الزّمن الجميل : فكر و حضارة و مدنيّة
الزّمن الجميل ، هو ذاك الزّمن الذي ارتحل عنّا
توقيتا لكنّه بقي حلما جميلا في جزئيات البعض منّا ، الزّمن الذي سعى أسلافنا إلى
تأثيثه بكلّ عناية و دقّة و ذوق و أدب و جماليّة فسجّلوا بذلك
في التاريخ أجمل البصمات الحضاريّة و المدنيّة العلميّة ، بصمات تداعت لها همم كثير من مفكّري الحضارات الأخرى لتغرف من معينها الصّافي فكرا ، ثقافة ، سياسة ، أدبا و علوما في كثير من المجالات فأقحمتها في مراجع شعوبها و تناولتها بالبحث و التحقيق و التدقيق ثمّ أضافت لها بعضا من لمسات التحيين حتّى أصبحت كأنّها وليدة و سليلة حضاراتهم و بإمضاءاتهم بينما فصمْنا نحن العروة الوثقى التي تربطنا بهذا الإرث العظيم و الجميل و انشغلنا بالتناحر و التجافي و الإستقواء بالأمم المعادية على بعضنا و أعلنّا حربا شعواء على ماضينا حتى ابتعدنا عنه و حقّره الغرب في أعيننا حتّى صار عقدة عندنا و مركّبا من النقص و التخلّف ، ،،
في التاريخ أجمل البصمات الحضاريّة و المدنيّة العلميّة ، بصمات تداعت لها همم كثير من مفكّري الحضارات الأخرى لتغرف من معينها الصّافي فكرا ، ثقافة ، سياسة ، أدبا و علوما في كثير من المجالات فأقحمتها في مراجع شعوبها و تناولتها بالبحث و التحقيق و التدقيق ثمّ أضافت لها بعضا من لمسات التحيين حتّى أصبحت كأنّها وليدة و سليلة حضاراتهم و بإمضاءاتهم بينما فصمْنا نحن العروة الوثقى التي تربطنا بهذا الإرث العظيم و الجميل و انشغلنا بالتناحر و التجافي و الإستقواء بالأمم المعادية على بعضنا و أعلنّا حربا شعواء على ماضينا حتى ابتعدنا عنه و حقّره الغرب في أعيننا حتّى صار عقدة عندنا و مركّبا من النقص و التخلّف ، ،،
لكــــــن الأغرب و الأنكى أنّنا و في انفتاح
أعمى على الغرب و حضاراته تلهّفنا على القيم الحضارية في قوالب جاهزة كان أكثرها
منقولا من الحضارة العربية الإسلامية غير أنّه صيغ بطابع غربي ! وانفتحنا على
العلوم و الثقافات في انبهار
و في استهلاك باعتقاد راسخ أنّ الغرب هو أبو
التقدّم و صانعه و أنّ ماضينا مظلم ، متخلّف قاطع الجهل و عدوّ التحضّر و المدنيّة
.
المرحلة تستدعي من علماءنا و عارفينا و مؤرّخينا
إقبالا على الغوص في ماضينا ، ماضي الزمن الجميل للتنقيب و التحقيق و التحيين لتراثنا
الفكري و الثقافي و العلمي و الحضاري و ذلك بهدف جليِ الحقيقة و وضْع الأمور في
نصابها ، أوّلا للحقيقة و التاريخ و ثانيا لردّ الإعتبار لجهد من الكنوز غمره
الإتلاف والإهمال و التزييف أمّا ثالثا فوصْل هذا التراث بالحاضر و العمل على
تنميته والعمل على مواكبته للعصر حتّى يعطي الدّفع للأجيال القادمة وينمّي فيها
الثقة بالنّفس ليبعث فيها روح النّخوة و
الإعتزاز بالماضي ويحثّها على الخلق و الإبداع من جديد في ندّية و منافسة للأمم و
الحضارات الأخرى ،،
منجــ *باكيــر
*ـــي
هناك 13 تعليقًا:
مساء الخير سيدى العزيز ربما انت وضعت يدك على الجرح ..الفرق بين الغرب وبين العرب انهم صنعوا من حضاره حاضرا لهم ومستقبل لاجيال قادمه وعملوا على ان يعيش الانسان حتى لو كان الثمن طمس هويات اخرى ولكننا نحن العرب لازلنا نتغنى بحضاره ونحن نقف هذا اذا لم نكن نركض للوراء ...ولهذا نحن دائما نتغنى بالزمن الجميل بينما الغرب يعتبر كل زمن اجمل من الذى يليه ...ادامك الله لنا عزيزى لانك تعيدنا الى زمن لن يتكرر ...الزمن الجميل
منجى
اضم رايى الى الحبيبه الشاملة المواهب غادتنا غاده
فعلا نحن العروة الوثقى التى تربطنا بهذا الارث
ارث لن يعوض ولن يتكرر
صدقنى منجى كلما سمعت الى صوت كوكب شرقنا ام كلثوم او قرات لعميد ادبناالعربى طه حسين او رائد فكرنا توفيق الحكيم او سمعت لفارس قادتنا عبد الناصر اجد دمى يقشعر وعينى تذرف دمعا على مافات وبغضى على كل ماهو آت
خاطرة بديعه وفريدة
الفاروق
السلام عليكم
إن حقنا " تراثنا " محفوظ لدى الغرب كما قلت غير أنه صيغ بطابع غربى..وأحيانًا يبقى كما هو عليه ويشــار إلى علماء العرب فيه وندرسه نحن بلغتهم...
إذًا العالم يعلم من هم أجدادنا ولكن لا يعلمون من نحن الآن...
نحتاج لأن نركز على ثالثًا..أن نوصل التراث بحاضرنا..فبذلك نضمن حقنا فى الماضى والحاضر ويكون لنا بصمة فى المستقبل.
كالعادة تدوينة رائـعة
تحياتى
السلام عليكم...
استحضرت وأنا اقرأ تدوينتك هذه تعليقات بعض من أصدقائي المتابعين في مدونتي...
جاء في تلك التعليقات دعوة لأن نختار من تراث الغرب ما ينفعنا وما يفيدنا بدلا مما هو حادث الآن من انسياق أعمى وراء كل ما هو غربي وبالذات توافه الأمور...
إن اتباعنا للغرب في زماننا هذا واجب بشرط أن يكون ذلك منضبطا بقواعدنا الإسلامية التي يمكننا من خلالها أن نصبح أفضل من الغرب ولا شك.
الانبهار بالحضارة الغربية مشكلنا الوحيد، لكن لو أننا أخذنا ما يخدم تراثنا وقيمنا فحسب فهذا عين الصواب، والحكمة ضالة المؤمن..
موضوع جميل وموفق.
مع التحية
غاده عيسى
أوافقك في ما ذهبتِ إليه ، غير أنّني أؤكّد على أننا لنا امتيازا أن لنا ماض نستند إليه ، لكن هذا الماضي حقّه الغرب في أعيننا و سلّمنا أمورنا له ليصنع لنا تعليمنا و يكتب لنا تاريخنا على هواه و يتحكّم في اقتصادنا و يوجّهنا نحو مصالحه و يقطع عنّا باب التجديد و الإجتهاد في العلوم حتى نبقى رهائن عنده ،،
المطلوب هو إحياء الزمن الجميل لوصله بالحاضر و إعمال العقل لبناء الحاضر ..
وافر التقديري و المحبّة
faroukfahmy58
تقريبا يا صديقي وجدت نفسي ( الزمن الجميل ) فيك يا فاروق ،،
تجتمع حروفنا كما كلماتنا كما آمالنا ، كما آلامنا في سياق واحد وهو الحنين إلى ماضي الزّمان ، فقط لأنّنا نعرف أنّه العصر الذهبي ، هذا لا يعرفه و لا يقتنع به كثير من الجيل الجديد ، لكن يبقى الحبّ و الحنين قائما فينا ،،
أسعدك الله ، لأنّك تسعدني بتواجدك حذوي في الزمن الجميل ، و تبقى أنت الأروع !!
صاحب الزمن الجميل
habiba
و عليكم السلام أختاه .
نعم لسنا دعاة غناء على الأطلال ، و لسنا ممّن يقيم الجنائز على ماضي الزّمان ، لكن لسنا كذلك ممّن يغيب عليه أصول حضارة كانت نبراسا يُهتدى بها في ظلام الحضارات الغربيّة التي كانت لا تعترف بكرويّة الأرض و تحرق من يقول ذلك ، في اظلام الحضارة الغربيّة التي كان جزء من علماءها يبحث هل المرأة كائن بشري تنتمي إلى الإنسانيّة أم هي غير ذلك ،،
نعم هم عملوا على الخروج من دائرة الجهل و اجتهد علماءها التنوريين و المستشرقين منهم من عن إقامة نقطة ارتكاز أوصلتهم للعلوم الحديثة و ذهب آخرون يطمسون آثار نقلهم و تزييف أصولهم العلمية و الحضاريّة و أخيرا أقنعونا أنّنا لا ماضي لنا و أن ماضينا سواد و جهل و تخلّف و نساء و حروب و نهم ،، ألا ترين صور العربي في أفلام هو ليود العنصريّة !!
من الواجب على كلّ النّخب المثقّفة و التي تؤمن بهذه الأمّة و كلّ من موقعه أن يصحّح و يجدّ و يحيّن ليواكب و يتجاوز أيضا !!
شكري و تقديري
Bahaa Talat
أخي بلال هناك خطّ فاصل بين الحضارة و المدنيّة ، فالحضارة هي تلك القيم و الموروثات و التقاليد الثقافية و الأخلاقيّة و السّلوكيّة و هي لا تهمّنا و لا تنفعنا و لسنا في حاجة لها لأنّنا أمّة أعزّنا الله بالإسلام و و أدّبتنا السنّة و نظّمت حياتنا آيات القرآن الكريم و نوّر دروبنا مشائخنا و علماءنا ،،،
أمّا المدنيّة فهي تعني ذلك الحيّز من العلوم و المعارف الصناعية و الطبيّة و التكنولوجيّة وما شابه ، هي ملك أمميّ و هي ضرورة لاستقامة الحياة ما لم تكن وسيلة من وسائل الإفساد و ما لم تؤدّي إلى محرّمات و نواهي شرعيّة ، فمن واجبنا ، أقول من واجبنا الأخذ بها و تعلّمها و العمل على تطويرها و تطويعها للأمّة و للدّين ،،
وافر التقدير و المحبّة
رشيد أمديون. أبو حسام الدين
نعم ما ذهبت إليه عينت الصّواب ،، يجب علينا الأخذ بأسباب الرقيّ العلمي و المدني و الإنخراط في دوائر الإنتاج و الإكتفاء الذاتي في الإستهلاك و الانفتاح البيني ، أي انفتاح كنتونات الدول الإسلامية على بعضها و توظيف مقدّراتها لخدمة المجموعة ككلّ ،،،
هذا المطلوب و إن كان صعب التحقيق حاليا للموانع السّياسيّة فإنّه يسهل عندما نتوجّه إلى الإنفصال على الثقافات الغربية و السياسات الغربيّة و حكم بنوك الإقتراض العالميّة ،
الله المستعان
شكري و كثيرا من التقدير
لكل أمة حضارة. تشوه منها ما تشوه. وبقي بعضه ناصع البياض.لو عدنا لكتب التاريخ لأذهلنا اي مجد كنا به وأين أصبحنا الان
كنا نصدر الحضارة والعلم لكل ارجاء الدنيا. والان نستورد المتهالك المريض.
في نظري يجب أن نبدأ ببناء قاعدة قوية لجيل سينشأ ويتربى وهو يشاهد ضعفه وضعف امته. بتنظيف التاريخ مما علق به من كلام المتشرقين وتقديمه له على الحقيقة مهما كانت الحقيقة.
وربطه بشؤون حياته وممارساته الدينيه. وكيف ان هذا التراث كان هو مجد الأمه وبه حكموا بقوة الدين وعدله.
لك تحياتي عزيزي الكريم.
تلكـ حياة وهذا زمن .. نتمنى ان نعود ادراجنا صوبه بكل ما نحمل من قوى .. نريد ان نعيد تشكلاتنا من جديد فيه لنعود منه محملين بافتراضية الاشياء التى خال لنا ذات زيف انها كانت الزامية بحياتنا الدُنا .. آهٍ حقـًا لو استطعنا العودة ونهل كل الجمال الذي كان بهذا زمن ..
شلم قلمكأ وفكركـ ي منجى .. ودمت لنا وحرفكـ لنا دام ..
تحياتي و تقديري لكلّ الأقلام التي أدلت بآراءها و ساهمت في إثراء الموضوع ..
إرسال تعليق