يا وطني ،، يا وَجعاً و أملا
يادرّة في عقد وطني الأكبر ،، أنا مثقل ٌٌ بالهموم ، تجتاحني الجراحات
تلفّني الأحزان حتى تذيب منّي قلبي و تعتصره اعتصارا .
يامن لممت بين جنبيك أهلي و أحبّتي منذ سابق الأزمان فوق أرضك
الضاربة في عمق التاريخ
ابتُليتَ بمن دنّس طهرك ، عنّف تاريخك ، لوّث عفّتك وأذلّ أهلك
كم صبرت يا وطني الأصغر ، كم عانيت من الظلم و الإستبداد
وكم تجرّع أهلوك فوق أرضك من الهوان و القهر حتى صاروا
جُثثا يملؤون طرقاتك و أزقّتك ، يمشون و لا يدرون ،يعيشون
غير أنّهم ميتون ..
حُرموا من خيراتك ، حُرموا من ترابك ، من بحرك ، من هواءك
لأنّ كل ذلك في لحظة ظلماء صار مُلكا لعصابات الليل ..!
عصابات تحكّمت في البلاد و الرقاب ظلما و قسراً و بدون وجه حق ّ
فقط لأنهم من سلالات البلاط .
خبزك يباع
و هواؤك يباع
عرضك ملك مشاع
كل ذلك باسم النزعة السياحية
***
هويتك فعل معتل
سربالك مبتل
و البقاء للسائح المحتل
و لا تنس أن أمتك عربية ...
وكما عادتك حرّضت تربتك أهلي و أعلمتهم أن العيش بلا كرامة
ذلّ ومهانة وعلّمتهم عنوان الشهامة :
عش عزيزا أو مت وأنت كريم *** بين طعن القنا وخفق البنود
انتفض أهلي و أحبّتي و قاموا ليغتسلوا من هذه المهانة التي رافقتهم
لزمن طويل ، فاستجابوا لنداء :
حماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمــن
لقد صرخت في عروقنا الدما نموت نموت ويحيا الوطن
لتدو السماوات برعدها لترم الصواعق نيرانها
انتفضوا و خرجوا في عفويّة و بلا تقنينات و لا تنظيرات ،، خابت مساعي
كلّ المنظّرين كما في كل الوطن الكبير ، خابت مساعي سكّان لندن و غيرها
المتمترسين في خنادق الشاليهات و الغارقين نضالا في صالونات الشاي ،،،
و أشياء أخرى .!
انتفض أهلي و أحبّتي ،، لكنّ يد الحديد و النّار كانت تترصّدهم فأعملت
وحشيّتها و حقدها في الصدور العارية و الأيدي التي ارتفعت لتزيل عن وجوهنا
ذلاّ كسانا لسنين طوال ،،،
و للحريّة الحمراء باب بكل يد مضرّجة يدقّ
... و برغم الجراحات ، برغم الأخاديد شكرا لك يا بلدي !
شكرا لك لأنّك أشعلت الشرار ة و أعطيت الإشارة لباقي الأوطان !
شكرا لك لأنّك علّمتنا انّ للباطل نهاية ، و أن الحق لا يضيع عند طالبيه
و أن العيش بكرامة شعار من ادّعى الإنسانية !!!
المسيرة ابتدأت ،، و التاريخ لا يرحم المتخلّفين ...
نوتات على هامش الواقع / عفوا على تشتت الأفكار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق