كفى الحاقدين مهاترات ، مساجد الله فوق كل الشّبهات |
منجي باكير – كاتب صحفي
رغبات جامحة متعنّتة ومتعفّنة و أمنيات خادعات ، تلك هي التي راودت و لازالت
بعضا من دعاة التهجين الفكري الماسخ و سدنة أجندات التغريب و الإقصاء بغيا من عند
أنفسهم و إمعانا في الضلال و التضليل و الكراهيّة الدّفينة ، أماني فاسدة مفسدة و
يتيمة حملها هؤلاء الذين يكنّون حقدا بالغا على الإسلام و أهله من بعد الثورة إلى
اليوم ، بدأت في أوّل ظهورها تحت عناوين – تحييد المساجد – و الحجْر على العلماء و
الخطباء ،،، ثمّ عاودت تأجّجا هذه الأيّام عند منعرج آخر مقيت لمشكل الإرهاب و
الذي ركبه كما دائما هؤلاء المتربّصون ليزايدوا به أو ليصفّوا به حسابات دفينة تدفعها بقايا
إيديولوجيّات خائبة و مهترئة و ملطّخة بعقد أصحابها بقيت معشّشة في أدمغتهم يظهرونها في حماقة و
تعدّي صارخ لعمق هذا الشّعب و لتاريخه و هويّته و ديانته ...
الحديث عن غلق المساجد الذي حاولت الترويج له رهوط عُرفت بعدائها للدين و أهله ، بل تهلّلت له وجوه كثير من الحُمر المستنفرة و
صفّق له بعضا ممّن يتربّصون بالدين و الهويّة في بلد الإسلام و العروبة ما هو إلاّ
نتاج لفكر ظلاميّ (أيضا) إقصائي ينمّ عن مبدإ الإستئصال و الدّفع ببلادنا نحو أتون
الفُرقة و إحداث النعرات و استجلاب المخاطر أكثر و أكثر ...
لا شكّ أنّ هكذا دعوات عقيمة لغلق المساجد أو
الحجر على العلماء و الأئمّة إنّما هو فعلٌ إعتباطي ، جزافيّ يُراد به التملّص من تحمّل المسؤولية الحقيقيّة في التشخيص الصحيح لواقع الإرهاب
الحاصل و الإصداع بأذرعه و تسمية القائمين عليه و باعثيه و مموّليه و خصوصا
المشرفين على توقيتاته ،،، كذلك هو قرار متعدّي للدستور و لمكاسب الثورة و مقدّرات العمق الشّعبي
التونسي الإسلامي ،،، هو قرار جدّ خطير يفرّق و لا يجمع و يزيد من تأجّج الوضع ،، كما
أنّه قرار لا يمتلك الصّفة باعتبار أنّ المساجد هي بيوت الله أذن
ربّنا سبحانه أن تُرفع و يُذكر فيه اسمه دون سواه ،،
المساجد هي بيوت مفتوحة و شفّافة لا تحتمل
الإنغلاق على فئة دون أخرى من المسلمين و لا شرعيّة لأيّ كان بأن يستعملها لمآرب
خاصّة ، كما تُحرّم عمارتها بما يضرّ الإنسانيّة جمعاء فضلا عمّا يضرّ المسلمين ...
المساجد و بيوت اللّه ليست حقّا قائما للحكومة و ليست باقيا من بقايا أملاكها
الضّائعة و المسروقة و المنهوبة و التي لم تقف على حقيقتها إلى اليوم ، و لا يمكن
بأي حال من الأحوال أن تكون حاضنة لمن
يخالف العقيدة الإسلاميّة و لا لمن يسعى إلى توظيفها في غير ما اضطلعت به طيلة
قرون خلت .
كمـــــا أنّ المساجد ليست شأنا و مبحثا لمريضي
العقول و شواذّ الفكر من الذين لا يحسنون حتّى قراء الفاتحة – فضلا عن حفظها –
حتّى يسقطوا على المسلمين آراءهم الفاسدة و يمرّروا أجندات مشغّليهم الضّالّة
المضلّة و المحاربة لدين الله ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق