صحّة ليهم قوى الردّة و أزلام النظام البائد
بقلم /
منجي بــاكير
صحّة لبقايا
وأزلام نظامين استبداديّين عاثوا في الأرض فسادا و أمعنوا في الشعب تنكيلا و
تجاهلا و لصوصيّة ، جاءت الثورة لتجعل منهم ركاما لا حراك له ، حتّى تمنّى أكثرهم
أن تخسف بهم الأرض ، و توارى بعضهم خشية العار و الخنّار بعد أن تبرّأ منهم الأهل
و الأصحاب و حاول البعض الآخر – الإغتسال- و الإندساس في – مفرخة – الأحزاب
، بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت و ظنّوا أن حكم الشعب نافذ فيهم لا محالة و أنّ سلطة القانون ( الثوري) ستقتصّ منهم ،،،،
، بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت و ظنّوا أن حكم الشعب نافذ فيهم لا محالة و أنّ سلطة القانون ( الثوري) ستقتصّ منهم ،،،،
لكنّ
الحكومات المتعاقبة تجاوزتهم و أغفلتهم و قايضتهم و مارست معهم سياسة النّعامة ،
حتّى قوي عودهم و استردّوا صفاقتهم و بجاحتهم ليتصدّروا المشهد السّياسي بلا حياء
و لا حشمة و ليتجمّعوا من جديد في تشكيلات تجمعها شهوة السّلطة الغابرة ، ثمّ
اعتلوا المنابر في حلل الواعظين ليتبجّحوا – بكلّ رذالة – و يستولوا على مكاسب
الثورة بعد أن لبسوا – نفاقا و بُهتانا - جبّة الثورة و الثوّار ليزيدوا عمق
الشّعب و بُناة الوطن و أصله قهرا على قهر ،،،،
صحّة
لمكوّنات الدولة العميقة بأن لم يمسسهم ريح الثورة و لم تلتفت لهم عناوين التطهير
الثوري ، و لم تنصب لهم المحاكمات لضلوعهم في السرقة و الفساد و استغلال النّفوذ و
احتراف المحباة و الرّشوة و المحسوبيّة ، و الّذين تعرفهم بنايات و أروقة الإدارة
التونسيّة قبل أن يعرفهم القاصي و الدّاني ،،، صحّة ليهم بعد أن افتعلوا الألاعيب
و غيّلوا ملفّات الإدانة و حرقوا و أتلفوا مراجع توريطهم و صفقاتهم المشبوهة
و تواروا على الأنظار ،،، لكنّ الصّرعات
على الكراسي و لعاب الحكم تركوا لهم الفرص
ليتوالدوا من جديد و ( ليفرعنوا ) و تزداد سطوتهم لإقصاء كلّ من يذكر أو يشهد على
فسادهم ، ثمّ أصبحوا سدّا أمام أيّ
تقدّم لمسار البلاد و ذراعا مخلصة لقوى الردّة و الثورة المضادّة ...
صحّة لمافيا
التهريب ، تهريب قوت الشعب و المتاجرة بصحّته و سلامته ، مافيا محكمة التنظيم لم
تترك أخضر و لا يابسا ، مافيا لم تراعي في الشعب إلاّ و لا ذمّة ، أدخلت السّموم و
السلاح و أدوات الفساد و الإفساد و ضلعت في – تبريك – الإقتصاد الوطني في كلّ
مناحيه ،، صحّة ليهم لأنّ حكوماتنا الرّشيدة لم تقدّر الأمور قدر نصابها و لم
تبادر بتحمّل مسؤولياتها و تضرب الحديد ساخنا ، حتّى أصبحت هذه العصابات –
الدّابّة السوداء – لها و أصبحت جسما سرطانيّا يصعب أو يستحيل تحديد ملامحه فضلا
على القضاء عليه ،،،
صحة لماكينة
الإتحاد التي تركت رسالتها العمّالية و حسّها الوطني لتنخرط في اللعبة السّياسيّة
ثمّ تستولي على رأس القاطرة و تصبح – قوّة ضاربة – تنفّذ أجندة مغتصبيها و لا تقيم
للشعب و لا للمصلحة الوطنيّة وزنا أمام جشع هؤلاء المغتصبين و عنادهم و أحقادهم
الدّفينة ،،،
صحّة لمن ركب الثورة و استفاد من ثغرات المسار الإنتخابي
فأصبح أشهر من نار على علم و ادّعى جهبذة و باعا في الحراك السّياسي بعد أن كان نكرة حتّى في مربّع سكناه ،، صحّة
لمن اتّخذ الكرسيّ الذي منحه إيّاه الشعب ليجعل منه ( بورصة ) و أقام له المزادات
ليحلب و و يستثمر و
يجعل منه *fonds de commerce* أو ورثة من الأجداد و تناسى عهده مع من انتخبه بعد أن جمّد ضميره و
أخلاقه ..
صحّة ليه لأنّ مجلس الشّعب لم يفكّر يوما في تدارك الأمر و أن يصدرؤ
ما يمنع ما اصطلح عليه تونسيّا – السياحة الحزبيّة -
صحّة لبقايا بوليس بن علي الذين مازالوا يشغلون آمنين أماكنهم ، بل
ينعمون بالترقيات و الحوافز مقابل ما يدنّسون به المؤسّسة الأمنيّة و ما يقومون به
من خدمة للفعْل الإنقلابي ، صحّة ليهم لأنّ حكوماتنا الرّشيدة لم تكلّف نفسها
تحديد و استئصال هذا الورم من الجسم الأمني الوطني ،،،
صحّة لكلّ هؤلاء و من لم نذكر لأنّ الشّعب فترت عزيمته و سلّم دفّة
المسار الثوري و اكتفى بالمتابعة .....
**
هناك تعليقان (2):
الخيرة بما أختارها الله ...
كل شيء بتدبير الخالق سبحانه
وتعالى ....
absnt
شكـــــــرا لحضور بهيّ أنار صفحات الزّمن الجميل
إرسال تعليق