فـــــــــــاتنتي
،،، خـــــــائنتي
ما إن اندمل
الجرح الغائر في أعماقي ،
حتى كـــان آخر إشعاراتك
لي
ففتحْتِـه من جدديـــد...
و فتحتِ معه
صفحة من عمري
أبدلتِ زهورها أشواكــا
وقلبْتِ
بياضها سوادا ...
أنت يا من
أسكنتـُكِ عرش قلبي و رأيت الدنيا كلّـها في
نظرة واحدة
من عينك ، نظرة أصابت فــؤادي فأماتت
فيه كل
إحساس إلاّ الإحساس بوجودك،، وجودك الذي
لوّن كياني
و صار الساعة التي أعدّل عليها طقوس حياتي
و المَـقاس
الذي أقيس عليه أمنياتي و أحلامي ...
أردتِ تقمّص
دور البهلواني الذي يستعمل أكثر من كرة
ويمشي على
أكثر من حبل .
و ما كان
ذلك ليُرضِيَ طباع رجل شرقي قديم مثلي .
و ما جعل
الله لمخلوق من قلبين في جوفه ...
رأيتك هذه
المرّة و لم أكن أريد أن أراك حتى لا تتبدّل عندي
تلك الصورة
القديمة التي رسمها لك خيالي و طـُبِعت
في فؤادي ،
صورة ترتسم جمالا و بهاءًا ،،، رأيتك فجال
في خاطري
شريط الماضي ، أيام كنتِ دلالي و أميرة قلبي
، حتى كان منك
ما كان و خنت العهد و أردت القفز
من عرشك و
الخروج من أسوار مملكة كنتِ أنت
من يديرها و
صاحبة الأمر و النهي فيها ...
فلم تجدي ما
حسبتِ و أُسْقِـط في يدك .فلم تجدي رغْد
العيش، ولم
تجدي فاره السيارات و لم تجدي قصور
الخيال و
ذهب علي بابا و كان ذلك مَحض وعود
واهية و
أضغاث أحلام .
فكان
خُسرانك مشهودا . و لم تجدي ما كان يحيطك من أزهار
وحبٍّ و
ودٍّ و نُبلَ مشاعر خصّصتها لك دون سواك
لترتشفي كأس
الحياة بعزّة .
فها أنت
اليوم تجنين الشوك ممّا زرعت ، و لفصتك الدنيا
بأجمعها بعد
أن عشت طيف خيال و زيف مشاعر كانت
لك من جنس
ما كنت تنفُثينه في عمق إحساسي ...
أنت الآن
عندي صورة بلا ألوان و نبتة بلا حياة و جثة
بلا روح و
إسما بلا معنى.
هي الأيام
يا ’’’’’ أحيانا تُـنصفنا ،،،
و لك ما
أردت طوعا و صرت خائنتي بعد أن كنت فاتنتي ./