تونس : 01 ماي عيد الشّغل عندنا ،، أم عيد الإضرابات
منجي بــاكير – كاتب صحفي
01 ماي عيد الشغل – أو عيد العمّال – هو عيد و أيقونة استحقاق لتكريم و لو رمزيّ لمن
أعمل فكره أو شغّل ساعده في بناء هذا
الوطن و كابد في همّة للدّفع به نحو انتعاش تنموي و إقلاع إقتصادي ينفع البلاد و
العباد ،،،
عندنا في تونس لا نعرف هل أنّنا معنيون بهذا التكريم ، و لا نعرف هل
أنّه يحقّ لنا أن نضع أيدينا في أيدي عمّال العالم ، الذين آمنوا ب( قيمة العمل ) فانصرفوا إلى
الجهد و الإبتكار لتوظيف عقولهم و سواعدهم في التنمية و الإرتقاء بشعوبهم و مواطنيهم لملامسة العيش
الكريم ، حقيقة لا نعرف ؟؟
لكنّنــــــا نعرف جيّدا و بإجماع واسع و عريض أنّنا شعب لم نتوفّق
بعد إلى الإيمان ب(( قيمة العمل زائد قيمة الوقت ) تماما كما ضاع إيماننا بجماليات
أخرى ،،،
نعرف أيضا أننا سارعنا – في فرح و شوْق- إلى تقنين و دسترة حقّ
الإضراب قبل أن نعي جيّدا حقّ و حرية و ضرورة العمل في بلد أكثر طاقاته مهدورة و
الأخرى نائمة تدمن الكسل و الإستهلاك ، بينما
كثير من شعوب الأرض الأخرى تصنع كلّ يوم المعجزات في برّها ،،، و لمّا لم يسعها
البرّ انتقلت إلى البحر و الجوّ فغزتهما و طوّعتهما ...
كما نعرف أنّنا مؤهّلون لإحتلال أولى المراكز و التسجيل بالبنط العريض
في صفحات موسوعة غينس بولائمنا وعصائدنا و التفنّن في تفصيل وخياطة رايتنا .
ولنا باع ومراتب (مشرّفة جدّا
) أيضا في إحصائيّات الطلاق عربيّا و
عالميّا و في استهلاك الخمور... في انتظارغير بعيد لنصيبنا من الموبقات الأخرى .
و مــــــــــا زلنا نترقّب تصفيات نتائج مسلسلات إضراباتنا و قطع
الأرزاق و الطرق و إغلاق المؤسسات الخاصّة و الوطنيّة ، مازلنا نترقب نتائج تسببنا
في غلق و إفلاس مواردنا و ثرواتنا ، إضرابات بالجملة و على مدار السنوات ، بعضها
عشوائية مشبوهة و الأخرى منظّمة بمباركة
الراعي الرّسمي ...
فهل
بعد هذا ، و على الحال الذي نحن عليه و مع استشرافات و تحذيرات أهل الإختصاص و جماعة
الإقتصاد من التردّي القادم ، هل يحقّ لنا أن نستقبل 01 ماي لننعم بالإحتفال بعيد
العمّال – وضميرنا راضٍ - جنب بقيّة عمّال العالم !؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق