الاثنين، 1 يوليو 2013

المعارضة التونسيّة : غباء و غوغائيّة


المعارضة التونسيّة : غباء و غوغائيّة
بقلم / منجي بـــــاكير

من الثّابت قطعا بالدّلالة و التجربة أنّ أيّ نظام حكم في أيّ بلد مّا لا يستطيع أن يقوم على أسس صحيحة و لا يمكن له أن يؤتي نتائجه المرجوّة و التي تعود على الشعب بجملة من المنافع السياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و كذلك في مجال الحقوق و الحريّات ، لا يستقيم هذا النّظام و لا تقارب فيه الحياة الديمقراطيّة خطوط المطلوب بالضرورة إلاّ متى
كانت هناك مقابل هذا النّظام الحاكم معارضة على قدْرٍ من قوّة التمثيل الشعبي ، التنظّم الهيكلي و التمكّن المعرفي  و أيضا حذق الفعل السياسي – تشخيصا و تعبيرا -و معرفة شؤون الديبلوماسيّة و الإجتماع و الإقتصاد و الإلمام بشأن الوضع الدّاخلي للبلد  ،،،،
لكــــــــــنّ المتابع لمجريات الحياة السّياسيّة في تونس عموما و عمل ما يسمّى ( معارضة ) يكاد يجزم أنّ الإسم لا يقابل المسمّى و لا يجد أثرا لأعمال يصحّ أنّْ يطلق عليها أنشطة  معارضة أو مواقف معارضة  ، بل يجد جماعات أو أحزاب أسقطت أنفسها إسقاطا و لم تنبع من قواعد شعبيّة راسخة تستمدّ منها قوّة وجودها و تفرض باسمها تصوّرات و حلول المرحلة كما أن عملها ينحصر في جملة من ردود أفعال متضاربة لا تحكمها مرجعيّات ثابتة و لا تحمل معها أصول و مهنيّة الإشتغال السياسي في ميدان المعارضة ، بل هي لا تعدو أن تكون تشنّجات و مهاترات أو رصدٌ لبعض أخطاء الترويكا الحاكمة يتولّى بعض منتسبيها تقديمها في بلاتوهات الإعلام المرئي  أو نشرها في الصّحف أو صفحاته الشخصيّة في الفيس بوك  بطرق هزيلة و هزليّة لا ترتقي إلى مستوى الإقناع كما  تسقطهم أحيانا  في دائرة الغباء السياسي و الجهل المعرفي بحقائق الأمور و كثيرا ما تذهب فوائدها – إن حملت معها فوائد - إلى النّظام الحاكم ليستثمرها في صالحه و يتدارك بها ما غفل عنه ...كما أنّ غباء هذه المعارضة يتجلّى في افتعال القلاقل و البلابل و الأكاذيب التي قد تأخذ بهرجا و حيّزا من الإهتمام من بعض الشّعب حينيّا  لكنّها مع عامل الزّمن لا تلبث أن تفقد بريقها و فاعليّتها و تنجلي حقائقها لتجني المعارضة من راءها أكثر نقمة شعبيّة و أكثر ابتعادا على الرأي العامّ .
هذا الغباء الذي يرافق عمل المعارضة يمكن أن يجد له مكانا للتبرير إذا ما جعلنا في الإعتبار حداثة – فعل المعارضة – بعد عقود الجمر و الدكتاتوريّة و سياسات التكميم و الحديد و النّار التي مرّ بها الشعب التونسي ككلّ و النخبة بالأخصّ ،، و يمكن أن  نترقّب تحسّنا ، لكن الوصمة الثانيّة - و المؤسفة جدّا - التي تحفّ هذه المعارضة و شخوصها و التي نقصد بها (( الغوغائيّة )) ، غوغائيّة التفكير ، غوغائيّة المواقف و  غوغائيّة الأداء و مردّهم الفراغ و الإفلاس من منطق الحجّة و قوّة البرهان التي يترجمها أعلام المعارضة إلى تهريج و مقاطعات أو فوضى و صياح وشتائم و تشويش عوَض اللّجوء إلى الأدوات الديمقراطيّة و التي تقتضي في أوكد مبادءها الإستماع إلى المخالف و السّماح له بإبداء وجهة نظره أو بسط مشروعه ،، ثمّ في حالة الرّفض توخّي أساليب التفنيد و الإعتراض المشروعة ديمقراطيّا و حضاريّا لإقامة الحجّة و البرهان ...أو البناء عليه في صورة صحّته و صدقه و هذا ما يضفي على المعارضة صبغة – الوطنيّة – و ينفي عنها الإنتهازيّة و إعمال معاول الهدم لمجرّد  النّكاية بالسلطة الحاكمة ..و هذا أيضا ما يؤهّلها لكسب الرأي العامّ الشعبي و يجعل منها أهلا لأن  تكون البديل القادم ...
فهل ستتخلّص – المعارضة – من هذه المكانة الرديئة و توحّد جهودها و وجودها و تعمل على الإرتقاء في تفكيرها ، تشخيصاتها و تدخّلاتها على طريقة المعارضات الصّحيحة في الديمقراطيّات العريقة ؟ أم ستبقى على غباءها و غوغائيّتها لتكون كرة تتقاذفها الأهواء و التشغيل عن بُعد لتحصد في الأخير كمّا من الأصفار و الفواصل كنتيجة للإنتخابات القادمة ؟؟؟ هذا ما سيخبرنا به قادم الأيّام ..



ليست هناك تعليقات: