حرّية ضميروتحجير التكفير فإلى أين يريدونها أن
تسير
بقلم / منجي بـــاكير
بشهادة الخبراء و العارفين و حتّى عوامّ
المتابعين كانت صياغة دستورنا المرتقب و الذي استهلك رقما قياسيا في الزمن و كلّف
المجموعة الوطنيّة كمّ
ا هائلا من المال ، قلت بشهادة كلّ من اهتمّ بمسار هذا الدّستور يخرج بميزة فارقة فيه و هو أنّه دستور جاء على المقاسات و المقايضات ، دستور ماركة مسجّلة تحت عنوان - عدّيني و نْعدّيك - إعطني فصلا أعطيك مقابله فصلا آخر ،، دستور- ترضيات و اتّقاءً للتنغْنيغات و البَكْيات و التهديدات بمختلف أشكالها و أنواع أصحابها ..
ا هائلا من المال ، قلت بشهادة كلّ من اهتمّ بمسار هذا الدّستور يخرج بميزة فارقة فيه و هو أنّه دستور جاء على المقاسات و المقايضات ، دستور ماركة مسجّلة تحت عنوان - عدّيني و نْعدّيك - إعطني فصلا أعطيك مقابله فصلا آخر ،، دستور- ترضيات و اتّقاءً للتنغْنيغات و البَكْيات و التهديدات بمختلف أشكالها و أنواع أصحابها ..
دستور ارتقبنا منه الكثير ، و ارتقب منه الشعب
في عمقه و في كثير من مكوّناته أن يصالح هذه البلاد مع هويّتها و دينها و ينقذها
من تغريب عقود من الزّمن ، دستور يحُول دون دكتاتورية الأفراد و الجماعات والأحزاب
و المِهن و يمسح أو أو يقلّص على الأقلّ الفوارق بين طبقات المجتمع و يؤسّس لدولة
قانون يهمها شعبها و يهمّها ما يتوق إليه
و تردّ الإعتبار للمهمّشين أفرادا و جهات و تبسط العدل و المساواة و تقطع دابر
المحسوبيّة باستنادها إلى ما يترتّب عن هذا الدستور ...
لكـــــــــــــن ما حصل و يحصل أنّ هذا
الدّستور أرادت له ( فئة متربّصة ) لا رصيد لها شعبيّا و لا شرعيّة انتخابيّة كبرى
تخوّل لها حتّى التدخّل فضلا عن تولّي الصّياغة ،، فئة تنفّذ أجندا مسطورة و
موجّهة سواء من بقايا التطرّف و الشذوذ الفكري أو من وراء البحار .
دستور يفصّل في بنوده في محدوديّة يغيب فيها بعد
النّظر و لا يأخذ بعين الإعتبار ما يمكن أن يترتّب على صياغةٍ قد يصل عمرها
الإفتراضي عقودا أخرى من الزّمن و يصل إلى أجيال أخرى ..!
و لعلّ من بين ما يمكن أن يعاب على هذا الدّستور
هو إقحام ( حريّة الضمير ) التي لا تجد حاضنة شعبيّة لها و لا مُستندا ما عدا ما
يحمله من أشرنا لهم من الفئة المتربّصة و التي تتبنّى الحداثة في مفهومها العبثي و
اللاّمدروس و لا مشروط – مفهوم أصبح الآن يرفضه علماء و عقلاء من نقلوا عنهم هذا النّقل
الماسخ للحريّة عموما .
ما يُعاب على الدستور أيضا - مجاراة مع حريّة
الضمير- أنّه يجرّم التكفير ليفتح الباب على مصراعيه للسّلوك و الدعوة إلى الكفر بدين الله بضمانة
دستوريّة صريحة و لايحمي في الآن نفسه مقدّسات الشعب ، بل يشعل لها ضوءً أخضر باسم الحداثة و الإنفتاح ،،
فماذا ينتظر من ساهم في مثل هكذا دستور سواء ممّن يعيشون حاضرا أو ممّن سيأتي من
الأجيال اللاّحقة ؟؟ أيريدون أن يوقعوا
شرّ البلايا بين مواطنيهم و أن يحدثوا صراعا لا يتحدّد توقيته و لامداه و لا حجمه
؟ أم هل يعوّلون على أنّ هؤلاء و غيرهم ممّن سيأتي من بعدهم سيرضون بواقع الأمر و
يرضون بديانتهم تنتهك و مقدّساتهم تستفزّ ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق