الإعلام : الوعي و الوطنيّة أوّلا ثمّ الحريّة
لاشكّ و لا اختلاف على الضرورة الواجبة لحرّية
الاعلام و استقلاليته ، ولا اختلاف على ان الاعلام في كل دولة لا يؤتي رسالته على
الوجه الأكمل الا متى تحرّر و أمكن له ممارسة نشاطاته في مناخ لا تكبيل فيه و لا تجريم لإبداء الرأي و تداول المعلومة و
الكلمة ...
لكن هذه الحريّة لها مفهوم ، و لها منهج و لها
خطوط عريضة و ضوابط ترسمها المصالح العليا للوطن و خدمة مواطنيه في تناسق مع الوضع الداخلي
و الخارجي لهذا الوطن و لهؤلاء المو اطنين و في توافق مع متطلّبات الأوضاع
السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الأمنيّة الجارية ،،،
فلابد للإعلام أن يكون وطنيّا بدرجة –امتياز- و
بذلك لا يمكن له أن يصوغ أو ينشر أو يسوّق إلاّ ما يخدم المصلحة العليا للوطن و لا
يعمل إلاّ لصالحه دون سواه .و أن يكرّس العناوين العريضة للعمل الإعلامي في خطّ
موحّد لتوحيد الصفوف و تقريب الآراء و وجهات النظر المختلفة و أن يساهم في بناء
الوطن و نهضته، شأنه شأن كل القوى الفاعلة الأخرى و أن يحرص على أن يكون أداة بناء
لا معول هدم و تقويض،،،
كذلك يجب أن يكون واعيا بدقائق و حقائق المرحلة
التي تمرّ بها البلاد و أن يقدّر الظروف
الآنية و المستقبلية التي تعيشها و أن يستشرف
القادم . و على ضوء هذا يكون رصده للأحداث و تحليلها و تقييمها و نشرها ، إذ أنّه
لا يحقّ له بأي حال من الأحوال أن يساهم في نشر القلاقل أو أن يزرع الفتن أو أن
يفرّق الإجماع بدعوى الحريّة الإعلامية و لا أن ينحاز إلى حزب أو أجندة دون أخرى و
لا أن يركن إلى رايات أجنبيّة . كما يجب على الإعلام أن يكون على وعي تامّ بكل ما
يحدق بالوطن من أخطار داخلية و خارجية و أن يمتنع عن تذكية ما من شأنه أن يزيد في
تعميق الهوّة أو ما يُحدث الانقسام أو ما يهيّج الرأي العام و يدخل الوطن في دوائر
الفوضى و التّشتيت و التسيّب .
في هذا الإتّجاه و فيه فقط يجب على الإعلام أن
يبني سياسته و أن يمارس عمله و أن يوجّه كل أبجدياته المهنيّة و بذلك يكون أفضى
إلى دائرة الإستحقاق .. استحقاق الحريّة . و عندها يحوز على قاعدة شعبيّة تشدّ
أزره و تعاضد مساره و تدافع على استقلاليّته و حريّة نشاطه ..
هناك تعليق واحد:
هذا ما ينقص إعلاميينا الذين تخندقوا وراء أجندات مشبوهة داخليّا و خارجيّا يحرّكهم المال و يغيب عنهم - الضمير ...
إلاّ من رحم ربّي .
إرسال تعليق