الدكتور المرزوقي هو آخر تحصينات الثورة
منجي بــــاكير* كاتب صحفي
إنّ ما يميّز السيّد محمد المنصف المرزوقي أنّه
دكتور مثقّف و متشبّع في أيمان ((عنيد )) بقيم الديمقراطيّة و الحقوق و الحريات ،
لكن ما يزيد الرّجل تميّزا في انفراد أنّه
إبن حواريّ و أزقّة و أرياف العمق الشّعبي التونسي ، يتألّم و يأمل تماما كما
يتألّم و يأمل
أي تونسي بلا تفريق ...
جرّبنا الرئيس الدكتاتور و جرّبنا المرزوقي
الرئيس الدكتور، خبرنا الإثنان فعشنا سنوات الجمر مع أوّلهما و انفتحت أبواب
الحريّة و الكرامة مع الثّاني ، ،،
خبرنا المرزوقي فلم يكلّ و لم ينقلب على مبادئه
برغم كلّ العراقيل و العواصف التي انتهجها إعلام رديء ، فاسد و مفسد ، ثبت و صمد و
لم يهادن ، أيضا لم يقايض يوم دعته قوى الردّة إلى – قصْعة – الروز بالفاكية ،
كانت دعوة يمكن أن تمسح عنه كلّ ما رموه به و تنزع عنه كلّ ما شوّهوه به لو أنّه
وضع يده في أيديهم القذرة لافتعال إنقلاب حاقد على الشرعيّة وقتها .
خبرنا الرّجل في عهوده و مواثيقه فلم ينكث برغم
الحصار و قلّة الصّلاحيات المقصودة ، لم يتلذّذ راحة كرسيّ قرطاج و لكن سعى إلى
تحويله قصر ثقافة و فكر يرتاده كلّ التونسيين بلا إقصاء و لا تمييز .و جعل من
قرطاج ملْكا لكلّ الشعب بعد أن كانت تُحرّم الإشارة إليه و لو من بعيد ...
و خبرناه حقيقة داعيا إلى لمّ الشّمل و الإرتقاء
بالقيم و الفكر و تثمين الجهد الوطني و خصوصا الشبابي لإعلاء الهمّة و الدفع نحو
المستقبل ...فكان بحقّ عنوانا جامعا بمواصفات تونسيّة و بنظرة لا شرقيّة و لا
غربيّة تنفض ذلّ التبعيّة و تُعلي راية تونس في استقلال فاعل و حريّة و كرامة
حقيقيّة .
فإذا كان هذا فعله في الزّمن الصّعب و تحت الضغط
و التهديد و التشويه أفلا يكون هو وحده الضّامن لما بقي من مكاسب الثورة ؟ أفلا
يكون هو وحد ه من بقي على عهده و إيمانه بثورة كان مهرها الدّماء و الأرواح و كثير
من الجراحات و الإعاقات ، و أنّه لا يعِد كذبا و غرورا ؟؟
فقط هو السيد محمد المنصف المرزوقي الذي أثبت و
سيبقى على عهده بأنّه ابن هذا الشّعب و من طينته و ليس من طينة الدّم الأزرق و
سلالات الباشوات و خدم البايات الذين ما زالوا يرون في أنفسهم أنّهم من معدن غير
معدن الشّعب و أنّهم الأولى لقيادته من قصور الفخامة و السّعادة ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق