الأربعاء، 17 مارس 2010

الكتابة فن أو لا تكون كتابة







.....  الكتابة  فن  أو لا  تكون ..!!

توطئة  : الكلمة هي مُلك صاحبها ما دامت بين أوراقه و ثنايا دفاتره ، أما إذا جازف بنشرها فهي
تنتقل آليا إلى المتلقــّي أي القاريء فكما للكاتب حريّة انتقاء الموضوع و أسلوب الطرح يصبح للقاريء نفس الحق في التعليق على هذا الموضوع و ابداء رأيه فيه و تبيان ما تضمّنه من أخطاء لغوية أو إخبارية أو فكرية...

الكتابة على مرّ العصور و على اختلاف اللغات هي فن ، و فن راق ... و لابد لكل من يريد الإنتساب لشرف هذا الفن  أن يتدرّج في سلّـم المعرفة و ينهل من ينابيعها حتى يتكون لديه نسيجا هائلا من المعلومات التي
تخوّله لخوض أي مسألة يريد الخوض فيها...
و لابد له من إمتلاك اللغة التي سيكتب بها إذ من غير المعقول أن يكتب بلغة لا يكنه أبجدياتها و لا يتفنن التعامل مع مفرداتها و لا يقيم وزنا لقواعد العمل بها و من المستحيل أن يحسب على رواد هذا الميدان.
زد على ذلك فإنه بكل بساطة يشوه ما يكتبه و يعطيه منحى غير الذي أراد إيصاله للقرّاء .
إذ أن اللغة قاسم مشترك بينه و بين المتلقي و هي في إطار ثابت لا يقبل التحوير و هي العامل الأساسي في المحافظة على الفكرة و الضامنة لحسن تلقيها عند القارئ للأثر المنشور .
و عندنا في اللغة العربية - لغة العرب رمز هويتهم و بقيتهم الباقية من موروث العروبة - لغة القرآن ولغة
أهل الجنة - قام رجالها الأوائل بضبط قواعدها النحوية و الصرفية و قواعد الرسم ... و ضبطوا لها حركات الفتح و الضم و الكسر ، و ميزوا الفاظها أحسن تمييز فأصبحت هذه القواعد المتفق عليها هي الوسيلة المرجع لصحة أي كلمة ،،، و كل تغيير يطرأ على رسم الحرف أو المد أو الكسر أو الفتح أو ما شابهه فإننه يدخل تغييرا جذريا على المعنى إن لم يكن عكسيا.
هذا عموما مجمل القول في الأدوات اللازمة للإنتساب لهذا الفن . نأتي الآن إلى أسلوب الطرح و كيفية طرق الموضوع و بسطه  و تقليب جوانبه و طريقة تمرير الأولويات فيه و ترتيبها ترتيبا عقلانيا و موضوعيا مما يجعل القارئ ينساب مع النص بكل أريحية و تتواتر عنده المعلومات و الإفادات بطريقة سلسة و من ثََـَمّ  يتمكن من فهمها و استعابها .
و في الأسلوب تكون حرية المحرر أو الكاتب واسعة ،  فقد يجعل لنفسه نوعية خاصة به حسب إمكاناته و كمّ معلوماته و وُسع خياله و مدى حبّه لشدّ القرّاء إليه . 
  

 


ليست هناك تعليقات: