الاثنين، 5 أبريل 2010

الشّريدة ...!

--

 
  الشّريدة ...!  ...  بَد تْ بوجْه شاحب ، أغبر ، منكوشة الشعر ، منحنية الظّهْر و مشوّشة الهندام . تلتهم سيجارتها في شره و ترتشف سواد قهوتها بنهم لا يقطعه الا زفرات تطلقها أعماقها الكئيبة ..  إنها كائن ككل البشر ،، كان من حقّها أن تمارس الحياة ككل النّاس  و تتلذّذ بمحاسنها و تتذوّق جمالها  لكن كانت الإستثناء  لعبت بها الأيام  و أشقتها الحياة  و دمّرها بنو جنسها ..  و لم تر من الدنيا إلا وجهها العبوس !  إنها امرأة ككل النّساء  لها قلب لكنّه انفطر و تفتّت  لها روح لكنها انكسرت  لها جمال لكنه انطفأ و شاخ  لما نفْسٌ لكنها اضمحلّت وسط متاهات  العناء و الأعباء  لها مشاعر لكنها اصطبغت بألوان الرّماد و اليأس و الإحباط ...  آآآآآآه،،، تلك جملتها الإعتراضية التي تحشرها كلّما لكَنَ لسانها أو خانتها الذاكرة  أو فاضت دموعها و لم تقوى على مواصلة حكاياها  حكاياها التي كثرت بعدد سنين التعاسة  التي اعتنقتها على صغر سنّها  و طالت و امتلات شجننا  حتى فاض  الصّدر و ما حوى ...  مسكينة !  هذه المرأة ( الشبح ) صارت تجوب الأزقة و تحمل دولاب أدباشها  فوق ظهرها  ترتاد المقابر لتلتحف العراء و تفترش التراب  و تستأ نس بسكانها علّها تنسى و لو لحين تعب الحياة و ضراوة البشر  تقاوم العراء ، تقاوم الجوع ،تقاوم الفقر وتقاوم تقلّبات الزمان و أحوال الطقس !  تخاف من كل شيء  و تحتاط من كل شيء  وفي النهاية تقع فريسة لكل شيء !  لا تتدري أين تتقاذفها ساعات المساء  إلى أقاصي مقبرة  إلى مراكز البوليس و التحرّي  أو قد تقع بين براثن أشقياء الليل  و سكارى الهزيع الأخير من الليل فتزيد في رصيدها  همّا و غمّ  و تسجّل نقطة أخرى في دفتر الخيبات التي رماها بها بنو جلدتها قسرا و ظلما  و لم يَعي أحد منهم عن دوره في نسج تلك المأساة ....     بقلمي / منجي
*





الشّريدة ...!





...  بَد تْ بوجْه شاحب ، أغبر ، منكوشة الشعر ، منحنية الظّهْر و مشوّشة الهندام . تلتهم سيجارتها في شره و ترتشف سواد قهوتها بنهم لا يقطعه الا زفرات تطلقها أعماقها الكئيبة ..

إنها كائن ككل البشر ،، كان من حقّها أن تمارس الحياة ككل النّاس

و تتلذّذ بمحاسنها و تتذوّق جمالها

لكن كانت الإستثناء

لعبت بها الأيام

و أشقتها الحياة

و دمّرها بنو جنسها ..

و لم تر من الدنيا إلا وجهها العبوس !

إنها امرأة ككل النّساء

لها قلب لكنّه انفطر و تفتّت

لها روح لكنها انكسرت

لها جمال لكنه انطفأ و شاخ

لما نفْسٌ لكنها اضمحلّت وسط متاهات

العناء و الأعباء

لها مشاعر لكنها اصطبغت بألوان الرّماد و اليأس و الإحباط ...

آآآآآآه،،، تلك جملتها الإعتراضية التي تحشرها كلّما لكَنَ لسانها أو خانتها الذاكرة

أو فاضت دموعها و لم تقوى على مواصلة حكاياها

حكاياها التي كثرت بعدد سنين التعاسة

التي اعتنقتها على صغر سنّها

و طالت و امتلات شجننا

حتى فاض  الصّدر و ما حوى ...

مسكينة !

هذه المرأة ( الشبح ) صارت تجوب الأزقة و تحمل دولاب أدباشها

فوق ظهرها

ترتاد المقابر لتلتحف العراء و تفترش التراب

و تستأ نس بسكانها علّها تنسى و لو لحين تعب الحياة و ضراوة البشر

تقاوم العراء ، تقاوم الجوع ،تقاوم الفقر وتقاوم تقلّبات الزمان و أحوال الطقس !

تخاف من كل شيء

و تحتاط من كل شيء

وفي النهاية تقع فريسة لكل شيء !

لا تتدري أين تتقاذفها ساعات المساء

إلى أقاصي مقبرة

إلى مراكز البوليس و التحرّي

أو قد تقع بين براثن أشقياء الليل

و سكارى الهزيع الأخير من الليل فتزيد في رصيدها

همّا و غمّ

و تسجّل نقطة أخرى في دفتر الخيبات التي رماها بها بنو جلدتها قسرا و ظلما

و لم يَعي أحد منهم عن دوره في نسج تلك المأساة ....

بقلمي / منجي 












ليست هناك تعليقات: