القصبة : إنتصار الشعب ، إستفادة النّهضة و سقوط
دراويش الإنقلاب
بقلم / منجي باكير
عُمرت السّاحات حتّى اكتضّت ، جاءتها جموع
التونسيين من كلّ حدْب و صوبٍ يجمعهم حبّ هذا الوطن العزيز و الدّفاع على رايته
خفّاقة برغم الدّاء و الأعداء ، جاؤوا يحملهم إيمانهم و إصرارهم على تثبيت شرعيّة
كانوا هم من أمضى مصداقيّتها و تعاهدوا على عدم ترك تونس لعبة تتقاذفها أهواء حفنة
من الموتورين و المأزومين و السّاقطين من صناديق الإقتراع ، جاؤوا زاحفين إلى
ميدان الوحدة الوطنيّة مهلّلين و مكبّرين متطوّعين
غير مدفوعين و لا مدفوعي الأجر ومتكبّدين مشاقّ السّفر و جوع و عطش الشهر الكريم فقط لأنّهم يحملون بين جنباتهم إيمانا صادقا بأنّهم هم الأصل ، هم عُمّار هذه البلاد و أهلها و ليس لأحد من دعاة الإنقلاب الحقّ أو غيره في تنصيب نفسه وصيّا على يريدون ...!
غير مدفوعين و لا مدفوعي الأجر ومتكبّدين مشاقّ السّفر و جوع و عطش الشهر الكريم فقط لأنّهم يحملون بين جنباتهم إيمانا صادقا بأنّهم هم الأصل ، هم عُمّار هذه البلاد و أهلها و ليس لأحد من دعاة الإنقلاب الحقّ أو غيره في تنصيب نفسه وصيّا على يريدون ...!
فكـــــــانت الرّسالة واضحة و جليّة حتّى لمن كان
في قلبه مثقال ذرّة من شكّ ، و كانت رسالة حاسمة بالغة المضمون قبل الشكل ، تجمّع
الشعب ، كلّ أبناء الشعب و من كلّ الطبقات و من كل العمق بدون نخبويّة و لا انتقاء
فكانوا صورة مصغّرة للشعب التونسي بأزقّته وبأحياءه و قراه و مدنه ، جاءت هذه
الحشود لتآزر خطاب الإعتدال و الدّعوة إلى التجميع و نبذ الفرقة و التصدّي لآلة
الإرهاب التي يجتهد دعاة الردّة و أعداء الثورة في زرعها ، جاؤوا فاستمعوا إلى
فسيفساء الأحزاب و المجتمع المدني الصّادق و البنّاء و الرافض للغة الترهيب و
التبشيرو بالخراب والترويج للعدميّة و إحداث الفراغ ، حشود استقطبها النّداء الذي يعبّر عن
طموحاتها و يشاركها ما تصبو إليه و ترى أنّه من جنس ما تسعى إليه في مواصلة المسير
و البناء لا الخطابات الإقصائيّة و الإنتقائيّة التي تستثنيه و تنصّب حفنة من
المأجورين ليشهدوا زورا و بهتانا على رغبات الشعب الحقيقيّة ...
و بهذا كانت القصبة إيذانا بانتصار الشعب و أنّ
كلمته هي الفاصل و الخطّ الأحمر و المنطقة المحرّمة على المتمعّشين و العاملين على
أجندات مشبوهة و المهرولين إلى كراسي الحكم عن طريق الإنقلاب على الشرعيّة و ضدّ
الإرادة الشعبيّة ،،،
أمّا حزب النهضة فكان له كما دائما حظّا وفرا من
هذه التظاهرة العملاقة ، حيث أنّ كلّ مرّة يناصبها فيها دراويش السّياسة و دخلاءها العداء بطبيعة
حركاتهم الإنفعالية و الموبوءة و التي لا تنطلق من قواعد الشّعب و المُسْقطة
إسقاطا فإنّهم و بحكم ضلالتهم السياسيّة و ضعف إدراكهم الحسّي لها و رعْونة
تعاطيهم مع الأحداث يحصدون خيبة جديدة تضاف إلى مسلسل خيباتهم القديم لتتحوّل
نتائج ما خطّطوا له و دفعوا له و جنّدوا له و أجّروا إلى رصيد جديد من التعاطف و
الإلتفاف حول حزب النّهضة و مزيدا من النجاحات و الإنتصارات لها ، نتائج تتحصّل عليها بلا جهد و لا عمل
...!
فهل وعى من اختاروا صفّ المعارضة حجم و فداحة ما
كانوا يعملون عليه ، و هل لامسوا حقيقة مدى بُعدهم على الشّعب ؟ و هل أدركوا عقوبة
من يخرج عن دائرة الإجماع الوطني و التمسّك بأوهن خيوط الممارسة السياسيّة و
استبدل أصول و قواعد الصراع الديمقراطي النّزيه بلغة و فعل البلْطجة و الإستقواء و
الإقصاء ؟؟
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم اخي منجي
أرجو ان يكون الشعب التونسي الشقيق على وعي بما يحاك ضد ثورته والا يسقط في افخ الذي وقع فيه اخوتنا المصريين
وحدها الصناديق الفيصل ان كانت الديموقراطية هي الفيصل فعلا
محمد أيت دمنات
عيدك مبروك
تقديري لقلبك الحامل هموم الأمّة و الوطن و لقلمك القويم ،،،
كما تعلم أخي ( الحرب شاملة ) على الإسلام و المسلمين و الإسلاميين في كل رقع الأمّة حتّى بتمويلات من بني جلدتنا و بحرك ارتدادي تقوم به حفنات الانقلابيين و المحربين لشرع الله و دينه ،،،
نرجو أن تتكاتف الجهود و تتوالى اليقظة و تتعزّز الهمم للتصدّي لهذه الهجمات و إبطال مفعولها نصرا و انتصارا لله ...
شكرا لزيارة أثلجت الصدر
منجي
إرسال تعليق