الأربعاء، 5 فبراير 2014

التّوافق ،،، لكن لنسخ الثورة و استنساخ النظام القديم

التّوافق ،،، لكن لنسخ الثورة و استنساخ النظام القديم  بقلم / منجي بــــاكير   أعاجيب تونس ، أو بالأحرى أعاجيب المشتغلين في  الرّكح السياسي التونسي لا تنتهي ،، أعاجيب تتواتر بلا مبرّرات و لا تفسيرات ، فقط هي تمرّ لتترك المتابع و حتّى الضالعين في التحليلات السياسيّة فاغري الأفواه و فاقدي حبْل المعقول ،، بالأمس ، و الأمس القريب كانت كلّ الحراب موجّهة إلى سياسات الحكومة التي كان يديرها السيّد علي العريّض ، حراب تطعن بكلّ قوّة وفي كلّ الإتّجاهات و أصوات تحقّر و تقزّم كل الجهود ،، اجتمعت تقريبا كلّ أجندات صفّ المعارضة و أدعياء الإعلام الرديء على نكران أيّ إيجابيّة يمكن أنّها  تحقّقت بمساعي  حكومة العريّض و خلال فترة توليه منصب رئاسة الحكومة . و في لحظة فارقة ، و بنجاح الإنقلاب النّاعم الرّباعي الدّفع الذي انتهى بخروج النّهضة من دوائر القرار المباشر و تشكيل ((حكومة دعائيّة )) استمدّت شرعيّتها من أروقة السّفارات و رموز الردّة و قادة الإنقلاب ،،، انقلبت الأمور إلى ضدّها بالضّبط لتتشكّل صورة معاكسة لما كان بالأمس ..! طبعا هذا لا يحصل إلاّ في تونس و ببركات الخيوط التي تحرّك- ماريونات - اللّعبة السّياسيّة الذين في وقت قياسي أفرجوا عن الدفعة الثانية من قرض طالما تباكى عليه الكثير و أنكروا حصوله و تداعياته الوخيمة آجلا و عاجلا ،كما انتفض العجز المزمن للدّينار التونسي و يحدث مفاجأة الصّعود الملحوظ في سوق البورصة ،،،  تنهال التهاني و التبريكات من كلّ صوب و حدب ، تحصل زيارة إلى ( الشقيقة الكبرى ) الجزائر بوفد حكومي مازال لم يجلس على كراسي الوزارة و لم يجري بينهم تعارف و تواصل كامل ،،  تدرج استطلاعات للرأي ترتفع فيها أسهم رئيس حكومة – التوافق – الذي لم يتبيّن بعدُ فعله السّياسي و لم يحرّك بعد ساكنا ... و ربّما هناك من المغالين من لامس مناشدته لرئاسة البلاد  .. الإعلان عن اكتمال دستور طغى عليه طابع التلفيقات و قنّنت فصوله المقايضات و المصالح الحزبيّة ، دستور لم يرتقي إلى آمال الشعب و ثورته بل تجاوز ثوابتا كانت في حكم البداهة ، دستور جاء ليرضي الأجندات الخارجية و يهمل شريعة و تعاليم دين الشّعب .  تزداد وتيرة الأحداث و تكشف عن الأغرب ، ليحصل رفع حجز السّفر عن الكمالين مرجان ثمّ اللّطيّف – العقْدة / الإنفراج – ليزامن هذا محاصرةُ ثمّ قتل القضقاضي و جماعته في سيناريو لم يقدر لا وزير الدّاخليّة و لا معاونيه في إضفاء صدقيّة له و لا حتّى في إيجاد  شبه إقناع .. بين هذا وذاك و في مسار غير بعيد عن هذه الدائرة الرسميّة يشهد حزب نداء تونس المعارض جملة من الإهتزازات المفتعلة لتقلب موازين القوى في داخله و تعيد ترتيب أوراق شاغليه و منتسبيه ، ترتيب جعل رموز التجمّع القديم في الصّدارة و في تمام الجاهزيّة .. الإتحاد النّسائي و الذي هو من المفروض محسوب على تركة النظام المدحور و أحد أركانه التي ذهبت بها رياح الثورة ، فجأة ينقلب إلى ضحيّة تستدرّ العطف و و ينال التكريم بمائة ألف دينار من المال العامّ .. تخرج تسريبات في شكل تخميرات مقصودة تشير إلى أنّ بن علي الجنرال الهارب ( حرقه الحليب ) على تونس و هو مستعدّ للتضحية بحريّته و البقاء في الإقامة الجبريّة في سبيل الرجوع إلى أرض الوطن و شمّ ريحة البلاد !! كلّ هذه السيناريوهات المتعاقبة و المتسارعة حصلت فقط ببركات هذا التّوافق التي معها تبدّلت الأحوال و ازدهر الدينار و بدأ الإعلام يسوّق للإنجازات و يتغاضى عن السّلبيات القائمة ، لتتبدّل صورة تونس من السّواد القاتم إلى البياض النّاصع المؤهّل للإنفتاح على السياحة و رأس المال الغربي بكلّ أنواعه ... توافق حصل أو وقع فرضه أو كان ترجمة ناعمة لانقلاب واضح المعالم برغم ما حاول منتجوه إضفاء السريّة و الشرعية اللّقيطة عليه ،، توافق يثير كثيرا من التساؤلات  عند رجل الشّارع قبل أيّ خبير ضالع في التحليل و التشخيص .. توافق يثير الرّيبة و يبعث درجة عالية من القلق حول مستقبل تونس و ما يخطّط لها في مطابخ السّياسة العالميّة و المحلّيّة ، إحدى فرضيّاته التي تطفو على سطح الأحداث هي وأد ثورة الشّعب و قبر مكتسباتها  و مستحقّاتها  و (ركْل )الإرادة الشّعبيّة خارج  مضمار المشهد السّياسي للإنفراد بتفصيل مستقبل البلاد و العباد بعيدا عن كلّ شعارات الديمقراطيّة و تمثيليّة الشّعب ....و استنساخ المنظومة القديمة لتسليم عهدتها إلى من أحيا  جثثهم – تراخي – حكومات ما بعد الثورة و سياساتها المرتعشة ...



التّوافق ،،، لكن لنسخ الثورة و استنساخ النظام القديم
بقلم / منجي بــــاكير

أعاجيب تونس ، أو بالأحرى أعاجيب المشتغلين في  الرّكح السياسي التونسي لا تنتهي ،، أعاجيب تتواتر بلا مبرّرات و لا تفسيرات ، فقط هي تمرّ لتترك المتابع و حتّى الضالعين في التحليلات السياسيّة فاغري الأفواه و فاقدي حبْل المعقول ،،
بالأمس ، و الأمس القريب كانت كلّ الحراب موجّهة إلى سياسات الحكومة التي كان يديرها السيّد علي العريّض ، حراب تطعن بكلّ قوّة وفي كلّ الإتّجاهات و أصوات تحقّر و تقزّم كل الجهود ،، اجتمعت تقريبا كلّ أجندات صفّ المعارضة و أدعياء الإعلام الرديء على نكران أيّ إيجابيّة يمكن أنّها  تحقّقت بمساعي  حكومة العريّض و خلال فترة توليه منصب رئاسة الحكومة .
و في لحظة فارقة ، و بنجاح الإنقلاب النّاعم الرّباعي الدّفع الذي انتهى بخروج النّهضة من دوائر القرار المباشر و تشكيل ((حكومة دعائيّة )) استمدّت شرعيّتها من أروقة السّفارات و رموز الردّة و قادة الإنقلاب ،،، انقلبت الأمور إلى ضدّها بالضّبط لتتشكّل صورة معاكسة لما كان بالأمس ..!
طبعا هذا لا يحصل إلاّ في تونس و ببركات الخيوط التي تحرّك- ماريونات - اللّعبة السّياسيّة الذين في وقت قياسي أفرجوا عن الدفعة الثانية من قرض طالما تباكى عليه الكثير و أنكروا حصوله و تداعياته الوخيمة آجلا و عاجلا ،كما انتفض العجز المزمن للدّينار التونسي و أحدث مفاجأة الصّعود الملحوظ في سوق البورصة ،،،  تنهال التهاني و التبريكات من كلّ صوب و حدب ، تحصل زيارة إلى ( الشقيقة الكبرى ) الجزائر بوفد حكومي مازال لم يجلس على كراسي الوزارة و لم يجري بينهم تعارف و تواصل كامل ،،
تدرج استطلاعات للرأي ترتفع فيها أسهم رئيس حكومة – التوافق – الذي لم يتبيّن بعدُ فعله السّياسي و لم يحرّك بعد ساكنا ... و ربّما هناك من المغالين من لامس مناشدته لرئاسة البلاد  ..
الإعلان عن اكتمال دستور طغى عليه طابع التلفيقات و قنّنت فصوله المقايضات و المصالح الحزبيّة ، دستور لم يرتقي إلى آمال الشعب و ثورته بل تجاوز ثوابتا كانت في حكم البداهة ، دستور جاء ليرضي الأجندات الخارجية و يهمل شريعة و تعاليم دين الشّعب .
تزداد وتيرة الأحداث و تكشف عن الأغرب ، ليحصل رفع حجز السّفر عن الكمالين مرجان ثمّ اللّطيّف – العقْدة / الإنفراج – ليزامن هذا محاصرةُ ثمّ قتل القضقاضي و جماعته في سيناريو لم يقدر لا وزير الدّاخليّة و لا معاونيه في إضفاء صدقيّة له و لا حتّى في إيجاد  شبه إقناع ..
بين هذا وذاك و في مسار غير بعيد عن هذه الدائرة الرسميّة يشهد حزب نداء تونس المعارض جملة من الإهتزازات المفتعلة لتقلب موازين القوى في داخله و تعيد ترتيب أوراق شاغليه و منتسبيه ، ترتيب جعل رموز التجمّع القديم في الصّدارة و في تمام الجاهزيّة ..و بروز تململ في بعض الأحزاب الأخرى ...
الإتحاد النّسائي و الذي هو من المفروض محسوب على تركة النظام المدحور و أحد أركانه التي ذهبت بها رياح الثورة ، فجأة ينقلب إلى ضحيّة تستدرّ العطف و و ينال التكريم بمائة ألف دينار من المال العامّ ..
تخرج تسريبات في شكل تخميرات مقصودة تشير إلى أنّ بن علي الجنرال الهارب ( حرقه الحليب ) على تونس و هو مستعدّ للتضحية بحريّته و البقاء في الإقامة الجبريّة في سبيل الرجوع إلى أرض الوطن و شمّ ريحة البلاد !!
كلّ هذه السيناريوهات المتعاقبة و المتسارعة حصلت فقط ببركات هذا التّوافق التي معها تبدّلت الأحوال و ازدهر الدينار و بدأ الإعلام يسوّق للإنجازات و يتغاضى عن السّلبيات القائمة ، لتتبدّل صورة تونس من السّواد القاتم إلى البياض النّاصع المؤهّل للإنفتاح على السياحة و رأس المال الغربي بكلّ أنواعه ...
توافق حصل أو وقع فرضه أو كان ترجمة ناعمة لانقلاب واضح المعالم برغم ما حاول منتجوه إضفاء السريّة و الشرعية اللّقيطة عليه ،، توافق يثير كثيرا من التساؤلات  عند رجل الشّارع قبل أيّ خبير ضالع في التحليل و التشخيص ..
توافق يثير الرّيبة و يبعث درجة عالية من القلق حول مستقبل تونس و ما يخطّط لها في مطابخ السّياسة العالميّة و المحلّيّة ، إحدى فرضيّاته التي تطفو على سطح الأحداث هي وأد ثورة الشّعب و نسخها و قبر مكتسباتها  و مستحقّاتها  و (ركْل )الإرادة الشّعبيّة خارج  مضمار المشهد السّياسي للإنفراد بتفصيل مستقبل البلاد و العباد بعيدا عن كلّ شعارات الديمقراطيّة و تمثيليّة الشّعب ....و استنساخ المنظومة القديمة لتسليم عهدتها إلى من أحيا  جثثهم – تراخي – حكومات ما بعد الثورة و سياساتها المرتعشة ...

--****----///

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...


مؤلم حال أوطاننا جميعها بعد الثروة :(

Unknown يقول...

عبير علاو
اهلا عبير ،،، الزمن الجميل يشكوك طول الغياب هههه
تقديري لجميل الإحساس بواقع الأمّة