الخميس، 16 مايو 2013

علمانيّة الرئيس المُبْصرة وعلمانية الآخرين العمياء بقلم / منجي باكير



علمانيّة الرئيس المُبْصرة وعلمانية الآخرين  العمياء
بقلم / منجي باكير  
مـــــا حدث خلال كلمة الرئيس الدكتور المنصف المرزوقي في مؤتمر الحوار الوطني من تصرّف أرعن و حركة دنيئة ، تعيسة لا وجود لها و لا تفسير لها إلاّ في قاموس متاردفات الجهل الديمقراطي  و الحقد الدّفين و التخلّف الحضاري،، و هي بالمناسبة كانت ترجمانا واضحا لما تحمله علمانية حفنة الفرنكوفونيين و ما تبطنه من عداء واضح لكلّ صوت حقّ أو حتّى إعتدال في الحكم على الأشياء و إيجاد أرضيّة مشتركة تجمع ولا تفرّق فضلاعن أنّها فاضحة لما يكنّون من عداء عميق للدّين الإسلامي،،،
حركة يترفّع الخصوم السياسيون الحقيقيّون و النّاضجون عن القيام بها حتّى و إن كانت ضدّ الرأي الذي يخالفهم و لا يصبّ في مصالحهم – خصوصا إذا كانوا أدعياء ثقافة و مجتمع مدني وحقوقي - فما بالك إذا كان الأمر يخصّ رمزيّة الدولة و ناموس هيبتها و هو رئيس التونسيين جميعا ، هذا الرّجل الآتي من الأوساط العلمية المتقدّمة و المناضل الحقوقي بلا مزايداة و الأصيل جدّا برغم واسع ثقافته الغربيّة  . لقد غاضهم هذا الرّجل الذي تمسّك بعلمانيّة معتدلة لا تبطر الحقّ و لا تنكر على أحد حريّته و حقوقه و لا تسعى لإقصائه لمجرّد فكره أو إنتماءه ، غاضهم أن علمانيّة الرّجل لم تطابق ما يحملون من مرض و حقد يريدون أن يزرعوه في أرضيّة ذات هويّة ضاربة و دين مترسّخ ، غاضهم أن علمانيّته كانت مبصرة و متفتّحة على الواقع التونسي فقدّر الأمور حقّ قدرها و لم يدْع إلى الإنبتات و التفسّخ و التعرّي و الشذوذ الفكري و الجسدي ، غاضهم أن علمانية الرئيس لم تنقَد في متاهات و لاءاتهم الغربيّة و لم تخدم أجندات أسيادهم و أولي نِعمهم  و لم يدنْ بعلمانيتهم اللاّئيكيّة سليلة الفرنكوفونيّة التغريبيّة الحاقدة على الإسلام و المسلمين و السّاعية دوما إلى هدم التديّن و تجفيف منابعه و الخروج بالشعب عن دائرة عروبته ، فاجتهدوا قبْلاً لتشويه الرئيس إعلاميّا و سخّروا بيادقهم أدعياء الإعلام لإخراج الرّجل في كثير من الصّور الكاريكاتوريّة المزرية و التي تعكس فقط مستوياتهم الرّديئة و غيضهم الدّفين و تخلّفهم عن القيم التي يسوّقون لها ظاهرا ،،، ثمّ جاءت هذه القاصمة و من بعدها ما تفوّهوا به تعليقا على خطاب الرئيس .
هكذا جاءت هذه الحركة المُشينة كأصحابها لتكشف الغطاء لدى من لم تصله حقيقتهم  بعد ، هكذا ظهر جليّا أن علمانيّة الرئيس كانت مبْصرة مقابل علمانيّتهم التي كانت عمْياء ..

==

ليست هناك تعليقات: