و الأخيرة و المؤثّر الأكبر في كلّ تفاعلات و مستحدثات المشهد السياسي الجاري في البلاد ، لا تتوجّه الإهتمامات إلى كتلة العمق الشعبي و ما يعرف اصطلاحا : رأي الشّارع أو الرأي العام ّ .
الرأي العامّ الذي  - من المفروض – أنّه هو من يسطّر الخطوط العريضة للمسار السّياسي و ما يقابله إجتماعيا و اقتصاديّا ، و هو من يصنع ( صدمات الرّأي ) التي تصلح اتّجاهات و توجّهات هذا المسار  و ترجعه إلى جادّة الصّوب كلّما انحرف به أعلام السّياسة عن المصلحة العليا للبلاد و العباد ، و هو من يحرس سلامة هذا المسارأيضا  و ثوابت الديمقراطيّة من التغوّل و الإنقلاب و من التفريط في المكاسب و المقدّرات الوطنيّة و يحميها  من السّرقة و الإختطاف من طرف الأباطرة و اللّوبيّات المحليّة و الخارجيّة ...
لكــــــــنّ هذا العمق الشعبي فرّط في هذه الحقوق و ترك الأمور على عواهنها و لم يكلّف نفسه لا مراقبة و لا متابعة ما يجري على السّاحة السياسيّة علنا فضلا عمّا يُحاك سرّا و في مطابخ مغلقة و كواليس مظلمة .
هنــــــا تستحضرنا نكتة نُسبت إلى المقريء عبد الباسط عبدالصّمد ، أنّه أثناء استقباله في مطار قرطاج و على نحو ما جرت عليه العادة ( السيّئة و المقرفة ) حينها و حتّى الآن بأن يصرّح الضيوف و خصوصا منهم الفنّانون بالجملة المعهودة و الممجوجة – أنا في بلدي التّاني ، شعب تونس شعب سمّيع ، شعب ذوّاق ...- غير أنّ ما نُسب إلى الشّيخ أنّه خرق المعهود و قال : علم خفّاق و شعب صفّاق !
بقطع النّظر عن الصّحة من  عدمها في ما روي ، إلاّ أنّ هذه الجملة – الإعتراضيّة – تلخّص وقتها حال الشعب المحكوم بدكتاتورية الرّجل الأوحد لا يكون إلاّ شعبا خانعا و يزيد خنوعه مع رضاءه بالأمر الواقع و انصرافه إلى حيثيّات حياته اليوميّة مسلّما مقاليد أمره إلى الحاكم الأوحد و المجاهد الأكبر و الشّهيد الحيّ ...
هذه الحالة و بعد عصر الدكتاتوريّة الثانيّة و التي كانت أشدّ وطاً عليه و كانت أكثر ضراوة و إجحافا زادت من عقدة الخوف لدى نخب الشعب قبل عامّته و غرست في الشّعب فوبيا سياسيّة زادتها مشاكله اليوميّة و صعوبة لقمة العيش عمقا و حوّلتها إلى لامبالاة مزمنة لم تقدر حتّى تحولات ما بعد الثورة أن تشفيه منها الشفاء التام ،،،
فبعد انقضاء ( فورة ) الثورة انسحب هذا الشعب من ساحة المشهد السياسي و لم يعد يحرّك ساكنا ،، لم يحرّكه ما تقترفه الأحزاب و المنظّمات من تلاعب بمصالحه و هويّته و دينه و طمس لأعرافه و لا ما يمارسه كثير من السّاسة من متاجرة بالمصالح العليا للوطن و مقايضة بمكاسب الثورة ، و لا يعنيه من حاد من نوّابه بالمجلس التأسيسي عن العهود و المواثيق و انخراط البعض منهم في مزايدات بورصة السياحة الحزبيّة و انفصالهم عن آمال و آلام ناخبيهم و ما تفعله أيدي الشركات المتعدّدة الجنسيّات في ثرواته من نهب ،،،
هذا الشّعب ينسى و يتناسى كلّ يوم رموز مناضليه الواقفين شوكة في حلق العابثين و أزلام  الثورة المضادّة فيُتخطّف و يرمى به في السّجون ..
هذا الشّعب لايعنيه ما يقوم به أباطرة التهريب من سرقة لقوته اليومي و تصديره و لا ما يدخلونه من سموم و موبقات إلى البلاد ، بل يتعاملون معهم في السّوق السّوداء – جهارا – و بكل رضى ليساهموا في ثراء و بروز طبقة جديدة من البرجوازيّة الوسخة أبطالها ( خلايق و خريجي سجون ) يزيد ون الطين بلّة ...
شعب ترك أيقونات رعناء  تعربد في المشهد الإعلامي ليُعملوا كلّ أسباب الفتن و يزرعوا الفساد الأخلاقي صبحا مساء و يلمّعوا لصوص و مجرمي العهد السّابق .
شعب من بعد ما قام بثورة نموذجيّة أدهشت الشعوب و القادة و باغتت أعتى المخابرات انتهى به الأمر بأنّ فوّض  أمره إلى وكلاء هم بدورهم أوكلوها إلى آخرين يأتمرون بأجندات لا و لن تتقاطع أبدا مع مصالح البلاد و العباد ..
فهل لم يعد لهذا الشّعب إلاّ أن يكون ( صفّاقا ) أو خانعا مستسلما لما يقرّر له !؟؟

ليست هناك تعليقات: