رمضان ،، و بعد !
لاشكّ بأن الشهر الكريم ، شهر رمضان شهر اقترن
بهالة من القدسيّة لما يحوز عليه من
تعظيم في الشرع و عند المسلمين ، هو شهر القرآن
و الرحمة و المغفرة و العتق من النّار ...
اللهم اعتق رقابنا و رقاب والدينا و سائر الأمّة من النيران ..
قلت هو شهر اقترن بالسموّ الروحي عند المسلمين
فتراهم يتسابقون في القُربات و الطاعات
و العبادات بكل أشكالها ، و يتهافتون على فعل
الخيرات و وصال القربات
والتهجّد و القيام و الصدقات و إعانة الفقراء ....
هو شهر يتخلّص فيه الانسان من نوازعه و شهواته
لينضبط داخل التعاليم الشرعيّة
و يزيد من طاقاته في السموّ بروحه للتقرّب الى
الخالق سبحانه و تعالى ..
في هذا الشهر ترى استقامة في السلوك
و الأخلاق عند أكثر المسلمين و تنقص عندهم
المشاحنات و ترقّ عواطفهم فتستقيم معاملاتهم
و تمتاز باللين والأثرة و المسامحة
و المُلاحظ يقينا أن الخير يكثر في هذا الشهر
و تُفتح أبواب الرّزق فترى كل مكوّنات المجتمع
تشترك في بحبوحة العيش الكريم ،،،
هذا في رمضان ،،، لكن ماذا بعد رمضان ؟؟؟
هل سنستمرّ على ذات الوتيرة ،،، و هل سنبقى
على نفس درجة التراحم ؟؟
هل سنبقى محافظين على الطاعات بنفس الحجم
و بنفس الانضباط
هل ستبقى أعناقنا معلّقة الى السماء
ترجو العفو و المغفرة ؟؟
هل سنُبقي على جماليات سلوكاتنا مع من
نتعايش معه و نخاف الله في
في كلّ كبيرة و صغيرة نفعلها ؟؟
هل سنُصلح ما خَطيء من أفعالنا
و نفيء إلى أمر الله ؟؟
أرجو أن ينصلح حالنا و نقويّ من أواصر القُربى
و نحسّ بفقراءنا
ونجعل العفو في معاملاتنا دستورا ...
أرجو أن نسعى إقامة حدود الله ابتداء من أنفسنا ثم
في عوائلنا ثم في مجتمعاتنا
في عوائلنا ثم في مجتمعاتنا
و نواصل ما دأبنا عليه في شهر رمضان
أرجو أن تمتلىء مساجدنا كماهي في رمضان
و تعمر قلوبنا بالإيمان
كما هي في رمضان ...
الله اهد الأمّة و أنر سبيلنا و اجمعنا على كلمة سواء .