في مولد رسول الله ، ماذا علينا فعله

 في مولد رسول الله ، ماذا علينا فعله؟؟

بقلم / منجي باكير

من البداهة و من جليل النّعم أنّ كل المسلمين يشتركون في حبّ نبيّ الله و رسوله صلوات ربّنا و سلامه عليه ، و لا يكتمل إيمان المسلم إلاّ أن يكونَ الله و رسوله أحبّ إليه ممّا
سواهما ، و من الجمال أن يتجلّى هذا الحبّ في إبداء الفرح في ذكرى مولد ه و التوسعة في الرزق على العيال في الإطار الشرعي و الذي اجتمع عليه رأي أهل السنّة و الجماعة و تذاكُر مناقب المصطفى صلّى الله عليه و سلّم و تعداد خصاله  بدون غلوّ و لا منافاةٍ  للشّرع أو معارضته ،

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ    

 و التذكير بسنّته و الترغيب في التأسّي به قولا و عملا  ،،،

لكـــــــــــن من الواجب حتما على صفوة الأمّة و عامّتها أن يقفوا على تجديد أركان المدرسة المحمّديّة التي بنتْ بهدْي الله و شِرعته و منهاجه حضارة إنسانية َالتوجّه عالميّة الهدف ، تلك المدرسة التي عمل فيها المعلّم الأعظم ، سيدنا و حبيبنا صلّى الله عليه و سلّم بإخلاص و همّة لا و  لن يوجد لها نظير، فصان الأمانة و أدّى الرسالة و نصح للأمّة و جاهد في الله حقّ جهاده حتى أتاه من ربّه اليقين ، مدرسةُ كان طلبتها صحابته رضوان الله عليهم من أنجب النّجباء ، اهتدوا بهدي معلّمهم و تنافسوا في بهاء على ملازمة معلّمهم و الأخذ عليه و التبليغ عنه بأمانة و صدق و عزيمة حتّى بلغ إشعاع نور الإسلام الآفاق و بلغ من بلغ ،،،

هذا النّبيّ الأمّي عبد الله و رسوله الذي أحبّ الإنسان أينما كان سواء الذي عاصره أو الذي أتى من بعده إلى يوم القيامة و الذي كان يحبّ أن يدخل كلُّ منهم الجنّة و أن يعبد الله الواحد الأحد، هذا الرّسول الذي سعى إلى أخراج النّاس من ظلمات الجاهليّة و ظلمها إلى نور الإسلام و دعى إلى تطبيق شريعة الله في الأرض لإقامة العدل و إشاعة السّماحة و التعايش السّلمي بين كل البشر تحت ظلّ القانون الإلاهي العادل العدل الحكيم الخبير و اللطيف بخلقه ،،،

هذا الذي  يجب أن نعمل على إحياءه و توطيد حلقات الوصْل معه بأن نحيي حلقات العلوم الشرعيّة بكامل فروعها و أن نبادر على مستوى الأفراد حفظ و تحفيظ القرآن و علومه ، الحديث ، الفقه ، السيرة العطرة و أن نلقّن هذا للأجيال القادمة ، كذلك نجعل من يوم مولده صلّى الله عليه و سلّم بداية جديدة لتجديد العهد في محبّة الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيمٌ - و الأمرواضح هنا أن الطريق لمحبّة الله هي اتّباع رسوله صلّى الله عليه و سلّم :

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً

من الواجب أيضا الإحساس بهموم و آلام و آمال الأمّة و استشعار أعداءها و مخطّطاتهم و إضعافها بجمع شمل الأمّة و الرجوع إلى الأحكام الشرعية و تفعيلها واقعا و عدم الركون إليهم و اتخاذهم أولياء من دون المؤمنين ،،،

هذا ما يجب أن نستحضره و ننادي به و نعمل عليه في ذكرى ميلاد الحبيب صلّى الله عليه و سلّم ،،، 

كلّ عام و نحن  أنقى و أرقى و أتقى 
 أزال الله الغمّة و جمع الأمّة 
 كل عام و أنتم بخير

****